عصر جديد للكومبيوترات المحمولة الصغيرة

تصاميم حديثة تعتني بالنواحي الجمالية إضافة إلى التقنيات

«ام سي تي»
TT

لنقل كلمة وداع لأجهزة اللابتوب التي تشبه البلاطة السوداء، لأن عصر أجهزة «بي سي» العتيقة التي يعوزها الذوق الرفيع زال واختفى، وذلك بعد أن بدأت الشركات المنتجة للكومبيوتر بطرح دفاتر ملاحظات (نوتبوك) جديدة ودفاتر إنترنت (نتبوك) ذات الرشاقة والنحافة والألوان، والتصاميم الجذابة أيضا بخيارات كثيرة ومختلفة، قبل موسم أعياد نهاية السنة الحالي. وشركات مثل «هيوليت ـ باكرد» (إتش بي) و«ديل» باتت تميل اليوم أكثر إلى عمليات الحفر والنقش الجميلة على الغطاء الخارجي للجهاز، أو التصاميم الجديدة من صنع الفنانين المشهود لهم، بدلا من السرعة التي كانت تروج لها في سياق تنافسها على صعيد التفوق التقني.

وحتى سنوات قليلة فقط كانت أغلبية أجهزة اللابتوب عبارة عن اختلافات قليلة عن علب مملة كانت تأتي باللونين الرمادي والأسود، باستثناء «أبل» التي كانت تصنع أجهزة لابتوب مميزة خلال حقبة التسعينات.

* تصاميم حديثة

* وشرعت هذه التصاميم الآن تخترق سوق كومبيوترات «بي سي» بشكل لم يسبق له مثيل، لكون الأجهزة الحالية باتت متشابهة في القوة والمميزات، بحيث لم تترك أي فرق أو اختلاف بينها، لأن التنافس انصب على الحقل الوحيد الذي بقي، وهو النسق، أو الشكل الخارجي.

ويقول إيد بويد نائب الرئيس لشؤون تصميم المنتجات الاستهلاكية في شركة «ديل»، الشركة الثانية في العالم في صنع أجهزة «بي سي»، والذي انتقل إليها قبل سنتين من شركة «نايكي» لصنع الأحذية، في حديث نقلته النشرة الإنجليزية لوكالة «رويترز»، إن «سوق (بي سي) تحولت بالطريقة ذاتها التي تحولت فيها الأحذية الرياضية».

وكانت «نايكي» «قد أخذت سلعة تجارية، وهي الأحذية الرياضية ذات النعل المطاطي، لتحولها إلى سلعة جذابة» كما يقول، «فالذي تشاهدونه هو التحول ذاته في عالم (بي سي)، وهي ظاهرة شرعت تمر عبر الشركات الصانعة والعالم الاستهلاكي».

ولكون أجهزة «بي سي» باتت أخف حملا شرع المستهلكون والشركات الصانعة في التركيز على مظهر هذه الآلات التي أضحت أكثر عرضة لحملها خلال السفر والخروج بها من المنزل أو المكتب.

وأخذ منتجو أجهزة «بي سي» يستخدمون التصميم لاستهداف الجماعات الاجتماعية والجغرافية المعينة، فقد قامت «إتش بي» مثلا بالتعاون مع مصممة الأزياء فيفيان تام في ما يتعلق بدفاتر «نتبوك» التي تستخدمها النساء المواكبات للأزياء.

ويقول ستاسي وولف مدير تصميم منتجات دفاتر الملاحظات في «إتش بي» إن شركته المنتجة الأكبر لأجهزة «بي سي» قامت بمغامرة كبرى عندما شرعت تركز على التصاميم في عام 2005. وهو أمر شرع يظهر فائدته، ولكن قبل ذلك كانت دفاتر ملاحظات «إتش بي» عبارة عن «تقنية في وعاء غير معروف الهوية أو المصدر»، على حد قوله.

وأضاف وولف أن التركيز الجديد لـ«إتش بي» ظهر واضحا وفورا في كشف العائدات، «فحالما حولناه إلى عامل استراتيجي في أي تطور قمنا به ارتفعت عائداتنا المالية ارتفاعا كبيرا».

وفي فجر عصر العمليات الكومبيوترية الخاصة في أوائل الثمانينات شرع أول جهاز «بي سي» جوال بالبروز من شركات مثل «تاندي» و«أوسبورن» و«إن إي سي» وغيرها. وكانت غالبية النماذج الأولية تشبه قطع البلاط (الآجر) بلون البيج. وكانت أكبر من الكومبيوترات المكتبية اليوم. ورأينا في أوائل التسعينات إطلاق مجموعة «باور بوك» من «أبل» التي ساعدت بوضع مستويات أو مواصفات محددة للتصميم، إلى جانب أجهزة «ثنك باد» من «آي بي إم».

* إبداع وأناقة

* وتبعت ذلك في العقد ذاته دفاتر الملاحظات الرشيقة النحيفة «فيو» من «سوني»، مع مجموعة «آي بوك» الملونة من «أبل». لكن أجهزة «بي سي» قبل عشر سنوات كانت لا تزال تعتبر كأوعية خاصة بالتقنيات، بدلا من تعبير صريح للتصميم والأزياء. لكن جيف بارني المدير العام لقسم المنتجات الرقمية في «توشيبا أميركا» ذكر أن شركته أنزلت أجهزة «بي سي» ملونة في أوائل العقد الحالي، لكنها لم تنجح. «فالمستهلك لم يكن مستعدا لها بعد، فقد كنا نسبق في هذا الاتجاه»، على حد قوله.

ومع تحول الأجزاء والقطع إلى سلع رخيصة وخفيفة الوزن، شرع بائعو أجهزة «بي سي» يفسحون المجال أكثر لاكتشاف الجانب المبدع، مستخدمين مواد جديدة ومواد صقل، ومركزين على التفاصيل التصميمية لجذب نظر المشترين. «فنحن نعتقد أن التصميم هو واحد من معايير الشراء الأساسية في محلات بيع اللابتوب»، كما يقول بارني.

وتعتبر النحافة والرشاقة من أكثر الاتجاهات سخونة في «توشيبا»، بحيث باتت هذه الفئة أكثر تنافسية مع «ماك بوك إير» من «أبل»، و«أدامو» من «ديل»، ومجموعة «إنفي» الجديدة من «إتش بي».

ويمكن لمشتري جهاز «بي سي» اليوم الاختيار من بين مجموعة كبيرة من الألوان، والمكونات، والتصاميم. فالتحلي بصفة «الشخصية الخاصة» باتت قانون اليوم. ومثال على ذلك تقدم «ديل» أكثر من 200 تصميم خارجي. ويبدو أن الشركات الصانعة بدأت تدرك أن الكثير من المشترين باتوا يهتمون بمظهر دفتر الملاحظات، لا بما هو موجود داخله.