كيف تحمي أجهزتك الجوالة.. أثناء السفر؟

استخدام الشبكات اللاسلكية يوفر طرقا سهلة للتسلل

نقاط «واي-فاي» تنتشر في الفنادق والمقاهي (ام سي تي)
TT

مع وجود شبكات «واي ـ فاي» في المطارات والفنادق وعلى متن الطائرات فمن السهل جدا على المسافرين من رجال الأعمال الاتصال بالإنترنت لاسلكيا. إلا أن نقاط «واي ـ فاي» الساخنة في المطارات قد تضع كومبيوترات المستخدمين قيد الخطر، ولكن ذلك ليس أكثر من خطر المقاهي على حد قول الخبراء.

* اختراق نظم الاتصالات

* والسبب أن هذه الشبكات هي وسط يتشارك فيه الجميع، وبالتالي يمكن لكل واحد منهم مراقبة الآخر كما يقول مارتي ليندر أحد الأعضاء البارزين في مركز «التنسيق/سيرت» التابع لمعهد هندسة البرمجيات في جامعة «كارنيغي ميلون» لقناة «سي إن إن» الإخبارية، ويضيف «أن هذا الأمر لا علاقة له بأمن الشبكة، بل بطبيعة هذا الأمر».

أما بالنسبة إلى فران هانا العاملة في قطاع المبيعات في مدينة شابلن في ولاية ساوث كارولينا، فإن هذه التسهيلات لا تستحق المخاطرة. وهي غالبا ما تصطحب جهاز الكومبيوتر الخاص بها معها في رحلاتها الخاصة بالعمل لتعمل عليه عبر شبكة «واي ـ فاي» في الفنادق التي تحل بها. وقد قام المخربون بالتسلل إلى جهازها وإرسال مواد غير لائقة لها عبر حسابها المسجل. وتوجب عليها إعادة إصلاح جهازها مرتين، مما كلفها نحو 900 دولار. وعلى الرغم من أنها غير متأكدة أين كانت عندما التقطت هذا البرنامج السيئ، فإنها شرعت تتخلى عن الكومبيوتر أثناء سفرها، والجهاز الوحيد الذي استمرت تحمله هو الهاتف الجوال لأغراض المكالمات الصوتية فقط. ولكن من الناحية الأخرى فإن الشبكات اللاسلكية ليست بالمشكلة الكبيرة التي تقلق بريان فيتزباتريك أحد كبار موظفي مؤسسة تقنية مقرها الفاريتا في ولاية جورجيا، الذي يسافر كثيرا. لكنه يتفادى عادة إرسال معلومات حساسة خاصة به، أو بشركته عن طريق هذه النقاط الساخنة. لكنه كما يرى الأمور، فإنه لو حصل وسرقت بعض المعلومات منه، فإن ذلك يتم على سبيل الاحتمال عن طريق الصفقات المباشرة وجها لوجه لا عن طريق الشبكة. وعلاوة على الشبكات المفتوحة يقول الخبراء إن الخسارة الطبيعية للأجهزة تمثل خطرا أكبر على المسافرين من رجال الأعمال. فاستنادا إلى دراسة أجريت في أبريل (نيسان) الماضي من قبل معهد «بونيمون»، ورعتها شركة «إنتل» فإن كلفة التعويض عن الجهاز، وتعقب عملية سرقته، والإجراءات الجنائية، واختراق المعلومات الموجودة عليه، وكلفة فقدان الممتلكات الفكرية، وضياع الإنتاج، ونفقات الإجراءات القانونية، والاستشارات التي قد تترتب على ذلك، جميعها تكلف الشركة نحو 49246 دولارا للاب توب الواحد! ووفقا لهذه الدراسة أيضا، فإن الأجهزة المرمزة وفرت على الشركات نحو 20 ألف دولار مقارنة مع تلك الأجهزة غير المرمزة، علما بأن الأقراص المرمزة تحفظ المعلومات عن طريق بعثرة المعلومات الموجودة عليها وتفكيكها إلى أجزاء غير مفهومة. وتتم إعادة هذه الأمور إلى نصابها الصحيح عندما يقوم المستخدم بإدخال كلمة مرور صحيحة.

