تقنية الصوت عبر اللاسلكي ستغزو المجمعات والمرافق والمستشفيات

تحل محل هواتف المكاتب والشبكات الخليوية

TT

من التقنيات التي جرت المصادقة عليها في الولايات المتحدة تقنية الصوت عبر اللاسلكي «VoFi» المعروفة بمواصفات «802.11n»، وكما هو الحال مع «بروتوكول الصوت عبر الإنترنت» «VoIP»، فإن تشغيل «VoFi» يتطلب إدارة ذكية، وتقليص حدود التأخير، ووضع أولويات للمكالمات، مع رصد حركة الشبكة لضمان تلبية حاجات كل من الصوت وحركة تبادل البيانات والمعلومات، فهل أضحى العالم مستعدا لكل ذلك لإدارة بيئة «VoFi» الجديدة هذه؟

وحتى الآن فقد انقضت سبع سنوات بطولها من التجاذبات قبل الموافقة الرسمية حاليا على تقنية «802.11n» من قبل معهد المهندسين الكهربائيين والإلكترونيين «IEEE».

ويبدو أن «واي فاي» الفائقة السرعة باتت موجودة، ومن شأن المواصفات الجديدة أن تعزز من قدرة إنتاج الشبكة ومداها، كما ستغير من أسلوب الدخول إلى الشبكات اللاسلكية والتواصل معها، والخدمات والتطبيقات التي تقدمها. ومع هذه الهبة الأخيرة، فقد زال أي اعتراض أو تلكؤ، أو تردد كان موجودا لدى الهيئات والمؤسسات حول نشر «802.11n». وأحد التطبيقات التي دعمتها هذه التقنية هو الصوت عبر اللاسلكي «VoFi» الذي يعزز بشكل كبير من أهمية الشبكات اللاسلكية، وذلك بإزالة مسألة تقييد الموظفين عن طريق أسلاك الهاتف وغيرها بدرجة كبيرة. فإن كنا في منازلنا نعتبر الهواتف غير المقيدة، أو المربوطة بالأسلاك من الأمور العادية، فإننا في المكاتب نتقبل الهواتف المقيدة بالأسلاك بحيث غالبا ما تضيع علينا بعض المكالمات، أو الاتصالات مع تناقص الوقت الذي نقضيه داخلها.

* صوت لاسلكي شبكي

* وتقدم تقنية «802.11n» البنية الأساسية الضرورية للهواتف الخالية من الأسلاك بالنسبة إلى كل موظف عن طريق استخدام الشبكة ذاتها التي بتنا نعتمد عليها لأغراض المعلومات والبيانات اللاسلكية. وكل ما هو مطلوب بديل بسيط للهاتف المكتبي.

و«VoFi» من شأنها تعزيز قيمة الشبكة اللاسلكية عن طريق السماح للمؤسسات والهيئات باستثمار نفقات وتكاليف تحديث «11n»، عن طريق التخلص من بعض فواتير الاتصالات الهاتفية، سواء كانت سلكية أو لاسلكية، وبالتالي نقلها إلى شبكة «11n» اللاسلكية. وهذا ينطبق بشكل خاص على الاتصالات داخل المكاتب، أو تلك التي تحصل ضمن مجمع كبير، مما ينتج عنه توفير فوري وكبير في النفقات.

ولاقت نظم «VoFi» قبولا واسعا من بعض الأسواق النامية العاملة في ميدان الإنتاج الصناعي والطبي والمبيعات حيث تعتبر حركة الموظفين وتنقلاتهم هي من الأمور البديهية. ولكن ما الذي يدفع هذه الصناعات وغيرها إلى أن تتحول من الاتصالات السلكية والخليوية الجوالة إلى «VoFi»؟ السبب هو الأداء والكلفة.

والاتصالات الخليوية الرديئة داخل المباني لا تؤمّن سوى جودة غير مقبولة أبدا بالنسبة إلى مستخدميها. وهذا ينطبق على المساحات الداخلية للأبنية الواسعة والمرافق الكبيرة، حيث توجد كمية كبيرة من التداخلات الإلكترونية، كالمستشفيات مثلا. وتؤمن «VoFi» مرونة لموالفة الاتصالات لضمان وجود تغطية هاتفية جيدة في جميع المناطق، والتخلص من مشكلات انقطاع المكالمات والاتصالات، وبالتالي ضمان جودتها العالية كما تشير مجلة «تيك نيوز وورلد». كذلك تقضي«VoFi» على النفقات غير الضرورية للاتصالات داخل المباني التي تجري خليويا، والتي هي النموذج المتبع اليوم للوصول إلى الموظفين المتجولين داخلها. وباتت الهواتف الذكية التي تؤمن قدرات خليوية و«واي - فاي» متوفرة أكثر، بحيث لا يتطلب الأمر سوى تحديث بسيط للجهاز اليدوي لتخفيض التكاليف والنفقات بشكل كبير. ولا سبب يزعم أن تبني «VoFi» لن يستمر في الزيادة والتوسع، كما تتوقع «أي بي ريسيرتش» للأبحاث، بحيث إنه بحلول العام 2014 تكون نسبة 90 في المائة من الهواتف الذكية داعمة لمواصفات 802.11.

