تلفزيونات مجسمة.. تتواصل مع الإنترنت

أحدث التقنيات في المعرض الدولي التاسع للأجهزة الإلكترونية «إيفا»

زوار المعرض يشاهدون عروضا على تلفزيون فيليبس الجديد («الشرق الاوسط»)
TT

تخلت صناعة الأجهزة الإلكترونية عن الروبوت في مصانعها منذ سنوات لأن سرعة تطور الأجهزة والتقنيات صارت أسرع من تطور الروبوت نفسه. دليل على هذه السرعة النوعية في تطور تقنية المعلومات هو أن نزعة نقل التلفزيون إلى الإنترنت، التي كانت سائدة في المعرض الدولي الثامن للأجهزة الإلكترونية (2007)، انقلبت إلى معكوسها خلال سنتين وأصبح انتقال الإنترنت إلى التلفزيون هو النزعة السائدة في المعرض الدولي التاسع 2009. وقال ميشائيل هوفر، المتحدث الصحافي باسم المعرض، لجريدة «الشرق الأوسط» إن معرض 2009 هو معرض التلفزيونات ثلاثية الأبعاد والأجهزة البيئية. وتوقع هوفر، في ظل الأزمة الاقتصادية الحالية، أن يجد قطاع الإلكترونيات مخرجا له من الأزمة من خلال مبيعات التلفزيونات وهو حقل الإنتاج الوحيد الذي سجل زيادة قدرها 12% خلال الأشهر الستة الماضية من العام الجاري.

وواقع الحال أن الشاشات، سواء كانت بشكل تلفزيونات أو شاشات كومبيوتر، شغلت معظم قاعات المعرض الذي عقد بداية الشهر الحالي. بل إن الثلاجات صارت مزودة بتلفزيون رقمي، وزحفت الشاشات الصغيرة لتشمل الطباخات والغسالات وأجهزة كي الملابس. وهكذا تحول التلفزيون إلى جهاز رئيسي يختصر ويسيطر على معظم الأجهزة الأخرى الخاصة بالصورة والصوت والكتابة.

وفي مجال التلفزيونات واصلت تقنية LCD تفوقها على تلفزيونات البلازما رغم أن باناسونيك عرضت تلفزيوني بلازما أنيقين ومن حجم 147 و165 سم. وأصبحت معظم التلفزيونات تستخدم تقنية الوضوح العاليHD. كما فرضت تقنية الإضاءة بواسطة الصمامات الباعثة للضوء LED على الإنتاج وإن بتقنيات مختلفة، فعرضت شركة «إل جي» تلفزيونا يستخدم إضاءة كاملة موزعة على كل شاشة التلفزيونSlim Direct LED، في حين استخدمت شركة شارب تقنية توزيع الإنارة على إطار الشاشة فقطFull LED Backlight. ونجحت التقنيتان بتقديم أجهزة بصورة واضحة وإضاءة باهرة لم يسبق لها مثيل.

وبعد أن كانت شركة سوني قد أعلنت عن بدء إنتاج أول تلفزيون مجسم (ثلاثي الأبعاد) عام 2010، واعتبرته توجها مستقبليا في عالم التلفزيونات، توقعت شركة فيليبس أن لا يحدث التحول إلى التلفزيون ثلاثي الأبعاد بسهولة. وذكرت اندريا راجنتين، من شركة فيليبس، أنها لا تتوفع رواجا سريعا لهذه التقنية، وستركز الشركة جهدها على تحسين صورة التلفزيونات الحالية، رغم أنها لن تتخلى عن موقعها في سباق التلفزيونات ثلاثية الأبعاد.

وعرضت فيليبس، وهي أكبر منتج أوروبي للأجهزة الكهربائية، تلفزيون «فيليبس سينما» الذي يعرض الصور بمقاسات 9:21. وذكرت راجنتين أن هوليوود تنتج كل أفلامها حاليا بهذا الحجم وليس بحجمي 3:4 أو 9:16. وطبيعي واصلت سامسونغ عروض تلفزيوناتها التي لا يزيد سمكها على 3 سم وطرحت باناسونيك تلفزيون «موسترا»، الذي يستخدم تقنية البلازما، ولا يزيد سمكه على 2,5 سم. ودخلت «جي في سي» على خط «الترشيق» فطرحت تلفزيون LT 32WX500 الذي يعتبر الأقل سمكا والأكثر إضاءة ويقل سمكه في بعض المناطق إلى مجرد 7 ملم ووزنه 5 كغم فقط.

وتقول شركة «ميتز» إنها زودت 75% من تلفزيوناتها بقرص ثابت لتسجيل الأفلام والبرامج يتسع لـ 4 ـ 7 ساعات ويعمل بواسطة زر «استراحة» فيوقف الفيلم كمثل ويحفظ المتبقي لعرضه لاحقا.