«ولا أدري كم هي المرات التي سمعنا فيها عن أجهزة «لاب توب» غير مرمزة جرت سرقتها، وبذلك يمكن الوصول إلى المعلومات التي في داخلها فورا من دون الحاجة إلى معرفة كلمات المرور، أو أي شيء آخر، كما يقول باتريك رونالد كبير المستشارين الأمنيين في مؤسسة «إف ـ سيكيور» المتخصصة في أمن الإنترنت. كما أن العديد من الشركات والأعمال لا تتطلب من موظفيها استخدام كلمات المرور على هواتفهم الذكية تاركين المسروقة منها غير محمية وفقا إلى بات كلوسن المدير التنفيذي لشركة «لومينشن سيكيورتي».

* إرشادات أمنية هناك خطوات بسيطة يمكن اتخاذها أثناء السفر لتبقى على حذر أثناء إجراء الاتصالات اللاسلكية، منها:

* استخدام قرص مرمز لحماية المعلومات في جهاز اللاب توب، أو الهاتف الذكي وتأكد، كما يقول ليندر، من قطع الاتصال بالشبكة عندما لا يكون الجهاز قيد الاستخدام. وفي غالبية الأحوال عندما تضع كومبيوترك في حالة السبات تكون ذاكرته غير مرمزة، مما يعني إمكانية السطو على المعلومات داخله. ويوصي رونالد باعتماد برنامج مجاني يدعى «ترو كريبت» truecrypt.org لترميز المحتويات في قرصك، وفي ذاكرات «يو إس بي فلاش».

* قم بقطع الاتصال بالشبكات اللاسلكية و«بلوتوث» عندما لا تكون تستخدمها، كما يقول كلوسن. «فهذه بوابات إلكترونية إلى أجهزتك. فعن طريق جهازي (بلاك بيري) يمكنني الجلوس والبحث عن شخص آخر للاتصال معه عبر (واي ـ فاي)، وبالتالي الدخول إلى ملفاته وما يحفظه من معلومات وأسماء الأشخاص الذين يتصل بهم».

* قم باستخدام درع واق ضد الوهج على جهاز الكومبيوتر لمنع الآخرين من استراق النظر، كما يقترح ليندر. فمع وجود مثل هذه الدروع عليك أن تجلس قبالة الشاشة وجها إلى وجه حتى تتمكن من قراءتها.

* قم بانتظام بدعم معلوماتك الموجودة على اللاب توب والهاتف الذكي، كما يقول رونالد. وهناك شركات كثيرة تقدم مثل هذه الخدمة، ولكنك بهذه الحالة تقوم بحفظ المعلومات على أجهزة كومبيوتر أخرى وأقراص.

وحتى لو كانت معلوماتك مرمزة فإنه للتخلص من خوفك من سرقة معلوماتك الحساسة، قم بدعمها مما يسهل نقلها إلى هاتف جديد، أو لاب توب، على حد قول رونالد.

* يقول رونالد إذا أضعت هاتفك الذكي وخشيت من استيلاء الآخرين على معلوماتك اتصل بالشركة المزودة للخدمة واطلب منها مسح المعلومات الموجودة عليه، وهو يقترح أيضا الأخذ بالاعتبار البرنامج الذي يسمح لك بارسال رسالة نصية إلى الهاتف التي من شأنها مسح المعلومات التي عليه من بعيد، ومنع الآخرين من الوصول إليها.

* للتأكد من أنك تقوم بزيارة موقع حقيقي للشبكة ولست مخدوعا من قبل عملية للصيد الاحتيالي يقترح بعض الخبراء الدخول إلى هذه المواقع عبر وصلة VPN الموجودة في شركتك. لكن فيتزباتريك من شركة «سي بي أو» التقنية يقول إنه يتردد في استخدام VPN من نقطة ساخنة لشبكة «واي ـ فاي» لاحتمال الوصول إلى جهازك بأسلوب ما، حتى ولو كانت حركة المرور مرمزة، لكون هذا الأسلوب قد يشكل بوابة إلى شبكتك.