شاشات عاملة باللمس.. تجمع بين العالمين الرقمي والحقيقي

نظم رصد ومراقبة تسهل التفاعل بينهما

شاشات تعمل باللمس في أجهزة متينة تتحمل الصدمات، مثل جهاز كومبيوتر «جيتاك في 100» اللوحي المتين بتقنيات اللمس المتعدد (خدمة صور نيوز. كوم)
TT

رغم كل التقدم الحاصل في أجهزة الكومبيوتر اللوحية، وتلك التي توضع على الألواح، فإن بعض محترفي التصاميم يفضلون دائما شعور الكتابة بالأقلام على الورق، أو استخدام القلم الإلكتروني على الزجاج. لذلك صمم جهاز جديد من شأنه أن يقدم لهم الأفضل على صعيد العالمين الرقمي والواقعي.

وقد وحد أندي ويلسون ورفاقه في مركز «مايكروسوفت ريسيرتش» للأبحاث في ولاية واشنطن في الولايات المتحدة جهودهم مع بيورن هارتمان من جامعة كاليفورنيا في بيركلي، لتصميم جهاز «بيكشنير - Pictionaire»، وهو لوح يعمل باللمس بطول 1.8 متر. ويركز الجهاز مباشرة تحت كاميرا مركبة في السقف، مع جهاز عرض، حيث بمقدور الكاميرا «قراءة» المواد والوثائق التي توضع على اللوح هذا والاستجابة لها.

وعندما يقوم المستخدم بوضع دفتر رسومات على اللوح تقوم المعدات هذه المركبة في السقف بالتعرف عليه عن طريق شكله وقياسه، لتعرض ذراعا افتراضية للسحب في زاوية الصفحة. فإذا قام المستخدم بالضرب فوق هذه الذراع تقوم الكاميرا بالتقاط صورة رقمية لصفحة دفتر الرسومات وترسلها إلى الشاشة العاملة باللمس لتظهر النسخة الرقمية للصفحة على اللوح.

وتعمل طريقة مشابهة بشكل معاكس، بحيث يمكن للمستخدم سحب صورة، أو الرسم من فوق الشاشة العاملة باللمس، نحو دفتر الرسومات. وتقوم الأجهزة المعلقة بالسقف عند ذاك بعرض الصورة على الدفتر، بحيث يتمكن المستخدم من تعقب الأجزاء الأساسية والمهمة على صفحته.

ويقول ويلسون في حديث لمجلة «نيوساينتست» العلمية البريطانية إنه «لدى مقارنة هذا الأمر مع جهاز كومبيوتر (بي سي) لوحي، فإن اهتمامي لن يكون بمدى جودة الجهاز الأخير بالقيام بذلك، لكونه لا يستطيع نسخ الشعور الحقيقي للقلم والورقة. والمصممون مهتمون جدا بنوع الورق المستخدم، ونوع الأقلام». وهذا مهم جدا لإيجاد أساليب عاطفية للجمع بين الرغبات الحالية للمستخدمين، والتقنية الجديدة التي هي قيد العرض الآن، على حد قوله.

وهذا يعني أيضا السماح للأشخاص باستخدام لوحات المفاتيح العادية. «فإذا رغبت في إدخال النص فإنه من المفيد أن تكون تملك لوحة مفاتيح لاسلكية»، كما يقول. فبإمكان «بيكشنير» أن تعزز حتى من عمل لوحة المفاتيح هذه وتجربتها. وعندما يضع المستخدم لوحة المفاتيح على الشاشة العاملة باللمس تتعرف الكاميرا الموجودة في السقف عليها، ومع قيام المستخدم بالطباعة تظهر الصور والرسوم التي لها علاقة بما يطبع حول شاشة اللمس هذه، لمساعدة عملية تحفيز الدماغ. «فنحن هنا نلعب بفكرة التنقل جيئة وذهابا بين العالمين الافتراضي والحقيقي».

ويعمل ريموند داشسيلت من جامعة ماجدبيرغ في ألمانيا على جهاز مشابه يدعى «بايبر لينس - PaperLens» الذي يستخدم كاميرا معلقة بالسقف أيضا لمساعدة المستخدمين على التفاعل مع الغرافيكس بالأبعاد الثلاثة. ويقول: «أعتقد أن (بيكشنير) هو واحد من مشاريع عدة مهمة ترمي إلى تقريب الهوة بين العالمين الرقمي والواقعي عن طريق الاستفادة من الأفضل». ويضيف أن «الذي لا أجده واعدا هو استخدام لوحات المفاتيح الطبيعية لكونها قد لا تلعب دورا كبيرا في المستقبل، لأن الكثير من العمليات التفاعلية ستجري عن طريق العمليات الإيمائية المتبادلة». ومن المقرر تقديم «بيكشنير» في مؤتمر «الكومبيوتر يدعم العمل التعاوني» الذي يعقد في سفانا في ولاية جورجيا في أميركا في شهر فبراير (شباط) الحالي.