برنامج جديد يميز المواد الموثوقة على الشبكة

يتعرف على المتطفلين وإعلاناتهم المضافة إليها

TT

شرعت مواقع الشبكة التي يستخدمها الأفراد للمشاركة في المعلومات، في الازدهار والانتعاش، لكن من الصعب معرفة أي منها يمكن الوثوق بها وبمن وراءها. وقد قام مؤخرا فريق من الباحثين الأوروبيين بتطوير برنامج كومبيوتري من شأنه تصنيف خبرة هؤلاء المستخدمين، وبالتالي معرفة أولئك الذين يستخدمون هذه المواقع لأغراض إرسال البريد المتطفل فقط.

ويعمل هذا الأسلوب الجديد بالطريقة ذاتها التي يعمل بها محرك «أمازون» الشهير، أو أسلوب معايرة صفحات «ويكيبيديا»، لكنه يقوم بتقييم المستخدمين على أساس مجموعة جديدة من المعايير التي تؤلف افتراضات حدسية في ما يتعلق بالخبرات وأصحابها.

ويعمل هذا البرنامج على طريقة تصنيف صفحات الشبكة، لكنه يخطو بها خطوة مثيرة أوسع، كما يعلق جون كلينبيرغ أستاذ علوم الكومبيوتر في جامعة كورنيل في ولاية نيويورك الذي لم يشارك في هذا العمل، والذي أضاف في حديث لمجلة «تكنولوجي ريفيو» الإلكترونية «أنه يركز فقط على المستخدمين الذين هم الأوائل في تسجيل وعنونة أمور تصبح شعبية ورائجة في وقت لاحق».

* التطفل على المشاركين

* ويركز هذا العمل الجديد على نظم عناوين المواضيع التعاونية الجماعية مثل «ديليشوس» الذي هو موقع اجتماعي للأمور المفضلة في الشبكة، و«فليكر» موقع المشاركة في الصور. ومثل هذه المواقع تتيح لمستخدميها إضافة كلمات سديدة مناسبة للتأشير والتسجيل على روابط الشبكة، أو الصور الفوتوغرافية، وبالتالي التشارك بها. وفي العادة يجري تصنيف المستخدمين عن طريق عدد المرات، أو الفترات الأخيرة التي يقومون فيها بإضافة المحتويات إلى النظام. «فهنا الكمية التي تتغلب على النوعية، فكلما قمت بالمزيد، كلما حصلت على المزيد من الاعتبار» وفقا إلى مايكل نول أستاذ علوم الكومبيوتر في مؤسسة «هاسو بلاتنر» في بوستدام في ألمانيا الذي قاد البحث في ما يتعلق بالبرنامج الجديد، والذي استدرك قائلا «في الواقع الكمية لا تعني بتاتا النوعية».

ومثل هذا النهج التقليدي يترك هذا النظام معرضا للمتطفلين على الشبكة، استنادا إلى سيرو كاتيوتو الباحث في «كومبليكس نيتوورك وسيستمس غروب» التابعة لمؤسسة «إنستتيوت فور ساينتفيك إنترشاينغ فونديشن» في إيطاليا. ويضيف كاتيوتو أن المتطفلين يتأقلمون مع سلوك المستخدمين الآخرين، وبذلك يرون أكثر عناوين الموضوعات شعبية ويشرعون في تعبئتها وتحميلها بالمواد الإعلانية. ولمكافحة ذلك هناك حاجة إلى حساب لوغرثمي يمكنه البحث عن المعلومات وتصنيفها وتقديمها بأسلوب جيد. «وهذا الأسلوب الجديد يعمل بشكل أفضل من أي شيء آخر متوفر حاليا، إذ يقوم بتصنيف المتطفلين في مرتبات متدنية جدا، وبالتالي لا يجري عرض محتوياتهم لينتهوا مؤخرا إلى عدم تلويث النظام» كما يقول.

