«زيون إتش دي».. مشغل موسيقى جديد من «مايكروسوفت»

هل يستطيع الصمود أمام «آي بود»؟

«زيون إتش دي» من مايكروسوفت (نيوز دوت كوم)
TT

خلال سنوات ماضية كان مجرد ذكر كلمة «مايكروسوفت» يثير كثيرا من المشاعر، فبعضهم كان يتساءل، مع شعور بنوع من الغضب، كيف استطاعت هذه الشركة أن تحقق نجاحها. والبعض الثاني كان يراقب، مع الشعور بالنقمة والسخط، كيف كانت تستعير أفكار الغير وتطبقها، في حين كان آخرون ـ مع الشعور بالإحباط الكبير ـ يتأملون في المعارك الأخيرة التي خاضتها «ويندوز».

ولكن عندما تقوم بتجربة مشغل الموسيقى/ الفيديو الجديد «زيون إتش دي» Zune HD عالي الوضوح من «مايكروسوفت» تخالجك مشاعر أخرى جديدة التي قد لا تعني الكثير بالنسبة إلى أغلبية الناس، ألا وهي «التعاطف».

* جهاز أنيق

* فالجهاز الجديد هذا الذي سيحل محل النماذج القديمة هو نسخة «مايكروسوفت» من «آي بود توش» بشاشة كبيرة متعددة اللمس تسيطر على الواجهة كلها. وهو جهاز أنيق بعلبة معدنية مشطوبة بوزن خفيف جدا، ومع ذلك يبدو ثمينا صلبا جامدا في اليد.

وهو تقريبا خال من الأزرار، تشغله كما تشغل «آي بود توش» عن طريق النقر على الشاشة، بحيث يمكن تكبير الصور، أو صفحات الشبكة عن طريق نشر الأصبعين وإبعادهما بعضهما عن بعض، ومن ثم تدوير الصور عن طريق تدوير المشغل 90 درجة وهكذا. وتصميم البرنامج سلس للغاية وجميل ومستجيب إلى أقصى الحدود. ولجهاز «زيون» الجديد هذا شاشة براقة ملونة حادة المعالم من نوع OLED (الصمامات الثنائية العضوية الباعثة للضوء).

وهو أقل عرضا وأقصر من جهاز «آي بود توش» وإن كان أكثر سمكاً منه بمقدار أنملة. ويتوفر إما باللون الفضي، أو الأسود. ويمكن طلبه من الشبكة بلوح خلفي بتصميم من بين كثير من التصميمات الفنية. والنموذج الذي هو بسعة 16 غيغابايت يبلغ سعره 220 دولارا، والذي بسعة 32 غيغابايت هو بسعر 290 دولارا. ويعني الجهاز هذا وجود أمرين. الأول أنه كأسلافه السابقين يمكنه التوالف والاستماع إلى إذاعات «إف إم»، والثاني إمكانية التوالف مع الإذاعات عالية الوضوح HD. والراديو عالي الوضوح HD كان بادرة بدأت قبل سنوات من قبل المحطات الإذاعية «أيه إم» التي تذيع على الموجة المتوسطة ومحطات «إف إم»، بغية منافسة أجهزة الراديو الجديدة التي تستقبل البث من الأقمار الصناعية. واليوم هناك 1900 من هذه المحطات تذيع على قنوات مجانية عالية الوضوح. وبث هذه المحطات ووضوحها هما أفضل من وضوح محطات الموجة المتوسطة «أي إم» و«إف إم»، لأنه لا يوجد أي تشويش مصدره التيار الساكن. و«زيون» يكون من بين أوائل أجهزة الراديو النقالة الذي يمكنه الحصول على محطات HD عالية الوضوح، على الرغم من أن هذه المحطات ليست من التطبيقات الكبيرة المهمة، لأنه يصعب العثور عليها، فضلا عن أن كثيرا من المستهلكين لا يعرفون ماذا يعني الراديو عالي الوضوح HD.

* سينما وموسيقى

* واسم «زيون إتش دي» يشير أيضا إلى السينما عالية الوضوح والتحديد التي يمكن شراؤها من مخزن «مايكروسوفت» على الشبكة. والمخزن هذا هو مبادرة جديدة كبيرة بالنسبة إلى «مايكروسوفت»، لكون الموسيقى ذاتها الخاصة بالعروض التلفزيونية والأفلام السينمائية ستتوفر في النهاية لـ«إكسبوكس» و«زيون»، وحتى هواتف «ويندوز سيلفونس» الجوالة. إذن قم بشراء الفيلم السينمائي عن طريق جهاز، وشاهده بجهاز آخر.

والخيار هذا كبير نسبيا، فالمخزن يقدم ستة ملايين أغنية يمكن الاختيار من بينها، فضلا عن 10 آلاف برنامج تلفزيوني و500 فيلم سينمائي. والمشكلة أن مخزن «آي تيونس» يقدم ضعفي عدد هذه الأغاني، وخمسة أضعاف العروض التلفزيونية، و15 ضعف الأفلام السينمائية.

