مع وجود مشغلات عديدة لأقراص أفلام «بلو راي» عالية الوضوح، ومع انخفاض أسعارها وارتفاع أدائها وكثرة مزاياها، فإن اختيار أحدها ليس بالأمر السهل، نظرا لعدم معرفة ما الذي يجب البحث عنه قبل شراء مشغل للاستمتاع بالأفلام في أفضل دقة ممكنة. ويمكن اعتبار أن المشغلات الحالية هي الجيل الثاني من مشغلات «بلو راي»، حيث إنها أصبحت أكثر سرعة في التعامل مع الأقراص، ومليئة بالمواصفات الإضافية، ولا تزيد أسعار معظمها عن 300 دولار أميركي. وبالنسبة لمن يقتني تلفزيونا عالي الوضوح High Definition، فإن وضوح أفلام أقراص «بلو راي» مرتفع جدا، ولن يشعر المشاهد بالمتعة بعد مشاهدة أفلام «بلو راي»، ومن ثم مشاهدة أفلام «دي في دي» التقليدية، نظرا للفرق الكبير في الوضوح والدقة بينهما. وللتوضيح، فإن الصورة التي ترسم على الشاشة من أقراص «دي في دي» مكونة من 350 ألف مربع صغير (أو «بيكسل» Pixel، أصغر وحدة رسم للصورة في التلفزيونات وشاشات الكومبيوتر)، على خلاف أفلام «بلو راي» التي تتكون الصورة من 2 مليون مربع (أي نحو 6 أضعاف الوضوح). وبالطبع، فإن المساحة المطلوبة لتخزين معلومات 2 مليون مربع أكبر بكثير من تلك المطلوبة لتخزين 350 ألف. ويأتي هنا دور أقراص «بلو راي» التي تستطيع تخزين نحو 10 أقراص «دي في دي» كحد أقصى (نحو 50 غيغابايت). وسنستعرض في هذا الموضوع مجموعة من المزايا والمواصفات المهمة التي يجب أخذها بعين الاعتبار عند شراء المشغل.
وسيستفيد أصحاب التلفزيونات عالية الوضوح وكبيرة الحجم بشكل أكبر من هذه المشغلات، خاصة أصحاب التلفزيونات التي تعرض الصورة بدقة 1080 التسلسلية Progressive، مع الأخذ بعين الاعتبار أن أصحاب الشاشات التي يبلغ قطرها 40 بوصة أو أقل مضطرون إلى الجلوس قريبا من شاشاتهم لمشاهدة وضوح أفلام «بلو راي» بالشكل الصحيح. هذا وتحول غالبية مشغلات «بلو راي» دقة أفلام «دي في دي» إلى الدقة المرتفعة، وذلك بإيجاد نحو 1.7 مليون مربع جديد عن طريق مقارنة المربعات المحيطة بكل مربع أصلي ورسم مربعات شبيهة بها، وذلك للحصول على صورة أكثر وضوحا (تسمى هذه العملية برفع الدقة Upscaling أو Upconverting)، الأمر الذي يعني بأنك لست مضطرا إلى التخلي عن مجموعة أفلام «دي في دي» الخاصة بك عند شراء المشغل الجديد. وبسبب ذلك، يمكنك إزالة مشغل «دي في دي» من غرفة الجلوس، وفسح المكان لإضافة مشغل «بلو راي». إلا أن لكل شركة أسلوبها في إيجاد المربعات الجديدة، الأمر الذي يعني أن جودة صورة أفلام «دي في دي» ستختلف بين مشغل «بلو راي» وآخر، والطريقة الأفضل لمعرفة ما يناسبك هي تجربة فيلم «دي في دي» في المتجر قبل شراء المشغل.
ويجب الانتباه إلى ميزتين في غاية الأهمية في مشغلات «بلو راي»، هما «بوناس فيو» Bonus View و«بي دي ـ لايف» BD ـ Live. ويمكن اعتبار أن ميزة «بوناس فيو» هي مشاهدة صورة في داخل صورة، على شكل مربع يشغل جزءا من الشاشة. ويمكن بهذه الميزة مثلا مشاهدة مخرج الفيلم في مربع صغير موجود في جزء من الشاشة التي تعرض الفيلم نفسه، يروي لك كيفية تصوير ذلك المشهد، أو المواقف الطريفة التي تعرض لها أثناء التصوير، وكأنه يجلس معك في الغرفة. ويجب أن توجد في المشغل وحدة تحليل صوت وصورة إضافية لدعم هذه الميزة (هذه الميزة متوفرة في الغالبية العظمى للمشغلات التي صنعت في آخر عامين).