* كومبيوترات وكاميرات

* ودمجت ميديون الكومبيوتر والتلفزيون في جهاز واحد اسمه Touch X9613 يعمل بشاشة لمس ويشغل أقراص بلو راي (1499 يورو) والظاهر أن النوت بوك يصرع الكومبيوتر الثابت بالنظر لارتباطه بالتلفزيون وإمكانية ربطه بالجهاز الأم (التلفزيون). فالجديد في معرض «إيفا»، وهكذا كانت الحال في معرض «سيبت 2009» ظهر في عالم الكومبيوتر الدفتري المحمول. فهي اليوم أرشق، أسرع وبلا ما يسمى «سلطة الكابل» بفضل البلوتوث والبث اللاسلكي. وطرحت سوني جهاز ميني من طراز «فايو» بعشرة أنج، حجم 9:16 ولا يزيد وزنه على 1,2 كغم. وينافسه في ذلك أيضا النوتبووك Q320 من سامسونغ، 13,4 أنج ووزنه 2,2 كغم.

وكان النوتبوك من طراز «اسباير مي»، أيسر، بطل العمر الطويل بفضل بطارية من 6 خلايا ترهله للعمل 7,5 ساعة دون بطارية. وزودت شركة ايسر النوتبووك بلوحة مفاتيح (كي بورد) مضاد للبكتيريا حماية للمستهلك من إنفلونزا المكسيك. أما نوتبووك Eee Dc T91 فمزود بشاشة تعمل باللمس وتدور بدرجة 180 على مفصل يربطها ببقية الكومبيوتر. والموسيقى اليوم تنتقل في الهواء مباشرة، باثّة مشاعر الحب بين البشر، دون الحاجة إلى كابل. فالنزعة الثانية في معرض «ايفا 2009» هي نقل الصور والمعطيات والكلمات عبر الهواء بواسطة WLAN. وبعد أن كانت أجهزة الأمس تبث داخل غرفة واحدة أصبحت أجهزة اليوم تبث الموسيقى إلى دار من طابقين أو أكثر. والجديد في عالم الكاميرات هو توقف المنافسة في مجال رفع الكثافة النقطية للكاميرا واقتناع الجميع بإنتاج كاميرات 34 ـ 60 مليون بكسل بعدد محدود وللمحترفين فقط. وهكذا أصبحت كاميرات 10 ملايين بكسل هي الرائدة مع وجود تعددية في وظائفها، فهي أصغر، أقل وزنا وذات زوم كبير. واعتبرت إدارة المعهد كاميرا كومكورد سامسونغ U10 أول كاميرا من نوعها تعمل بتقنية HD كاملة، تلتقط الصور بعشرة ملايين بكسل، ومزودة ببرنامج لنقل الصور مباشرة إلى «يو تيوب» وبسرعة كبيرة (السعر 230 يورو). واختطفت باناسونيك HDC/SD10 الأضواء في القاعة (8) بينما قامت «سيدة المعرض» ذات الشعر الأحمر باستعراضها. فهي أخف كامكوردر في العالم بهذه المواصفات، وزنها 227 غم وسعرها 649 يورو. كما دمجت نيكون كولبيكس S100 PJ عارضا (بروجيكتور) يمكن له عرض الصور أو الأفلام على أية شاشة وبقطر يرتفع إلى متر واحد. وانتخبت كاميرا باناسونيك لوميكس أصغر كاميرا عادية من نوعها لا يزيد وزنها على 285 غم، مزودة بفلاش مدمج وتلتقط الصور بكثافة 12 مليون بكسل.

* إطارات صور إلكترونية

* ويبدو أن عصر مشاهدة صور الرحلات السياحية من قبل العائلة على الكومبيوتر أو التلفزيون قد ولّى لأن الإطار الإلكترني للصور تحول إلى تلفزيون صغير يعرض الصورة بدقة مدهشة. وطرحت فيليبس إطارا رقميا يدشن عصر تحول الإطار SPH 8208 إلى ألبوم إلكتروني. فالإطار بقطر 16 بوصة، مزود بفتحة لربط الجوال أو الكاميرا أو عصا التحكم بالمعلومات ويستعرض الصور باليد أو بواسطة الريموت كونترول. (200 يورو) والفوتو ألبوم من «هاما» عبارة عن إطار إلكتروني له غلاف جلدي أنيق وقطره 7 بوصة ومزود أيضا بقارئ كارتات مدمج يقدم الصور بأربعة أحجام، بكثافة نقطية 800X480، ومزود ببطارية تؤهله لعرض الصور بشكل مستمر لفترة 2,5 ساعة.

* راديو الإنترنت

* وفي حين أعلن برنامجا القناة الأولى والثانية في التلفزيون الألماني أنهما سيتحولان للبث الرقمي، رفع المعرض شعار «مات الراديو، فليحيا راديو الإنترنت». والحال أن الراديو الرقمي فرض نفسه على الراديو التقليدي ويمكن اليوم الوصول إلى 24 مليون بث رقمي للبرامج الإذاعية على «غوغول». وما عاد بث الراديو الرقمي مقتصرا على الكومبيوتر بفضل تقنية WLAN وتقنية DHCP.