* مقاومة التطفل

* ويدعى البرنامج الجديد هذا «سبير» SPEAR ويعني «تحليل وتصنيف الخبرة لمقاومة التطفل»، وهو يعتمد على حساب لاسترجاع المعلومات معروف جيدا يدعى «هتس» HITS الذي تستخدمه محركات البحث مثل «غوغل» لتصنيف وتقييم صفحات الشبكة. و«سبير» هذا مثل «هتس» هو أسلوب «للدعم المتبادل» كما يقول كلينبيرغ. وبعبارة أخرى يقوم البرنامج بتقييم المستخدمين من ذوي الشعبية والرواج، أو محتوياتهم، ليعلن أن المستخدمين من ذوي الخبرة هم القادرون فقط على تمييز المحتويات المهمة، بينما المحتويات المهمة هي التي يستطيع تمييزها المستخدمون الأكثر خبرة أيضا. «والنتيجة طبعا هي أسلوب لتمييز كل من المستخدمين من ذوي الخبرة، والمحتويات العالية الجودة» كما يقول. ولتقدير مستوى خبرة الشخص بعلامة «جيد»، أو «وسط»، أو «ممتاز»، قام أعضاء فريق نول بدمج عامل ثان في برنامجهم، ألا وهو المعلومات الزمنية المؤقتة، بحيث إن المكافأة يحصل عليها الأوائل، كما يقول شينغ ـ مان أيو يوينغ الباحث في الإلكترونيات وعلوم الكومبيوتر في جامعة ساوثامبتون في المملكة المتحدة الذي ساعد في تطوير هذا البرنامج. والأشخاص الأوائل الذين يكتشفون المحتويات التي تتلقى لاحقا الكثير من الإدخالات والعناوين عليها يمكن تمييزهم على أنهم من منظمي اتجاه معين في المجتمع. «فهم يستطيعون اكتشاف فائدة وثيقة قبل أن يكتشفها الآخرون» وفقا للباحث الذي يقوم بمقارنة ما يكتسبونه من تأثير ونفوذ، بالأسلوب الذي يبني عليه الأكاديميون من ذوي المعرفة والاطلاع شهرتهم عادة. وخلافا لذلك يعثر التابعون منهم على المحتويات المفيدة، ليسجلوا ويضيفوا عليها، لأنها شعبية ورائجة فقط. وهؤلاء يكونون أكثر احتمالا لأن يعتبروا من المتطفلين. «فالأشخاص الذين يتعرفون على موضوع ما أخذ أهمية متزايدة، يقومون باستخدامه للإشارة إلى موادهم» وفقا إلى سكوت غولدر العالم والباحث سابقا في شركة «هيوليت باكرد»، والطالب الذي سيتخرج قريبا من جامعة «كورنيل» الذي يضيف أن برنامج «سبير» يوظف مجموعة ذكية جدا من المعايير التي لم تستخدم قط من قبل في علوم الكومبيوتر.

وقام الباحثون باختبار برنامجهم مستخدمين معلومات وبيانات من «ديليشوس» محللين نحو 71 ألف وثيقة على الشبكة، ونحو نصف مليون مستخدم، ومليونين من المواد الموجودة داخل خانة الأفضليات التي يتشارك بها الآخرون. «وقد قمنا بتطبيق البرنامج للعثور على خبراء (نصوص جافا) (جافا سكريبت) على سبيل المثال لتخرج لنا قائمة بمستخدميها. وكان على رأسها اثنان من مطوري البرمجيات الخاصة بالمحترفين» كما يقول نول. وأضاف «لم يصنف أي من المتطفلين من أول 200 شخص على رأس القائمة».

ويقول نول إن البرنامج يمكن تعديله ليناسب أي جماعة على الشبكة، بما في ذلك جماعة «تويتر» والمواقع الخاصة بالتشارك بالموسيقى. وكان قد جرى تقديم هذا العمل مؤخرا في مؤتمر SIGIR الذي انعقد في مدينة بوسطن. ويقول نول إن شركات مثل «مايكروسوفت» مهتمة باستخدام هذا البرنامج لأغراض البحث في المواقع الاجتماعية على الشبكة، حيث يجري تصنيف الوثائق استنادا إلى خانة المواضيع المفضلة.