وبالنسبة لميزة «بي دي ـ لايف»، فهي عبارة عن قدرة المشغل على الاتصال بالإنترنت، وتحميل معلومات مرتبطة بالفيلم الذي تشاهده (وبالتالي، فإن وجود الإنترنت لدى المستخدم أساسي لعمل هذه الميزة)، مثل الألعاب، ونغمات الهواتف الجوالة، والخلفيات المرتبطة، ومشاهدة معلومات إضافية عن ممثلي الفيلم ومخرجه، وحتى القدرة على التواصل مع معجبي الفيلم غيرك. وتجدر الإشارة إلى أن عبارة «جاهز لبي دي ـ لايف» BD ـ Live Ready تعني أن المشغل يدعم هذه الميزة، ولكنه يحتاج إلى وجود وسط لتخزين تلك المعلومات، حيث يجب عليك إضافة وحدة «يو إس بي» أو بطاقة ذاكرة إلى المشغل لتفعيلها. هذا، وتصف بعض الشركات مشغلاتها بـ«بروفايل 1.1» أو «بروفايل 2.0»، التي تعني دعم ميزة «بوناس فيو» (في «بروفايل 1.1»)، أو «بوناس فيو» و«بي دي ـ لايف» (في «بروفايل 2.0»)، مع مراعاة أن المشغلات التي تدعم «بروفايل 2.0» ستكون ذات سعر أكثر ارتفاعا من تلك التي تدعم «بروفايل 1.1».
وبالنسبة لاستهلاك الطاقة الكهربائية، فإن غالبية المشغلات تعمل بكفاءة مرتفعة، حيث إنها لا تستهلك أكثر من 25 واط أثناء العمل. وتدعم بعض المشغلات ميزة البداية السريعة Quickstart، التي تضع المشغل في وضع تأهب مستمر، حيث سيعمل المشغل فور الضغط على زر التشغيل، ولن يأخذ وقتا في البحث عن القائمة الرئيسية للفيلم وتحضير نفسه للعمل، وبالتالي، فإن الوقت المستغرق لبدء العمل أقل بكثير من ذلك لو أن المشغل كان في وضع التوقف المؤقت Standby، ولكن على حساب استهلاك أكبر للطاقة الكهربائية، حيث إن الوقت المستغرق في مشاهدة الأفلام أقل بكثير من الوقت الذي يوقف فيه المشغل عن العمل، وبالتالي، فإن هذه الميزة سترفع من استهلاك الطاقة الكهربائية بشكل أكبر من فائدتها، وينصح بعدم تفعيلها إن كان مشغلك يدعمها.
وينصح باستخدام وصلة «إتش دي إم آي» High Definition Multimedia Interface HDMI بشكل كبير إن كان تلفزيونك يدعمها، التي هي عبارة عن وصلة صغيرة مستطيلة الشكل تشبه وصلة «يو إس بي» بعض الشيء، تصل مشغل «بلو راي» بالتلفزيون. وتتميز هذه الوصلة بقدرتها على نقل كمية معلومات كبيرة جدا وبسرعة مذهلة، الأمر الضروري عند مشاهدة الأفلام عالية الوضوح. وتجدر الإشارة إلى أن هذه الوصلة تدعم أفضل التقنيات الصوتية الموجودة في الأفلام، مثل «دولبي ترو إتش دي» Dolby TrueHD و«دي تس إس ـ إتش دي ماستر أوديو» DTS ـ HD Master Audio، وهي الطريقة الأمثل لمشاهدة العروض. وتخزن غالبية الأفلام بدقة 1080 التسلسلية، وبمعدل رسم يبلغ 24 رسمة في الثانية، وهي الدقة والمعدل الذي سيشعرك بأنك تحضر الفيلم في السينما (إن كان تلفزيونك يدعم مزايا «بلو راي»). ويمكنك مشاهدة الأفلام عبر وصلة «كومبونينت» Component التي تستخدم 3 مآخذ للصورة ومأخذين للصوت، وذلك لمشاهدة العروض، ولكن يجب الانتباه إلى أن مشغلات «بلو راي» لن ترفع من دقة أفلام «دي في دي» في هذه الحالة، وستبقي الدقة على 480 تسلسلية عوضا عن 1080 التسلسلية، نظرا لوجود نظم الحماية الرقمية على أفلام «بلو راي» التي تمنع تسجيل الفيلم خلال عرضه.
