برنامجان يوصلان التلفزيون بالشبكة الإلكترونية

يتيحان مشاهدة العروض براحة تامة بآلات التحكم عن بعد

TT

منذ فترة قريبة استمتعت ببعض البرامج التلفزيونية التي فاتتني قبلا، لكن التجربة هذه ليست كعاداتي السابقة في مشاهدة التلفزيون بشكل روتيني. فعلى الرغم من مشاهدتي هذه البرامج بالتلفزيون العالي الوضوح والتحديد، القابع في غرفة الجلوس، فإن تلك المشاهدة لم تتم عبر مسجل الفيديو الرقمي، ولا عن طريق خدمة طلب ما أرغب فيه عن طريق الكابلات. بل توجهت بدلا من ذلك إلى الشبكة الإلكترونية. بيد أن استخدام وصلة الإنترنت، بدلا من هوائي التلفزيون، لا يعني أنه يتوجب علي الضغط على لوحة المفاتيح لاستدعاء ما أرغبه من المحتويات. فقط توجب علي تركيب برنامجين مجانيين على الكومبيوتر، وهما «بوكسي» http://boxee.tv، و«هيوليو ديسكتوب» http://hulu.com/desktop اللذان ردما الهوة بين الشبكة والشاشة الكبيرة في المنزل. ولدى وصل جهاز الكومبيوتر «بي سي» أو «ماك» بالتلفزيون، وضبطه مع أداة لاسلكية للتحكم عن بعد، أو «ماوس»، أصبح بالإمكان تشغيل البرامج بالشاشات الكاملة، وواجهات التفاعل الكبيرة الحجم، بنقرات قليلة، وأنت مسترخ براحة تامة على الأريكة. ولا تختلف هذه الفكرة كثيرا عن برمجيات «فرونت رو» من «أبل»، و«ميديا سنتر» من «مايكروسوفت». ولكن في الوقت الذي تقدم فيه تلك البرمجيات القديمة الموسيقى، والصور، والفيديوهات، بشكل أساسي من الكومبيوتر، تؤكد كل من «بوكسي» و«هيليو» على الفيديو من الشبكة.

* عروض الشبكة

* وتتوفر «بوكسي» لأجهزة «ويندوز»، و«ماك أو إس إكس»، و«يبينتو لينوكس» بدعم من «أبل تي في» لتصبح أكثر طموحا وفائدة، وإن كان ذلك خيارا أقل تهذيبا وتنظيما. وهي تتصل بتشكيلة واسعة من مصادر الفيديو مثل «يوتيوب»، و«نيتفليكس»، والشبكات الفردية، ومواقع القنوات التلفزيونية، وتلفزيون «إم إل بي». ويمكن موالفة «بوكسي» براديو الشبكة أيضا، وبغاليريات الصور على الشبكة، مثل «فليكر» من «ياهو» مثلا، كما تشغل ملفات الوسائط المتعددة. وأحيانا تتصل «بوكسي» حتى بـ«هيليو»، إذا لم تقم بوابة التلفزيون الشعبية هذه بإقفالها. وبعد فترة قصيرة من إطلاق النسخ الأولية من «بوكسي» قمت بإضافة جهاز «هيليو» الذي طلب من «بوكسي» إزالة تسهيلات الدخول والاتصال به، قبل أن يشرع في سد الطريق على عمل برمجياته.

ومع ذلك كانت «بوكسي» التي يقع مقرها في نيويورك تعرض الإعلانات ذاتها التي يعرضها موقع «هيليو». ولم تذكر إدارة الأخيرة، التي يقع مقرها أيضا في نيويورك شيئا أكثر من اعتذار نشرته في يوليو (تموز) الماضي على مدونتها، باسم جايسون كيلار كبير المديرين التنفيذيين، الذي وضع الملامة على طلبات تقدم بها عدد من مزودي المحتويات، الذين لم يكشف عن أسمائهم. ويتبين من القراءة بين السطور، أن مزودي الخدمات التلفزيونية قلقون من عملية تسهيل إلغاء الاشتراكات، والتحول إلى المشاهدة مباشرة من الشبكة.

وقام مطورو «بوكسي» بإضافة بعض أجزاء البرمجيات القليلة لتفادي تدخل «هيليو» في شؤون الأولى، وعلى الرغم من أن صفحتها الأولى على الشبكة لم تعد تعرض أيقونة «هيليو»، فإن لوائحها التي تدرج العروض التلفزيونية تشمل تلك المتوفرة على ذلك الموقع، حاليا على الأقل.

وعرضت «بوكسي» بعض الخاصيات والمراوغات التي يمكن وضع ملامتها أيضا على «هيليو»، فواجهة التفاعل الخاصة بها تشمل بعض الزوايا المكتظة بعضها على بعض. وهي تعمل مع أداة التحكم من بعيد الخاصة بلابتوب «إتش بي»، لكنها تتجاهل أداة «ماك». كما قامت بتشويش وغربلة بعض المواقع، بحيث كان يظهر الثلث فقط من بعض البرامج والعروض التلفزيونية.

* مرحلة تجريبية

* ويمكن إرجاع بعض هذه المسائل إلى أن «بوكسي» لا تزال في المراحل التجريبية، ولكن مع كل هذه العيوب، لا تزال أفضل من التحديدات والقيود المفروضة ذاتيا من «هيوليو ديسكتوب» الأكثر تهذيبا وصقلا. وزيادة في تقدير مكانتها فإنها عملت أيضا بشكل صحيح مع أدوات التحكم من بعيد بأجهزة «أبل» و«إتش بي»، تماما مثل تنزيلها واستخدامها في أجهزة «ويندوز»، و«ماك أو إس إكس»، و«لينوكس»، كما دعمت بعض خيارات «هيليو» المتطورة. لكن فكرة الفيديوهات من الشبكة تبدأ وتنتهي مع الأخيرة هذه. وفي ما يتعدى ذلك، أو أي شيء آخر، يتوجب التسجيل مع «كومبيو سيرف» والاتصال بـ«أميركان أون لاين». وكانت «بوكسي» السباقة، خلافا لـ«هيوليو» المترددة، في الإعلان مؤخرا عن خطط لإقامة آلية لدفع الرسوم بحيث يمكن للمستخدمين بسهولة شراء، أو استئجار العروض التلفزيونية. كما تنوي في مايو (أيار) المقبل بيع جهاز رخيص يدعى «بوكسي بوكس» الذي من شأنه شطب الكومبيوتر من معادلة المشاهدة، ومن تخصيصه كليا لهذه المهمة.

وقد يصبح تركيب برمجيات «بوكسي» في جهاز التلفزيون، ومشغلات «بلو - راي»، ومسجلات الفيديو الرقمية، وأجهزة الألعاب الإلكترونية، أمرا أكثر سهولة. وهذا ما أظهره معرض الأجهزة الإلكترونية الاستهلاكية الأخير، وهذا هو الاتجاه الذي يتجه نحوه منتجو الأجهزة والمعدات.

*خدمة «واشنطن بوست».

خاص بـ«الشرق الأوسط».