شبكات لاسلكية.. من الجيل الرابع للاتصالات

«واي ماكس» و«إل تي إي» للنقل السريع للبيانات

TT

في الوقت الذي تعتمد أفضل أنواع الهواتف الذكية اليوم على الشبكات اللاسلكية من الجيل الثالث للاتصالات، تنظر الشركات التي تقدم هذه الخدمات إلى شبكات الجيل الرابع «4 جي» التي ستوفر نقلا أسرع للبيانات والمعلومات عبر الأجهزة اللاسلكية. وتعتبر تقنيات «واي ماكس» و«إل تي إي» اثنتين من هذه التقنيات التي جرى الحديث عنهما كثيرا، لكن مسيرة تطورهما اختلفتا، وقد تنتهيان لتنفيذ مهمتين مختلفتين ولتطبيقات مختلفة.

وعلى الرغم من أن أغلبية شركات الشبكات اللاسلكية تروج اليوم للجيل الثالث (3جي) منها، إلا أنها تخطط في الوقت ذاته للمستقبل بتطوير (4جي) الذي تأمل في وضعه قيد الاستخدام خلال سنوات. وشبكة «واي ماكس» هي الأشهر مقارنة بشبكة «إل تي إي» التي لا تزال في طور التطوير الأولي، وتحظى بفرصة أفضل كتقنية تستخدمها الهواتف الجوالة، في حين ستستخدم الشبكة الأولى على الأكثر كشبكة لاسلكية ذات نطاق عريض.

* شبكة «واي ماكس»

* هناك نوعان من تقنية «واي ماكس» WiMax: الشبكات اللاسلكية الثابتة، والجوالة. وتعتمد الثابتة على مواصفات 802.16 ـ 2004 التي تعرف أيضا بـ802.16d التي لا تدعم الحركية. أما «واي ماكس» الجوالة فتعتمد على مواصفات 802 ـ 16e ـ 2005 وهي تعرف أيضا بـ802.16e.

ويمكن استخدام «واي ماكس» لتأمين بديل لاسلكي للكابلات و«دي إس إل» (خطوط الاشتراك الرقمي)، وهو ما تدعوه الشركات الناقلة بمسافة «الميل الأخير» للوصول إلى النطاق العريض، أي الجزء الأخير من التواصل بين الشركة الناقلة والمستهلك. وتستخدم «واي ماكس» في الكوارث وعمليات الإغاثة، كما حصل مثلا في لويزيانا يوم ضرب الإعصار «كاترينا» الولاية عام 2005. وجرى نشر «واي ماكس» مؤخرا، إلا أن تطبيقها الرئيسي هو في تطوير نطاق عريض للخدمات اللاسلكية في الأقطار الناشئة وفقا إلى غودفري شوا مدير الأبحاث في «آي دي سي» فهي «اقتصادية أكثر في البلدان النامية بدلا من حفر الأرض لتمرير الأسلاك والخطوط النحاسية».

وفي الولايات المتحدة حيث خدمات «3جي» هي الشائعة، فقد تنتهي «واي ماكس» لأن تكون بديلا لـ«دي إس إل». كما لشبكة «سبرنت» بعض شبكات «واي ماكس» في مدن أميركية مختلفة. وفي يونيو (حزيران) الماضي أعلنت «كومكاست» إطلاق خدمة «واي ماكس» في مدينة بورتلاند بدلا من شبكة «كليرواير» كجزء من الخدمة اللاسلكية العامة العالية السرعة. في حين أطلقت «زهوم» المتفرعة عن «سبرنت» خدمة «واي ماكس» في مدينة بالتيمور في خريف العام الماضي قبل الاندماج الذي أدى إلى تأسيس «كليرواير» الجديدة. وتنوي «سبرنت» هذا الصيف طرح «سبرنت 4جي» في بورتلاند أيضا، وفي أتلانتا كذلك، وفي فيلادلفيا خلال هذا العام، فضلا عن مدن أميركية أخرى لم يحدد تاريخها بعد بين العام الحالي والعام المقبل.

