نقل المعلومات وتحويلها.. عبر الخدمات السحابية

تطبيقات جديدة لتسهيل العمليات وتوزيعها بأرخص التكاليف

TT

ساعد الكثير من الشركات في السنوات الأخيرة بقيادة «أمازون» و«مايكروسوفت» و«غوغل» في بروز عصر جديد من العمليات الكومبيوترية السحابية، حيث يقوم الأفراد والشركات باستئجار حق الدخول إلى تطبيقات كومبيوترية حسب الحاجة لتنفيذ عملياتهم، أو الطلب بتنفيذها، بحيث يسددون فقط تكلفة ما يستخدمونه، أو يحتاجونه من طاقة المعالجة. وكما يحدث غالبا لدى بروز قطاع جديد، حصل نشاط كبير في البداية في صناعة العمليات السحابية خلال السنة المنصرمة.

وإحدى هذه العمليات الناشئة تدعى «كلاودكيك» التي تأمل في تأمين أسلوب مبسط لإدارة البيانات والمعلومات المخزنة عبر الخدمات الكومبيوترية السحابية المتعددة. وتقوم «كلاودكيك» بتأمين واجهة تفاعل موحدة أساسها الشبكة لرصد المعطيات، بغض النظر عن مزود الخدمة السحابية هذه الذي يقوم باستضافتها.

* نقل وتوزيع المعلومات

* من المزايا الأخرى التي أطلقت أخيرا من قبل «كلاودكيك» ما يسمى «كلاودشيفت» التي تتيح للزبائن نقل المعلومات بين مزودي العمليات الكومبيوترية الحسابية المختلفة عن طريق نقرات قليلة. إذ تتيح تحويل تطبيق ما من خادمات «أمازون» إلى منافساتها مثل «راكسبيايس» بسهولة مدهشة. وهذا يعني أن الشركات التي تستخدم «كلاودكيك» يمكنها تفادي حصر أعمالها ضمن شركة واحدة مزودة للخدمة، وهي مزية يمكن ان تساعد في توفير المال اذا ما قامت شركات مختلفة من مزودي الخدمة هذه بتقديم خدمة ارخص. «فهناك الكثير من الشركات التي تخشى الانتقال إلى العمليات السحابية لكونها غير راغبة في وضع جميع معلوماتها بيد شركة واحدة» وفقا إلى دان داي سبالترو المؤسس المشارك لهذه الخدمة الناشئة. بيد ان هذه الشركات تخشى ايضا انه قد يستغرق وقتا طويلا مع الكثير من الموارد لنقل هذه المعلومات بين مزودي الخدمة، نظرا إلى انه لا يوجد مقياس بعد، او مواصفات موحدة للعمليات السحابية حتى الان. والتحول من مزود خدمة إلى الآخر يتطلب أساليب تقنية، بما في ذلك تحويل المعلومات بين انواع الملفات المختلفة التي يستخدمها المزودون المختلفون. «لكننا تمكنا من تذليل هذه العقبة»، وفقا لحديث أدلى به داي سبالترو لمجلة «تكنولوجي ريفيو» الصادرة عن معهد ماساشوستس الأميركي للتكنولوجيا. وكانت «كلاودكيك» قد قدمت منتجها هذا في مؤتمر «أندر ذي رادار» الذي عقد في ماونتن فيو في ولاية كاليفورنيا بأميركا الذي حاز جائزة افضل معروض في فئته بعد تصويت الحضور. وكانت هذه الشركة الناشئة قد تأسست من قبل شركة المشاريع «واي كوبينيتور» التي خرجت من الظل في مارس (آذار) الماضي، ولها حاليا 1600 زبون وتدير نحو 12500 جهاز خادم. وتتوفر الخدمات الإدارية للشركة حاليا وخدمتها الجديدة بالمهجر لعدد ضئيل من الزبائن مجانا، لكنها تنوي طبعا إطلاق خطط مدفوعة الأجر مستقبلا. وبعد التسجيل في موقع «كلاودكيك» يمكن للمستخدم اضافة حسابات مختلفة للعمليات السحابية عن طريق ادخال المعلومات الضرورية. وتقوم لوحة بعد ذلك بإظهار كل من هذه الخدمات وحالة الخوادم المستخدمة. وبذلك يمكن لشخص ما ان نشر تنبيهات عبر البريد الالكتروني لتحذير ما اذا كانت حالة المرور تنخفض اقل من المستوى المعين، او انها تزيد عنه. وتقوم الشركة ايضا بتأمين صور بيانية لإظهار معدل التحميل على كل جهاز، كإشارة تبين صحة النظام.

* تفكيك المعلومات

* ونقل المعلومات وتحويلها من بائع إلى آخر هي عملية بسيطة، ببساطة سحب وإسقاط أي أيقونة على الشاشة. ولكن هناك خلف الستار الكثير الذي يجري. فلدى تخزين المعلومات على خادمات «أمازون» عن طريق استخدام «خدمة التخزين المبسطة» S3 على سبيل المثال، فإنها تخزن بصيغة الامتلاك التي تحول دون نقلها ببساطة إلى خدمة اخرى. ولحل هذه المشكلة قامت «كلاودكيك» بكتابة برنامج الذي يقوم أوتوماتيكيا بتفكيك المعلومات من نظام الملفات S3. وهذا ينطوي على إزالة طبقة الترميز التي تحيط بالمعلومات، كما يوضح أليكسي بولفي المؤسس المشارك لـ«كلاودكيك». ويمكن عند ذاك تحميل المعلومات إلى مزود خدمة آخر، وبذلك لا تستغرق العملية كلها أكثر من خمس دقائق. والعملية أشبه بتمزيق قرص «سي دي» على حد قوله.

وشركة «كلاودكيك» ليست الوحيدة التي تقدم أساليب مبتكرة لتنظيم وإدارة الخدمات السحابية. فهناك شركات مثل «كلاود ستاتس» و«رايتسكايل» اللتين تقدمان أيضا أسلوبا لرصد الخوادم السحابية عبر الشبكة. لكن مزية «كلاودكيك» أنها تحافظ على الأمور ببساطة متناهية قدر الإمكان، كما انها تقدم للمستخدمين القدرة على التحويل بين الخادمات بأسلوب سهل.

ويضيف داي سبالترو أن «كلاودكيك» في نهاية المطاف ستتيح للزبائن التنقل بين مزودي الخدمات السحابية، وفقا إلى خيارات الاسعار، او المواقع الجغرافية التي فيها تحميل اقصى. ومثال على ذلك اذا قام احد مزودي الخدمة بتقديم عرض يقل عن سعر معين يمكن لـ«كلاودكيك» نقل المعلومات أوتوماتيكيا لتلك الخدمة، او اذا تعرضت خوادم زبون ما إلى تحميل كبير في إحدى مناطق العالم خلال وقت معين من النهار، يكون بمقدوره أوتوماتيكيا تحويل المعلومات إلى أماكن أخرى في الوقت هذا، مخفضا من عامل التأخير الزمني وبالتالي تحسين الأداء.

«وقدرة عرض نقل حمولات العمل هنا وهناك هي عمل كبير»، كما يقول فرانك جيليت المحلل في «فوريستر ريسيرتش». ويضيف أن إمكانية النقل والتحويل هذه التي تقدمها «كلاودكيك» من شأنها أن تجذب الأعمال والمؤسسات الجديدة الناشئة التي تحاول العثور على أقل الأسعار، أو تلك التي ترغب في العمل سريعا.