هواتف جوالة.. تعرض صورا ثلاثية الأبعاد

دون الحاجة إلى استخدام النظارات

أول هاتف جوال لعرض الصور المجسم من شركة «جيميني موبايل» في يوليو الماضي (خدمة صور نيوز. كوم)
TT

طورت شركة «3 إم» تقنية جديدة هي عبارة عن فيلم رقيق يتيح للأجهزة الجوالة، مثل الهواتف، عرض الصور المجسمة الثلاثية الأبعاد من دون الحاجة إلى استخدام نظارات خاصة.

وتعمل هذه التقنية التي أطلق عليها اسم «فيكويتي 3-دي» (Vikuiti 3-D) عن طريق توجيه الصور، المختلفة قليلا، إلى العينين اليمنى واليسرى للناظر. وعن طريق الإمساك بالجهاز بشكل ثابت نسبيا يشعر الناظر بالتأثير «الستريويسكوبي» المجسم للنظر، أي يتولد لديه نوع من الشعور بعمق الصورة، كما يقول إيريك جوستيس المدير التجاري لقسم النظم البصرية في شركة «3 إم» في سانت بول في ولاية مينسوتا في أميركا. ومثل هذه الحيلة البصرية معروفة منذ بعض الوقت، وهي ذاتها أساسا كالتي تعمل في فحواها عروض «WOWvx» الثلاثية الأبعاد التي طورتها شركة «فيليبس». لكن جعلها تعمل في الأجهزة الجوالة يمثل تحديا جديدا.

والأشكال الانعكاسية للشكل المنشوري لـ«فيكويتي 3-دي» مبيتة في خلفية الفيلم المصنوع من البوليمر، في حين وضعت العدسات الميكروية الصغيرة جدا بنمط معين في مقدمته. وتقوم هذه الأجزاء معا بتوجيه الأضواء عبر شاشة من البلور السائل (إل سي دي) تقع في واجهة الفيلم. ويمر الضوء المنبعث من صمامين ثنائيين (إل إي دي) يقعان واحد إلى اليمين والآخر إلى اليسار عبر الفيلم. ويرتد الضوء من كل من الصمامين باتجاه مختلف ليضرب الفيلم من زاوية مختلفة أيضا متسببا في قيام العدسات البصرية المبيتة في الفيلم بتوجيه الضوء إلى اتجاهين مختلفين.

ولكون كل ضوء يمر عبر الشاشة البلورة السائلة مظهرا صورة مختلفة قليلا عن الأخرى، شرط المحافظة على الشاشة على المسافة الصحيحة، فإن كل عين تتلقى منظورا مختلفا عن الأخرى. وللاحتيال على دماغ الناظر، لكي يصدق أنه يرى المشهدين في الوقت ذاته، فإنه يتوجب على كلا الصمامين الثنائيين ولوحة البلور السائل أن يتبادلا الصور بسرعة كبيرة بمعدل 120 مرة في الثانية الواحدة، كما يقول جوستيس في حديث له لمجلة «تكنولوجي ريفيو» الأميركية.

وتميل الأجهزة الجوالة إلى امتلاك شاشات صغيرة ببيكسيلات (عناصر الصورة) صغيرة، وفقا لديفيد بيبي المدير العام لشركة «اليسكوبي» التي مقرها باريس التي تقوم هي الأخرى بتطوير شاشات مجسمة. وهذا يعني أن التركيبات، كتلك الخاصة بالعدسات على الفيلم ينبغي أن تكون صغيرة بنوع خاص، على حد قوله.

ويستطرد جوستيس أنه لا ينبغي فقط أن تكون العدسات مهندسة بشكل دقيق جدا، بل يتوجب على كل واحدة منها أن تكون متراصفة بشكل دقيق أيضا مع المنشور المقابل في ظهر الفيلم. ولتحقيق ذلك تستخدم «3 إم» أسلوبا يسمى «التنسيخ المكروي المتعدد»، وهو أسلوب طباعة تمتلكه يمكنه إنتاج تركيبات بسماكة عشرات الميكرومترات (الميكرون جزء من المليون من المتر) في فيلم تبلغ سماكته 75 ميكرومترا.

ويعتقد جوستيس أنه مع قيام صناعات الألعاب والسينما بالعمل على محتويات ثلاثية الأبعاد للسينما والتلفزيون فإن الخطوة المنطقية التالية هي سوق الأجهزة الجوالة. وشرعت المنتجات الأولى التي تتميز بخاصية «فيكويتي 3-دي» بالدخول إلى الأسواق الآسيوية. بيد أن الشاشات والعروض «الستريويسكوبية» هذه لها عيوبها الكثيرة استنادا إلى أرمن شويردينتر كبير العلماء في شركة «سي رييل تكنولوجيس» في دريسدن بألمانيا، التي تصنع صنفا منافسا من الشاشات الثلاثية الأبعاد. فأحدها مثلا هو ما يسمى تأثير اختلاف المشهد الذي يحدث عندما يحرك المشاهد رأسه ليختفي المنظور الثلاثي الأبعاد، مما قد يسب الدوخة والغثيان. ولهذا السبب تركز غالبية الشركات على الأساليب الثلاثية الأبعاد التي تستخدم النظارات، وفقا لما قاله شويردينتر. لذلك «تخلينا عن الأسلوب (الستريويسكوبي) لأننا وجدنا أن العوامل الإنسانية قد تسبب بعض المشكلات» على حد قوله.

لكن جوستيس بناقش ذلك بالقول إن غالبية الناس تمسك بهواتفها بشكل ثابت، كما أن أسلوب «فيكويتي 3-دي» يوفر وضوحا وبريقا أفضل للصورة. والأفضل من ذلك، كما يقول، أنه يمكن التحويل بين البعدين الثنائي والثلاثي وبالعكس، إذ إن تأمين صور متشابهة على شاشة «إل سي دي» يوفر للعينين المنظور ذاته الثنائي الأبعاد.

بيبي من جهته يشكك في الشاشات والعروض الثلاثية الأبعاد في أن تكون أكثر من وسيلة تحايل، «فإذا كنا نرغب في استهداف سوق الأجهزة الجوالة علينا أن نؤمن لها نظاما كاملا متكاملا، فنحن بحاجة إلى إمكانية التقاط الصور والفيديو بالأبعاد الثلاثية وإرسالها. ومثل هذا الأمر على شاشة الجهاز الجوال يكون تأثيره ضعيفا جدا»، غير أن ستيفن سميث الباحث في قضايا الأبعاد الثلاثية في جامعة دي مونتفورت في ليستر في المملكة المتحدة يخالف هذا الرأي بالقول إنه على الرغم من أن إدراك العمق الذي يوفره الجهاز الجوال ليس كبيرا، «فأنت لا تحتاج إلى الكثير منه، أي العمق، لجعل الأمر مثيرا».