اجعل من هاتفك المنزلي.. هاتفا ذكيا أيضا

أجهزة جديدة لمجاراة التطور في الهواتف الجوالة

هاتف «هاب» من «فيريزون» (خدمة صور « نيويورك تايمز»)
TT

«لا أحد» يرغب بعد الآن في خطوط هاتفية أرضية، و«لا أحد» يرغب في قراءة الصحف المطبوعة، و«لا أحد» يتطلع إلى قراءة الكتب الورقية.

هل هناك بعدُ المزيد من هؤلاء الشباب الرافضين لكل ذلك، الذين أرهقتهم الأمور التقليدية العادية أو التناظرية، الميالين جدا إلى وسائط الإعلام الجديدة؟

للأسف يوجد بعض من هؤلاء الشباب، لكن هناك مئات الملايين من الـ«لا أحد» هؤلاء، الذين لا يزالون يملكون خطوطا هاتفية أرضية، ومشتركون بالصحف المطبوعة، وقارئون للكتب الورقية. وبالطبع فإن شعبيتهم باتت تتضاءل، لكنها لا تزال بعيدة عن الصفر.

لذلك من المطمئن معرفة أن القليل من المهندسين لا يزالون يطورون أحدث التقنيات الحالية في مجال تخلى عنه هؤلاء الشباب، باعتباره من الأمور الزائلة التي عفا عنها الزمن، ألا وهو الهاتف المنزلي. فخلال الأشهر الماضية قامت اثنتان من عمالقة الشركات الإلكترونية «باناسونيك» و«فيريزون» بمحاولة إدخال الهاتف المنزلي إلى عامنا الحالي 2009.

* هواتف جديدة

* اسم آخر هاتف منزلي يعمل من دون سلك (KX-TG7432) لم يأتِ عبثا، فهو يملك الكثير من القواسم المشتركة مع هواتف «باناسونيك» السابقة، ومثال ذلك أن الوحدة الأساسية المركزية (90 دولارا) تتضمن آلة رقمية للإجابة، مع أجهزة يدوية ملحقة بها (30 دولارا للواحد) موزعة في أرجاء المنزل يمكنها التواصل لاسلكيا.

والجديد هنا هو اختراق تقنيات الهاتف الجوال ابتداء من عصا التشغيل التي يمكن النقر عليها للبحث عن المهام التي يمكن القيام بها، وهناك شاشة كبيرة (أبيض وأسود) تعرض أيقونات خاصة بلائحة الأرقام الهاتفية، والبريد الصوتي، والترتيبات الأخرى. وبات من الممكن هنا إغفال كتاب الإرشادات والتعليمات الخاصة بالمستخدم، لأنك لن تحتاج إليه بعد الآن.

وتماما مثل هاتف «آي فون» فأنت لست مرغما على الاستماع إلى الرسائل الواردة إليك بالتتابع والتسلسل، بل يمكن إحضار قائمة بها والإصغاء إلى الأهم منها أولا. ويقدم الهاتف أيضا مزية «لا تزعج» التي تمكنك من تخصيص ساعات معينة لا يقوم فيها الهاتف بالرنين.

ولكن أفضل المميزات هنا هي إعلان اسم المتصل صوتيا، إذ يقوم صوت مركب صناعيا بترديد هذا الاسم بين رنين الهاتف المتتابع. فأي اسم يجري إدخاله في قائمة الذين يجري الاتصال معهم، يجري ترديده إذا ما حاول الاتصال بك، سواء كان ذلك اسم شخص أو شركة أو هيئة.

وتصميم الأجهزة اليدوية الملحقة جيدة ومريحة، والصوت من خلالها واضح جلي، والمفاتيح هنا كبيرة ومضاءة ومغطاة بالمطاط.

وعلى الرغم من جاذبية هذا النظام فإنه لا يزال يعتبر هاتفا أرضيا، لكن جهاز «فيريزون هاب» (150 دولارا بعقد مدته سنتان) بالمقابل هو أكثر تطورا، فهو يضم جميع صفات الهاتف الأرضي والجوال وهاتف الإنترنت من نوع «فونيج»، مع طقم من المغناطيسات التي تعلق بواسطتها الأشياء على باب الثلاجة. وهو يباع فقط على الإنترنت. وهو أسود اللون رشيق الشكل بوحدة أو محطة أساسية، أو مركزية، مع جهاز يدوي صغير لاسلكي وقلم إلكتروني بلاستيكي، الذي قد تفقده خلال أسبوع، لكن أصابعك قد تقوم بالمقام. وهو هاتف إنترنتي يعني أن بمقدورك القيام بعدد غير محدود من المكالمات داخل كندا والولايات المتحدة مقابل 35 دولارا شهريا. وإذا ما انقطع التيار الكهربائي تفقد الخط، لكن المكالمات الواردة يجري تحويلها أوتوماتيكيا إلى رقم آخر مثل الهاتف الجوال.

