3 هواتف تنهض مجددا .. لمنافسة «آي فون»

تصاميم مطورة تسهل التواصل مع الشبكات

هاتف «بلاكبيري ستورم2» من «آر آي إم»
TT

«إذا لم تنجح في أول مرة جرب مرة أخرى»، هذا هو شعار بعض الشركات، ومنها شركة «موتورولا»، و«إتش تي سي»، و«بلاكبيري». فقبل سنة واحدة، عندما دخلنا في عصر هاتف «آي فون»، تعثرت كل واحدة من هذه الشركات علانية. فهاتف «بلاكبيري ستورم» كان أول هاتف يعمل باللمس من «ريسيرتش إن موشن» (R. I. M.)، وكان جهازا كبيرا بطيئا بعيدا عن الحدس الإنساني، في حين جاء هاتف «جي1» الذي صنعته «إتش تي سي» كأول هاتف يعمل بنظام «أندرويد» الجديد من «غوغل»، لكنه كان غير عملي، سريع العطب، كبير الحجم ولا يعمل جيدا. أما «موتورولا» فكانت تبحث عن إنجاز جديد مثير منذ جرى طرح هاتف «رازر» في الأسواق.

لكن الأجهزة الثلاثة هذه عادت لتطل علينا، ولكن هذه المرة بمظهر جذاب وبلمسات أكثر تهذيبا وإنجازا. طبعا لا يوجد هاتف مثل «آي فون» في جاذبيته ومرونته، ولكن قد لا ترغب في اقتناء هذا الهاتف. ربما لأنه لا توجد تغطية في المكان الذي تعيش فيه، أو قد ترغب في بطارية يمكن الاستبدال بها، أو قد ترغب في أمور أخرى لا تتوفر في «آي فون». من هنا يمكنك الآن التوجه بدلا منه إلى «بلاكبيري ستورم2»، أو إلى «إتش تي سي هيرو»، أو إلى «موتورولا كليك».

وجميع هذه الهواتف مزودة بكاميرات ومسجلات فيديو و«جي بي إس» و«بلوتوث» و«واي ـ فاي»، وإمكانية للكلام مدتها من خمس إلى ست ساعات، فضلا عن سماعات للرأس. لكن هذه كلها لا تعني أن الأجهزة متشابهة، وهنا سنرى الاختلاف، كما يقول ديفيد بوغ في «نيويورك تايمز».

* «ستورم2»

* من الأمور التي وضحها هاتف «ستورم» في العام الماضي، أنه لا ينبغي الإسراع بطرح منتج في السوق فقط لأنه هناك موسم عطلات وأعياد. وهذا ما فعلته «R. I. M» منتجة هذا الهاتف بالضبط. لقد كان منتجا كثير العيوب، فقد تنقر على بند في لائحة المهام ليظهر لك بند آخر غير الذي طلبته. وعندما تطلب لائحة أرقام الهواتف فإن حركتها إلى الأسفل أو الأعلى تتوقف لحظة توقف إصبعك عن الحركة. وقد تدير الهاتف 90 درجة لتنظر عبثا إلى دوران الصورة أيضا. لكن جهاز «ستورم2» صحّح كل هذا، ولم تعد هناك فيروسات، كما بات بالإمكان فورا تنفيذ المهمات، فضلا عن دوران الصور في الشاشة عندما ترغب في ذلك. وكانت الشاشة كلها في جهاز «ستورم» الأصلي قابلة للنقر عليها تماما، كزر الماوس، لكن تبين أنها بحاجة إلى جهد كبير للكبس على مفاتيح الشاشة تماما مثل الطابعة اليدوية. أما «ستورم2» (BlackBerry Storm 2)، فقد أعيد تصميم شاشته بحيث تتطلب القليل من الجهد، كما أنها تفقد خاصية النقر هذه عندما تكون على اتصال مع شخص آخر، أو كان الهاتف مقفلا.

ويقوم «ستورم2» هذا باستثمار سرعة النقاط الساخنة لشبكة «واي ـ فاي» اللا سلكية، كما يتصف بالعديد من المميزات مثل الكاميرا الذاتية التركيز، وطلب الأرقام الهاتفية صوتيا، مع شق لوضع بطاقة ذاكرة، وهكذا. وهو يعمل أيضا خارج الولايات المتحدة، وذلك بفضل شق توضع فيه بطاقة «جي إس إم». ولم أستوعب حتى الآن الغرض من الشاشة التي تعمل بالنقر، خصوصا بوجود ازدواجية المهام، فإبراز بعض الأمور عن طريق الإضاءة يعني شيئا، والنقر يعني شيئا آخر، وهذان الأمران قد يتداخلان. ومثال على ذلك أنه في كل مرة تمسح فيها الشاشة بإصبعك لغرض كرّ لائحة ما صعودا أو نزولا، تقوم إصبعك هذه بإضاءة وإبراز البند الذي تلامسه أولا. والشاشة هذه ليست من النوع العامل تماما باللمس المتعدد، كما أن متصفح الشبكة لا يزال بطيئا. ومع ذلك فإن «ستورم2» سيسرّ الكثيرين مقارنة بسلفه السابق.