مزايا إضافية
* وتدعم بعض المشغلات (خاصة تلك التي تدعم «بروفايل 2.0») الاتصال بالإنترنت وعرض ملفات الوسائط المتعددة من مواقع معروفة، مثل «نيتفليكس» Netflix و«يوتيوب» و«باندورا» Pandora، التي تقدم كثيرا من الأفلام والمسلسلات المشهورة والمحببة. وتقدم بعض الشركات المصنعة برمجيات «ويدغيتس» Widgets الصغيرة داخل المشغل نفسه، حيث تعرض للمستخدم معلومات مختلفة، مثل حالة الطقس وآخر الأخبار، على التلفزيون مباشرة. وتحتوي جميع المشغلات التي تستطيع الاتصال بالإنترنت على مأخذ للشبكات، وذلك لوصل المشغل بالإنترنت بسهولة، ولكن بعض الأجهزة الحديثة تدعم الاتصال اللاسلكي بالإنترنت («واي فاي»)، وذلك لعدم وصل أسلاك قد تكون بعيدة عن المشغل، وبالتالي تشويه منظر الغرفة. هذا ويمكن تحديث برمجة المشغل عبر الإنترنت للحصول على مزايا جديدة قد تضيفها الشركة المصنعة في وقت لاحق، أو لإصلاح أي خطأ برمجي بسرعة ومن دون الحاجة إلى أخذ المشغل إلى قسم الصيانة.
مشغلات مميزة
* ومن المشغلات التي ينصح بها «سوني بي دي بي ـ إس 360» Sony BDP )299 ـ 360 دولارا أميركيا)، و«سامسونغ بي دي ـ بي 1600» Samsung BD ـ P1600 (279 ـ 300 دولار أميركي)، و«باناسونيك دي إم بي ـ بي دي 60» Panasonic DMP ـ BD60 (245 ـ 300 دولار أميركي)، و«إل جي بي دي 370» LG BD370 (245 ـ 320 دولارا أميركيا)، والتي تدعم جميع أنواع الدقة، مع قدرتها على الاتصال بالإنترنت (عبر مأخذ الشبكات)، وإضافة وحدات «يو إس بي». إلا أن مشغل «سوني» هو الأفضل أداء عند فحصه في برامج تقييم المشغلات، بينما يدعم مشغل «باناسونيك» أكبر عدد من أنواع الأقراص (مثل «دي في دي ـ رام» التي لا تستطيع غالبية المشغلات قراءتها) ويدعم بطاقات الذاكرة المحمولة «إس دي» SD. ويعتبر مشغل «إل جي» الأسهل استخداما، بينما يعتبر مشغل «سامسونغ» الأفضل قيمة بالنسبة للسعر. تجدر الإشارة إلى أن جهاز الألعاب «سوني بلايستيشن 3» يستطيع تشغيل أفلام «بلو راي» بسهولة، وهو يدعم جميع المزايا الإضافية، مثل «بروفايل 2.0»، والشبكات السلكية واللاسلكية، مع وجود مآخذ وحدات الذاكرة «يو إس بي» وبطاقات الذاكرة (حسب الطراز)، مع وجود قرص صلب داخلي لحفظ المعلومات عليه، وتحديث «سوني» لبرمجته باستمرار، وهو يعتبر أفضل مشغل «بلو راي» في الأسواق، ويبلغ سعره 400 دولار أميركي.
أفضل أفلام «بلو راي»
* ومن أفلام «بلو راي» التي ينصح بمشاهدتها نظرا لتفوقها في مجال وضوح الصوت والصورة، والمزايا الإضافية، بالإضافة إلى القصة نفسها: Baraka وBlack Hawk Down وBlade Runner و2001 – A Space Odyssey وBolt وCasino Royale وBatman: The Dark Knight وIron Man وLive Free Or Die Hard وMaster And Commander: The Far Side Of The World وPirates Of The Caribbean: The Curse Of The Black Pearl وBBC’s Planet Earth و300 وTransformers وI Robot.