برنامج ذكي.. لرصد السلوك الشخصي لأصحاب الهواتف الجوالة

يستخدم الميكروفون لتعقب نشاطهم وتفسير تصرفاتهم

ام سي تي
TT

يقوم الباحثون بشكل متزايد باستخدام الهواتف الجوالة في محاولة أفضل لفهم سلوك المستخدمين وتفاعلاتهم الاجتماعية. فالمعلومات التي يجري جمعها من شريحة «جي بي إس» المخصصة للملاحة الإلكترونية، الموجودة في الهاتف، (أو من مقياس التسارع على سبيل المثال)، يمكنها كشف الاتجاهات السديدة لنمذجة انتشار الأمراض، وتقرير حاجات العناية الصحية الشخصية، وتحسين إدارة الوقت، وحتى تحديث الشبكات الاجتماعية. ومثل هذا الأسلوب الذي يدعى «التنقيب عن الواقع» جرى اقتراحه بأن يكون أسلوبا أيضا لتحسين الإعلانات المستهدفة، أو جعل الهواتف الجوالة أكثر ذكاء، بحيث يمكن التعرف على أن صاحبه موجود في اجتماع، فيقوم بإقفال رنينه على سبيل المثال.

* تعقب الهاتف

* وكانت مجموعة من طلاب كلية «دارموث كوليدج» في هانوفر في ولاية نورث هامبشاير في أميركا قد أنتجت برنامجا يستخدم الميكروفون في الهاتف الجوال لتعقب وترجمة وتحديد وتفسير نشاط مستخدمه. والبرنامج الذي يدعى «ساوند سينس» SoundSense يقوم بالتقاط الأصوات ويحاول تصنيفها وفقا لفئات ومراتب معينة. وخلافا لبرنامج مشابه آخر جرى تطويره سابقا، فإنه يمكن لـ«ساوند سينس» هذا التعرف تماما على الأصوات غير المألوفة ويعمل كلية أيضا على الجهاز. ويقوم «ساوند سينس» أوتوماتيكيا بتصنيف الأصوات كـ«صوت عادي»، أو «موسيقي»، أو «صوت من الطبيعة المحيطة». وإذا ما جرى ترديد الصوت تكرارا، أو لفترة كافية، يقوم «ساوند سينس» بمنحه «مرتبة صوتية» عالية، ويسأل المستخدم تأكيد أهميته، ويقدم له خيارا في تسميته ـ أي الصوت ـ وعنونته. وقد ركز فريق «دارموث» على رصد الأصوات، لكون كل هاتف مجهز بميكروفون، ولكون مقاييس التسارع تؤمن معلومات محدودة فقط. «فعندما نفكر بالأصوات، نفكر أنها تمثل أيضا موضعا له طابعه الخاص، كما يقول آندرو كامبل أستاذ علوم الكومبيوتر في «دارموث» والباحث الرئيسي في المشروع لمجلة «تكنولوجي ريفيو». وتأكد الباحثون من أن الأخير ـ أي المشروع ـ صغير بحيث لا يستهلك كثيرا من الطاقة. ولمعالجة مسألة الخصوصية جرى تصميم «ساوند سينس» بحيث لا يمكن نزع المعلومات المحصلة من الجهاز لأغراض التحليل والمعالجة. علاوة على ذلك لا يقوم البرنامج بتخزين شرائط صوتية خام. ويمكن للمستخدم أيضا إبلاغ البرنامج بتجاهل أي أصوات يعتبرها خارج نطاق المهمة.

* تحديد نشاط المستخدم

* ولدى اختبار «ساوند سينس»، أكد هذا البرنامج قدرته على التقرير بشكل صحيح متى يكون مستخدمه في مقهى، أو يتنزه خارجه، أو يغسل أسنانه، أو يمتطي دراجته النارية، أو يقود سيارته. كما أنه التقط صوت استخدام آلات صرف النقود وصوت المروحة في غرفة قريبة معينة. وجرى تقديم نتائج الاختبارات هذه في «مؤتمر موبي سيس 2009» الذي انعقد مؤخرا في كراكاو في بولندا. و«ساوند سينس» هذا هو الخطوة الأولى في تشييد نظام يمكنه تعلم سلوك المستخدم أثناء السير والتنقل، استنادا إلى تنظيم شودهري الأستاذة المساعدة في «دارموث» التي تقوم بدور رئيسي في المشروع والحائزة على جائزة «تي آر 35» من مجلة «تكنولوجي ريفيو». وتؤكد الأخيرة أن تلقين البرنامج التعرف على الأصوات الجديدة سيكون أساسيا بالنسبة إلى التطبيقات العملية. «فوجود نظام يمكنه التعرف على الأصوات خلال حياة الفرد، يمكن استخدامها بالنسبة إلى الأشخاص الآخرين الذين لهم الأفضليات ذاتها» كما تقول. وأضافت أن استخدام الأصوات لتصنيف الأحداث من شأنه توفير معلومات استرجاعية للمستخدمين حول نشاطاتهم اليومية وتتعلق بتطبيقات خاصة بالصحة وإدارة الوقت. ويعتقد كيرت بارتريدج الباحث في «مركز أبحاث بالو ألتو» الذي أنتج أيضا برنامجا للهاتف الجوال الذي يتعقب السلوك الإنساني، أن مشروع «ساوند سينس» يستثمر مصدرا قليل الاستخدام قائلا: «لا أعتقد أن مجال هذا العمل قد أدرك قلة الطاقة التي يستخدمها استشعار النشاطات والفعاليات التي أساسها الصوت، ومدى قدرته أيضا على توفير المعلومات»، مضيفا: «بمقدور الصوت تمييز كثير من النشاطات وإضافة مظهر اجتماعي في سياق الاستشعار الذي هو من غير الممكن من دونه». ويقول دان إيليس الأستاذ المساعد في جامعة كولومبيا الذي قام بأبحاث تتعلق باستخدام التسجيلات الصوتية المستمرة أن هذا النوع من «التسجيل الحياتي» سيستخدم في يوم ما كوسيلة روتينية، كصندوق البريد الخارج (المرسل) في تطبيقات البريد الإلكتروني. وتابع قائلا: «قد لا تبحث غالبا في صندوق البريد الخارج ربما. ولكن إن كنت مزودا بالعدد والأدوات الضرورية فقد تستطيع العثور بسرعة على ما تبحث عنه، لأنه من المناسب الحفاظ على سجل عن كل بريد قمت بإرساله، ومن المفضل أيضا وجود سجل مستمر تقريبا أساسه الأصوات التي يجري جمعها عن طريق جهاز شخصي».