وعلى الصعيد العالمي، هناك أكثر من 460 شبكة «واي ماكس» موزعة في 135 قطرا يقطنه 435 مليون نسمة. ويتوقع أن تتوسع هذه التغطية لتشمل 800 مليون من البشر مع حلول العام المقبل. وثمة منظومات لشركات أخرى انضوت حول تقنية «واي ماكس» عالميا منها «إنتل» و«سامسونغ» و«موتورولا» و«غوغل»، وغيرها، إذ اشتركت «كليرواير» مع هذه الشركات لتطوير البنية الأساسية لـ«واي ماكس». وكانت «إنتل» قد استثمرت كثيرا في تقنية «واي ماكس» خلال السنوات الأخيرة. فقد أعلنت في الشهر الماضي أنها استثمرت 43 مليون دولار في شركة «يو كيو كومينيكيشنس» التي تقدم خدمات «واي ماكس» الجوالة في اليابان. وعملت «إنتل» مع شركات الخدمات اللاسلكية حول العالم لتشييد شبكات «واي ماكس» وطورت «واي ماكس/ واي فاي» كوحدة واحدة موحدة التي كانت تدعى رمزيا سابقا «إيكو بيك» كجزء من سلسلة «واي ماكس ـ واي فاي لينك 5050». وهذه مزية اختيارية إضافية بالنسبة إلى أجهزة الـ«لاب توب» التي أساسها «إنتل سينترينو 2».

وقدرات «واي ماكس» كتقنية لاسلكية عريضة النطاق قد أدت إلى قيام كثير من شركات صنع الكومبيوتر وإلى ضم بطاقات «واي ماكس» كمزية قياسية عادية إلى أجهزتها الـ«لاب توب» مثل «إيسر» و«أسوس» و«لينوفو» و«توشيبا» و«ديل» و«باناسونيك» و«سامسونغ» و«سوني». كما تنوي أن تطرح أجهزة «لاب توب» بقدرات «واي ماكس» مبيتة فيها في العام الحالي.

* شبكة «ال تي إي»

* أما شبكة «لونغ تيرم إفليوشن» (ال تي إي) (LTE) Long Term Evolution فما زالت متأخرة عن «واي ماكس» لكنها على الطريق، لأن «فيريزون» و«أيه تي آند تي» و«تي ـ موبايل» ملتزمة سلفا بهذه الخدمة. إنها فقط مسألة تذليل بعض المسائل الفنية قبل اعتمادها كلية، كما يقول جوليان بلن المدير التنفيذي لـ«جاي بي بي ريسيرتش» لمجلة «ورلد تك نيوز الإلكترونية». و«فيريزون» هي أكبر مساهم في شركة «فودافون» البريطانية ثاني أكبر مشغلة للهاتف الجوال في العالم. وقرارها هذا من شأنه تغيير ديناميكيات السوق. وهذا ما شجع شركات أخرى أن تحذوا حذوها، كما أنه في نهاية الربع الأخير من العام المقبل قد تقوم «فيريزون» بنشر شبكات «إل تي إي» على حد قول «أشفن فيلودي» كبير نواب رئيس شركة «يانكي غروب» للتقنيات.

وشبكة «إل تي إي» هي مجموعة من التعزيزات والتطويرات التي حصلت على النظام الشامل للاتصالات المتنقلة (الجوالة) UMTS من قبل «مشروع الشراكة للجيل الثالث» 3GPP الذي هو مجموعة هيئات مواصفات الاتصالات لأغراض «النظام العالمي للاتصالات الجوالة» GSM، الذي هو الأكثر استخداما اليوم، بما في ذلك تقنيات التواصل اللاسلكي مثل GPRS وEDGE. و«إل تي إي» تدعم قدرة تنزيل تبلغ 326.4 ميغابت في الثانية لكل 20 ميغاهيرتز من الطيف اللاسلكي، وتحميل يصل إلى 86.4 ميغابت لقيمة الطيف ذاتها، كما أنها تقدم مرونة طيف أوسع لزيادة عدد المستخدمين في الشبكة الناقلة.

وكان كثير من الشركات الصانعة للأجهزة اليدوية قد شرعت في تطوير أجهزة تعمل على شبكات «إل تي إي»، وحالما تصبح هذه الشبكات في مكانها، ينبغي أن تعمل هذه الأجهزة بشكل جيد، كما يقول الخبراء. وعلى الرغم من أن «إل تي إي» ستكون السبيل النهائي لغالبية شركات الخدمات اللاسلكية، فإنها ستنفذ هذه الخدمات، كل منها بشكل مختلف، استنادا إلى فيلودي الذي أوضح أن كل شركة ناقلة، أو مشغلة لهذه الخدمات، ستفكر بموقعها المالي واستراتيجيتها التجارية واكتساب ما يتوفر من الطيف اللاسلكي، لأنها هذه هي العوامل الأساسية التي تؤثر على ما يقرره المشغلون في ما يتعلق بشأن هذه الشبكة.