وتركيبه سهل، فـ«هاب» هذا يتصل بالإنترنت عن طريق شبكة «واي ـ فاي» المنزلية، وهو يدعم كابل «إيثرنت». وحالما يدخل إلى شبكة الإنترنت يقوم بمئات الأشياء التي لا يستطيع الهاتف المنزلي العادي القيام بها، منها مثلا أنه قادر للمرة الأولى في تاريخ الهواتف المنزلية على إرسال الرسائل النصية والصور إلى الهواتف الجوالة. فمن مطبخ المنزل مباشرة يمكن إرسال الرسائل النصية إلى الأولاد في الزمن الحقيقي، لكن إلى الهواتف الجوالة الخاصة بـ«فيريزون» فقط، غير أن الشركة تقول إنها تعمل لتذليل العوائق والعقبات الفنية لإرسالها أيضا إلى هواتف الخدمات الأخرى.

والحديث عن المطابخ يقودنا إلى إمكانية الحصول أيضا مقابل 35 دولارا من خدمة «فيريزون فسكات» على بث تلفزيوني غير محدود على شاشة تعمل باللمس قياس 7 بوصات ذات صوت جيد، كما أن هناك عشرات من محطات الراديو العاملة على الإنترنت التي يمكن الاستماع إليها ببساطة وسهولة.

وتقدم هذه الشاشة المنزلية نوافذ صغيرة يمكن سحبها، تقدم معلومات بالزمن الحقيقي عن الطقس، والعروض السينمائية، والمكالمات التي لم يمكن استلامها، والرسائل، والبريد الصوتي، ولعل أفضل مميزة فيها هي حالة المرور والسير التي تقدم عن طريق أفلام قصيرة تصف الازدحام في 40 مدينة كبيرة. لكن تبقى بعض النقاط والمجالات الأخرى هنا التي يمكن تحسينها وتهذيبها مثل إزالة الإعلانات التي تسبق تقارير السير، خصوصا أن هناك رسما مدفوعا قدره 35 دولارا شهريا، أو إدراج خمس طرق رئيسية مختلفة مرفقة بالقول «لا يوجد هناك ما يتوجب التقرير عنه». فإذا لم يوجد أي شيء مهم فلماذا العمل على ذكر هذه الطرق؟ ويسهّل دليل العناوين المبيت في الجهاز إجراء الاتصالات، أو إرسال الرسائل النصية. ويمكن زيادة هذا الدليل عن طريق تصدير دليل العناوين الموجود على «أوتلوك»، أو أي برنامج آخر.

الأرضي والجوال هناك بعض التكامل بين هاتف «هاب» والهاتف الجوال «فيريزون»، من ذلك مثلا لو أعطيت طفلك جهاز «شابيرون» (10 دولارات شهريا) فإن نقرة واحدة على الشاشة تظهر لك خريطة تبين مكان وجود هذا الجهاز، أي مكان طفلك. وإذا كنت تسدد عشرة دولارات شهريا لخدمة «في زد إن نيفيغيتور» الملاحية يمكن لـ«هاب» إغراقك مباشرة بالتوجيهات المرسلة إلى هاتفك الجوال التي تقودك إلى صالة السينما المنشودة، أو إلى أحد معارفك الموجود على لائحة الاتصال. ويمكن تحضير رقمي هاتفين آخرين، واحد مثلا لهاتفك الجوال، والآخر الخاص بمكتبك، بحيث يرنان حالما يتصل أحدهم بهاتف «هب» المنزلي. والتقويم العائلي فكرة مهمة أيضا، إذ يمكن ترتيب ذلك لتذكيرك عبر رسالة نصية تصل إلى هاتفك الجوال قبل بضع دقائق أو ساعات من موعد مهم.

والكثير من أفضل مميزات «هاب» تقع على شبكة الإنترنت، فمن موقعك الخاص هناك يمكنك عرض رسائل البريد الصوتي، وإدارة دليل العناوين، وتحميل الصور لتشكل خلفية شاشة «هاب»، وتحرير التقويم اليومي وتسجيل الملاحظات عليه، مستخدما لوحة المفاتيح الفعلية، بدلا من لوحة المفاتيح التي تظهر على شاشة الأخير العاملة باللمس، مع إدارة الكثير من المهام، بما في ذلك «لا تزعج».

* خدمة «نيويورك تايمز»