* هاتف «كليك»

* جهاز «موتورولا كليك» (Motorola Cliq) الجديد هذا هو الوحيد في هذه الفئة المزود بلوحة مفاتيح انزلاقية. ولكن زيادة على برنامج «أندرويد» من «غوغل» فقد صممت «موتورولا» فيه تسهيلات واسعة للتواصل مع الشبكات الاجتماعية التي تنقل إليك آخر الأخبار من «تويتر» و«فيس بوك» و«ماي سبيس»، فضلا عن الرسائل النصية والبريد الإلكتروني، كل ذلك موجود في مكان واحد على الصفحة الأساسية الأولى. وعلى الصعيد ذاته يقوم دفتر العناوين بملء ذاته بالمعلومات الخاصة والعناوين الرئيسية التي تتوفر في عالم الشبكة، في حين يقوم مفتاح خاص بالتواريخ بإظهار لائحة كاملة بالاتصالات الأخيرة التي جرت مع كل شخص، ورسائله النصية والإلكترونية وغيرها مما يسهل الاتصال بالشخص المعني عن طريق أي من هذه القنوات. وثمة خبر جيد هو أنه إذا فقدت هاتفك فإن «موتورولا» تمكّنك من العثور عليه ثانية عن طريق خريطة على الشبكة، وحتى إزالة ذاكرته بواسطة آلية التحكم عن بعد، تماما مثل «آي فون»، ولكن من دون تسديد 100 دولار سنويا كاشتراك في «موبايل مي». وإذا لم تكن أنت من هواة الشبكات الاجتماعية، فإن جهاز «كليك» سيكون سلعة لا يمكن الاستفادة منها. فلوحة المفاتيح الانزلاقية تجعل من الجهاز كله كبير الحجم، كما أن الجزأين اللذين يتكون منهما لا يشعرانك أنهما يناسبانك. فلوحة المفاتيح كبيرة، كما أن مفاتيحها المربعة المقبقبة تجعل الطباعة عليها صعبة. وهناك طبعا الاعتماد على شبكة «تي ـ موبايل» التي تغطي مساحة صغيرة للاتصالات، وحتى تغطية أقل بالنسبة إلى إنترنت «3 جي» العالية السرعة التي هي كلها وصفة للإحباط.

* هاتف «هيرو»

* إذا كانت «R. I. M» قد تعبت من سماع وترديد كم كان جهاز «ستورم» الأول كبير الحجم، فإنه يتوجب على «إتش تي سي» أيضا أن تتعب من سماع كم كان هاتف «أندرويد» الأول كبير الحجم أيضا. لكن «إتش تي سي هيرو» (HTC Hero)، رقيق الحجم ورشيق، ومن المتعة حمله. وهو بمقاييسه 4.5 × 2.2 × 0.5 بوصة أقل سماكة من «ستورم2»، وأقل كثيرا من «موتورولا كليك».

وهذا الجهاز ذو الشاشة الواضحة البراقة التي تعمل باللمس المتعدد يتيح لك استخدام جميع مميزات «آي فون» العادية الخاصة بالتقريب والتكبير و«التبعيد»، كما أن تشغيله والإبحار عبر شاشته سهل وبسيط. كذلك أمر إعادته إلى وضعه الأصلي، أو إلى الصفحة الأولى حيث هناك دائما أزرار لائحة المهمات لتوجيهك. وهناك أيضا كرة مضاءة للتوجيه تعمل بالنقر تتيح لك تشغيل كل الأمور بيد واحدة. وتعمل لوحة المفاتيح على الشاشة، باقتراحاتها التي تبرزها فجأة، بشكل جيد كما يتوقع من شاشات كهذه. وعلى الرغم من أن مخزن «أندرويد» يعرض جزءا يسيرا من التطبيقات الكثيرة التي يعرضها مخزن «آي فون»، فإنه يظل يتوفر فيه 10 آلاف تطبيق للاختيار من بينها.

وإذا كان للشبكة تغطية جيدة حيث تقيم، وإن كنت لا تحتاج إلى مفاتيح طبيعية فقد تعجب بهذا الجهاز. فهو مزود بكاميرا 5 ميغابيكسلات بتركيز بؤري أوتوماتيكي وتسهيل لبطاقة تسجيلات فيديوية، و«واي ـ فاي»، و«جي بي إس»، و«بلوتوث»، وتطبيقات لـ«تويتر»، و«فيس بوك»، فضلا عن بريد صوتي مرئي، وتلفزيون مجاني خال من الإعلانات، وملاحة دقيقة تعمل منعطفا منعطفا. وقد يكون هاتف «هيرو» هذا أول هاتف ذكي يشغل فيديوهات فلاش على الشبكة. من هنا يتبين أن «آي فون» ليس المقياس الوحيد للنجاح، فقد استطاعت هذه الهواتف الثلاثة الجديدة النهوض من كبوتها وفرض شخصيتها الخاصة.