في هذا الوقت تستمر «مايكروسوفت» في استخدام نظام الدفع الذي يدعى «نقاط مايكروسوفت». أي 160 نقطة بالنسبة للعرض التلفزيوني، و480 نقطة للفيلم عالي الوضوح والتحديد التي قد لا يظهر الباقي منها أحيانا لدى الشراء بكميات كبيرة، بحيث يذهب الباقي إلى «مايكروسوفت».

وشاشة «زيون» ليست جيدة بما فيه الكفاية لعرض الفيديو عالي الوضوح عليها. ولكن لدى وضعها على مرساتها البالغ سعرها 90 دولارا يمكن عرض الأفلام بالوضوح العالي عبر جهازك التلفزيوني. وبإمكان هذه المرساة عرض الصور وبث الموسيقى وإذاعات الراديو عبر نظام التسلية الموجود في منزلك. ولا تزال الموسيقى هي قلب نظام «زيون»، خاصة إذا اشتركت وسجلت مع مخطط المخزن الموسيقي الذي يمكنك تنزيل ما شئت منه من الكميات مقابل رسم شهري قدره 15 دولارا. وقد تستطيع القول إن مثل هذا الاشتراك مجحف قليلا بحق المشترك، لأنه في اليوم الذي تتوقف فيه عن دفع الرسم الشهري، تفقد مجموعتك الموسيقية برمتها.

لكن «زيون باس» تخفف وطأة هذا الشرط. إذ تستطيع الحصول على 10 أغان شهريا بشكل دائم. والأفضل من ذلك يمكن الاستماع إلى لائحة الأغاني الخاصة بك التي لا تنتهي عن طريق الدخول إلى الموقع Zune.net من أي جهاز «ماك»، أو «بي سي» في أي مكان تتوجه إليه. فإذا كنت تستمع إلى الكثير من الموسيقى، فإن مثل هذه الصفقة لا تقاوم.

* شبكة وبرامج

* ومتصفح الشبكة ولوحة المفاتيح الخاصة به التي تصاحبه على الشاشة هما أمران جديدان بالنسبة إلى «زيون». فعندما تكون قرب نقطة ساخنة على الإنترنت يمكن طلب مواقع الشبكة وتقريبها وتكبيرها كما هي الحال في جهاز «آي بود» أو «آي فون». وهو يعمل جيدا على الرغم من أنه أساسي وبسيط؛ إذ يمكن فتح صفحة واحدة في كل مرة، لكنه لا يمكن تشغيل فيديوهات «يو تيوب»، أو الأشكال المتحركة، أو محطات الراديو «باندورا». ولا يوجد أيضا برنامج للبريد الإلكتروني في «زيون» كما هي الحال في «آي بود».

وهناك أمر آخر كبير أيضا في هذا المضمار بالذات، وهو يدعى مخزن تطبيقات «آي تيونس»، حيث البرامج المجانية التي يمكن إضافتها، والتي يبلغ عددها 75 ألفا، والتي يمكن تنزيلها مباشرة إلى «توش»، وهي فعلا من الأمور المغرية التي تستقطب الناس. وتملك «زيون» مخزن تطبيقات، وهو يتضمن منذ فترة قصيرة تسعة برامج، وليس 9000 أو 900، بل تسعة فقط مع ألعاب فيديو وغيرها.

وتقول «مايكروسوفت» إن هناك مزيدا على الطريق، وتعد أن تكون جميعها مجانية، وهذا أمر جيد. لكن من سوء الحظ تنوي في الوقت الراهن كتابة جميع هذه البرامج بنفسها، وهي لا تنوي دعوة المبرمجين العالميين للاشتراك في ذلك. من هنا سيبقى مخزن تطبيقات «زيون» صغيرا نسبيا.

* مشكلات تقنية

* وثمة بعض النقاط الأخرى المخيبة للظن. ومثال على ذلك تعديل ارتفاع الصوت الذي يتطلب أكثر من خطوة واحدة، إذ يتوجب أولا الكبس على زر جانبي لإظهار أدوات الضبط على الشاشة. وهناك كثير من التعقيدات والصعوبات، والفيروسات أيضا، كما حصل مع جهازي «بي سي» الذي لم يستطع رؤية «زيون» إلا بعد عمليتين، أو أكثر من عمليات بدء التشغيل. ولا يوجد هناك حتى مكبر للصوت، ولا حتى واحد ضعيف واهن. ومع ذلك يبدو أن «مايكروسوفت» قد قامت إجمالا بعمل جيد وجميل في ما يتعلق بهذا المشغل وبرمجياته، مع كثير من التعاطف معها. والسبب؟ لأنها بعد جهد استغرق ثلاث سنوات، وإنفاق المئات من ملايين الدولارات على الإعلانات، وكثير من الابتكارات، لم يتمكن «زيون» سوى من الاستحواذ على 1.1 في المائة فقط من سوق المشغلات الموسيقية. والمشكلة في ذلك هو الانطلاقة القوية لـ«آي بود» وتفوقها على «زيون» في كثير من المجالات.

*خدمة «نيويورك تايمز»