«نتبوك» أم «نوتبوك».. أيهما أحسن لك؟

لا تشتر الأول إن كنت تمارس أعمالا جدية

TT

ما طار طير وارتفع.. إلا كما طار وقع. وما وقع أخيرا هو أجهزة «نتبوك» Netbook (دفاتر الإنترنت) الصغيرة المدمجة التي اشتهرت مؤخرا، أضحت، وفق العديد من المقالات، مخيبة لظن الزبائن. ومع ذلك لا يمكننا لوم «نتبوك» على ذلك، بل لوم البائعين فقط الذين يشجعون الزبائن الذين لا يقبلون كثيرا على شرائها. وقبل شرائك جهاز «نتبوك» الصغير الرخيص الرشيق، قرر أن كنت بحاجة إلى دفتر ملاحظات بدلا من ذلك. فإذا كان الأمر كذلك قم بإنفاق مبلغ المال ذاته تقريبا واشتر الجهاز الأقوى هذا، وإن كان أكبر حجما.

* مقارنة المزايا

* ولنقرر أولا ما هو «نتبوك» فعلا. إن أغلبية التعريفات تركز على معالج هو «إنتيل أتوم» بدلا من «سيلارون»، أو «موبيل بينتيوم»، أو ثنائي النواة (القلب)، أو واحد من طرازات «آي إم دي». كما أن حجم الشاشة صغير، إما قياس 8.9 بوصة أفقيا، أو 10 بوصات، بدلا من 13 بوصة الموجود على أصغر دفاتر الملاحظات (نوتبوك) Notebook الإلكترونية ودفاتر «ماك». ولنترك الأخيرة بعيدا عن هذه المناقشة لأنها تصنع أجود دفاتر الملاحظات الصغيرة، لكنها ترفض الدخول إلى معترك «نتبوك».

ولا تملك أجهزة «نتبوك» أي نوع من مشغلات أقراص «سي دي»، أو «دي في دي»، ومن جهتها فإن أرخص أنواع دفاتر الملاحظات تتضمن ذلك. لذلك ينبغي الأخذ بالاعتبار ما إذا كنت بحاجة إلى استخدام مثل هذه الأقراص في عملك. أو كالعديد من الأشخاص المسافرين اليوم على الطائرات ترغب في مشاهدة الأفلام السينمائية.

وتشغل أنظمة التشغيل سلم الأعمال كلها من بدايتها إلى نهايتها من «مايكروسوفت» التي قامت بإحياء «إكس بي» مرة أخرى لخطف سوق أجهزة «نتبوك» من نظام «لينوكس» للتشغيل الذي جرب بداية على أول هذه الأجهزة. وعلى الرغم من أن دفاتر الملاحظات تملك دائما نظام «فيستا»، فإنه يجري شحن أجهزة «نتبوك» غالبا بنظام «إكس بي». ويعتقد الكثيرون أن هذا هو السبب في جاذبيتها، لكن هذا أمر ينبغي مناقشته في وقت آخر.

وكانت الأسعار تلعب دورها، ولكن ليس بعد الآن. فدفاتر الملاحظات التي تسوقها محلات البيع الرئيسية تتوفر حاليا بأقل من 500 دولار، في حين أن أجهزة «نتبوك» من البائعين أنفسهم تكلف المبلغ ذاته أحيانا وربما أكثر. وينبغي الإدراك بأن أجهزة «نتبوك» من النوع الجيد الغالي الثمن بسعر 500 دولار تقوم بأعمال مختلفة عن دفاتر الملاحظات من النوع المنخفض بالسعر ذاته.

ويشكو كثيرون من لوحات المفاتيح الصغيرة، لكن دفتر الملاحظات 2140 الصغير من «إتش بي» مجهز بلوحة مفاتيح جيدة. ويقول جيمس غاسكن في مجلة «نتورك وورلد» الإلكترونية: بالمقارنة بما كان يعتبر أشبه بـ«نتبوك» قبل ثماني سنوات، وهو «أومني بوك» HP OmniBook 500. فهو مزود بمعالج «بينتيوم 111، وبذاكرة عشوائية (رام) سعة 256 ميغابايت، وبقرص صلب سعة 10 غيغابايت يشغل «ويندوز 2000». وهو مشيد لأغراض الحمل والتجوال، في حين أن جهاز «أومني بوك» لا يملك مشغلا لقرص «سي دي» مشيدا داخله.

وفي الوقت الذي يبلغ عرض لوحة مفاتيح 2140 عشر بوصات، يبلغ عرض لوحة «أومني بوك» 10.25 بوصة، من دون وجود أي فارق كبير. أما عمق لوحة المفاتيح فهي أربع بوصات في الجهازين. وقد جهز الجهاز الجديد بمفاتيح عصرية من الألمنيوم ذات حمرة باهتة، لكن جهاز «أومني بوك» مزود بمزيد من المفاتيح التقليدية بسعة فصل أوسع بينها، كما أن هناك فارقا قليلا بين الاثنين لدى الطباعة. ولشاشة جهاز «اومني بوك» القديم درجة وضوح 800× 600 التي تكشف عن أكثر من صفحة واحدة في وقت واحد.

وتصف «إتش بي» جهاز 2140 على أنه «دفتر ملاحظات صغير» نظرا لأن ذلك يدعم فكرة قيام «نتبوك» بجميع الأعمال التي يقوم بها دفتر الملاحظات. وعلى الصعيد التقني هذا صحيح، لكن أجهزة «نتبوك» تقوم بها بصورة أبطأ. لكن جهاز «أومني بوك» عمل في العديد من المهام بسرعة «نتبوك» الجديد، وهو ما يفسر لنا الكثير لكون المعالج هو «بنتيوم 111».

من هنا لا تشتر «نتبوك» إذا كنت تقوم بعمل أكثر جدية من إرسال واستقبال البريد الإلكتروني، وتصفح الشبكة، ومعالجة الكلمات البسيطة، وعمليات الجداول الحسابية (سبريد شيت). فهذه العلب الصغيرة لا تحتوي على القدرة الكافية الموجودة حتى في دفاتر الملاحظات من الجانب الآخر الضعيف. وإذا رغبت في القيام بعمليات «سبريد شيت» كبيرة، أو تشغيل الفيديو، أو السمعيات، ستصاب بالخيبة باستمرار. وبإيجاز إذا رغبت في أداء عال نسبيا لا تشتر «نيتبوك»، لأنه ليس حصان شغل للأعمال الجدية الثقيلة.