ويقبع وراء المصادقة على المواصفات الجديدة الكثير من الأسباب التي تدعو إلى الاعتماد المتزايد على «VoFi» كاقتراح معقول. فاستنادا إلى «بيرتون غروب» باتت السوق ناضجة مع تفوق عدد المكالمات الخاصة بالأعمال، على تلك التي تجري عبر الهواتف السلكية الموجودة على المكاتب. كما أن المنتجات الخاصة التي تندمج فيها تقنيات الاتصالات السلكية واللاسلكية في آن واحد، باتت تغزو الأسواق. لذلك إذا توفر الأداء الجيد مع تقليص النفقات عن طريق التحول إلى «VoFi»، فهذا يدعو المؤسسات إلى التفكير بالأمر.

* جودة الصوت

* والمعلوم أن التقنيات الجديدة تصاحبها دائما مشكلات وصعوبات جديدة أيضا. و«VoFi» ليست استثناء، والصوت عبر بروتوكول الإنترنت «VoIP» أبلغ دليل على ذلك، ويمكنه مد يد المساعدة في هذا الأمر. فكلاهما يشترك بالصوت على أنه العنصر الأساسي الذي له متطلبات وشروط فريدة جدا على الشبكة مقارنة بحركة البيانات النموذجية على الشبكة. فحركة المكالمات الصوتية معرضة جدا لخسارة رزمات المعلومات والبيانات، وعوامل التلكؤ والتأخير والاهتزاز التي ينتج عنها انقطاع المكالمات وتوقفها، ومسائل أخرى أيضا. وتكثر مثل هذه المشكلات على الشبكات اللاسلكية لأنها عرضة أكثر للتدخل والتشويش وفترات الكمون (الاستتار) مقارنة بالشبكات السلكية.

لذلك كيف سنقرر جودة أداء «VoFi»؟ مرة أخرى لنستعين بـ«VoIP» كمقياس لعمل «VoFi». ففترة الكمون هي ببساطة فترة تأخر تقاس بالمدة التي تستغرقها حزمة الصوت للوصول إلى وجهتها. وكلما كانت فترة الكمون قصيرة، كانت جودة الصوت أفضل. والتوجيهات والإرشادات الخاصة بالصناعات وضعت أعلى فترة للكمون بحدود 150 ملي ثانية. وإذا طالت الفترة أكثر من ذلك شرعت الجودة في التدني مما قد تسبب في انقطاع المكالمات، وبروز الصدى، وتتداخل الأصوات بعضها ببعض.

أما اهتزاز الصوت وارتجاجه فيحدثان نتيجة عمليات التأخير المتنوعة والمتعددة التي تؤثر على جودة الصوت ونوعيته. وللتعويض عن ذلك يجري توظيف عازل للارتجاج لجعل العملية أكثر سلاسة والسماح بإعادة طلب الرزم الصوتية التي قد تصل من دون تسلسل وانتظام. لكن هذا يضيف تأخيرا إضافيا إلى الصوت الذي يصل إلى سماعات الأذن، ومن ثم يحتاج إلى تجزئته على طول زمن الكمون الكلي. كما أن الرزم الصوتية المتأخرة كثيرا في الشبكة، لا يسمح لها بالدخول إلى عازل الارتجاج. والرزم التي تتأخر أكثر من تأخر العازل يجري عادة إسقاطها، مما ينتج عنه اختفاء بعض المقاطع الكلامية، وحتى بعض الكلمات.

وتحدث خسارة الرزم عندما يحدث اضطراب في الشبكة يؤدي عادة إلى انقطاع المكالمات، وفقدان الصوت. وكقانون عام ينبغي أن لا تتجاوز خسارة رزمة في «VoIP» واحدا في المائة، مما يعني قفزة صوتية كل ثلاث دقائق. ومن هنا، ولجعل «VoFi» تعمل بشكل جيد، كما هو الحال مع «VoIP»، فإن الأمر كما قلنا سابقا يتطلب إدارة ذكية!