وطرحت أربعة موديلات جديدة تقدم الموسيقى عبر «هاي فاي» أو من خلال مكبرات صوت مدمجة. بينها راديو «فيليبس ستريمر» (240 يورو) المزود بشاشة سوداء متوسطة الحجم تعرض المعلومات وكلمات الأغاني بالتزامن مع الأغنية التي يستمع الإنسان لها. كذلك راديو Teac Wap 8500 المزود بشاشة لمس وجهاز تحكم عن بعد ويمكن ربط أجهزة أخرى به (400 يورو).

* أجهزة منزلية

* ولأول مرة في معارض «إيفا»، التي بدأت قبل 120 سنة، كان للأجهزة المنزلية حصة من الأضواء بين العوالم الرقمية والافتراضية. واعتبرت إدارة المعرض ثلاجة سامسونغ RS ـ G5pupn من حجم XXL الرائدة في عالم البيوت بفضل حجمها الكبير واقتصادها بالطاقة. فهي عبارة عن ثلاجتين في ثلاجة واحدة من نوع «سايد باي سايد» وينفتح بها بابان كأي خزان للملابس. وذكر يورن ياكوبي، الذي استعرض الجهاز، أن الشركة ستنتج نفس الثلاجة بأربعة أبواب كي تفسح خيارا للمستهلك. سعتها 100 لتر وبها بالطبع منفذان لتزويد المستهلك بالماء البارد والثلج متى ما أراد. وحققت سامسونغ الكورية نفس الإنجاز على مستوى غسالات الملابس فطرحت غسالة WF 120 التي تتسع لـ 12 كغم رغم احتفاظها بحجمها القياسي الخاص بالبيوت. ويقول ياكوبي إنهم استخدموا تقنية جديدة وفرت مكانا داخل الغسالة.

وعلى صعيد تقليل استهلاك الكهرباء والماء طرحت شركة بوش جهاز Water eco لغسالات الملابس يقلل استخدام الماء في دورة الغسيل العادية إلى مجرد 7 لترات. وحسب حديث كيرستن كرويستهان، من شركة بوش، فإن الغسالة ذات مواصفات رائدة أخرى، لأنها أسرع 60% من أية غسالة أخرى، تستخدم كهربائية أقل وتحتفظ بنفس القدرة على التنظيف (القاعة 3). وغسالة AEG الجديدة تستهلك 1,9 كيلووات ساعة من الطاقة أي أقل 48% مما تستهلكه أفضل غسالة بيئية أخرى. وإذا كانت غسالة AEG الجديدة تحتفظ بعشرة برامج مختلفة للغسيل فإن طباخها، من مقاسي 60 و80 سم، مزود بنحو 85 برنامجا مختلفا لطبخ اللحوم والسمك والخضروات وحسب طرق التحضير في مختلف مطابخ العالم بدءا من شانغهاي وانتهاء بتكساس. ويمكن طبخ الأكلات في هذا الطباخ بـ 13 طريقة، بينها الحرارة المباشرة والهواء الساخن والبخار.

الكثير من المكانس الكهربائية فقدت كابلاتها وصارت تشتغل لا سلكيا وبواسطة جهاز تحكم. مع ذلك زودت بوش مكنستها الجديدة بمفصل دوار (360 درجة) في نقطة ارتباط الخرطوم بجسد المكنسة، وهذا ما يمنحها حرية الحركة، كما يتيح لها كابل 20 م تنظيف الفلل ذات الأكثر من طابق دون الحاجة لتغيير التوصيلة الكهربائية.

وهذا ليس كل شيء لأن هناك عارض أخبار فيديو بشاشة صغيرة (1,5سم) ويمكن لصقه على السطوح المعدنية. وهو البديل المستقبلي لطريقة ترك قصاصات الورق للآخرين لإخبارهم «سأعود حالا» كمثل. والفيديو المنمنم قادر على حفظ وعرض فيلم فيه رسالة بطول 30 ثانية، يمكن بعدها مسحه وإعداده لإيصال رسالة أخرى. وهناك ساعة من سيمنز الألمانية التي لا عقارب فيها ولا أرقام وإنما حروف أبجدية. وتحدد الساعة الوقت قراءة فتضيء كمثل الأحرف التي تشكل كلمة «ثمانية وربع» بالألمانية. وهناك محمص للخبز«توستر» يمكن دمجه في المطبخ داخل جرار صغير وإخراجه فقط عند الحاجة. وهناك أخيرا هاتف جوال من الزجاج الشفاف ولا يزيد سمكه على عدة ملليمترات.

وطبيعي يحتاج المرء لعدة ساعات من المشي كي يطلع على كل منتجات المعرض التي امتدت على مساحة 160 ألف متر مربع. ويعتبر الأطباء أن المشي 7 آلاف خطوة خلال 30 دقيقة نموذجية للحفاظ على اللياقة والرشاقة، ولهذا يمكن لزوار المعرض الاعتماد على جهاز «ايزي فيت»، من شركة بويرر، لقياس عدد الخطوات التي مشوها داخل المعرض ثم نقل المعلومات لاحقا على الكومبيوتر ليتولى رسم الخط البياني للحركة النموذجية المناسبة لعمر الإنسان.