جهازا لابتوب جديدان.. بشاشات مجسمة

ندرة العروض وعدم نضوج التقنية أهم صعوبات انتشارها

TT

رغبت في ممارسة لعبة «أفاتار» التي أخرجها جيمس كاميرون، وهي ثلاثية الأبعاد لدى ممارستها على لابتوب «أسيوس» الجديد G51J - 3D. وهذا الجهاز هو لابتوب بشاشة مجسمة أو ثلاثية الأبعاد، وهو واحد من جهازين أجرى إدوارد بيغ في صحيفة «يو إس إيه توداي» الأميركية اختباراته عليهما. والجهاز الآخر هو «إيسر أسباير 5738DG 3D». وكلاهما محاولة لنسخ الوهم بالعمق الذي يألفه الناس عندما يشاهدون الأفلام ثلاثية الأبعاد. إذ سيكون عليك أن تضع أيضا نوعا من النظارات الخاصة بمشاهدة الأبعاد الثلاثة في صالة السينما المحلية.

ويمكنك على هذين الجهازين مشاهدة العروض، والصور، وممارسة الألعاب أيضا بالمشاهد ثلاثية الأبعاد. لكن التقنيات التي تجعل الأبعاد الثلاثة ممكنة في الآلات الأخرى المماثلة تختلف ولا تجاري ما يعتمده كاميرون مخرج لعبة «أفاتار».

شاشات مجسمة أما «أسيوس» فيفضله ممارسو الألعاب، فهو دفتر ملاحظات أكثر متانة، وخطوة جيدة باتجاه الأبعاد الثلاثية، مقارنة بجهاز «إيسر»، على الرغم من وجود عيبين يظهران فورا: أولا سعره البالغ 1699 دولارا، الذي هو ضعف سعر «إيسر» البالغ 780 دولارا، فضلا عن أنه آلة بالغة التعقيد لدى تركيبها.

والأكثر من ذلك أن برنامج «تراي ديف» في «إيسر» يتيح لك تحويل الأفلام السينمائية والصور الثنائية الأبعاد إلى ثلاثية. وهذا الأمر متعة في البداية، رغم أن التأثير متواضع للغاية.

وتفادي الحماس البالغ الذي يحيط بالأبعاد الثلاثة تحدٍ كبير، أكثر من تحدي مقاتلة واحد من المخلوقات العملاقة في «أفاتار»! لكن يبقى سؤال مفتوح حول ما إذا كانت الشعبية الكبيرة التي تحيط بالأبعاد الثلاثة في المسارح يمكن تقليدها ونسخها في المنازل. وهذا الأمر لا يعود إلى نقص في المحاولات، فأجهزة التلفزيون ثلاثية الأبعاد التي خرجت مؤخرا بأسعار مناسبة من المقرر طرحها في المحلات في الأسابيع القليلة المقبلة. كذلك ستظهر قريبا الأفلام السينمائية ثلاثية الأبعاد على أقراص «بلو - راي» مع مشغلاتها، ليعقبها بعد ذلك في العام الحالي قنوات تلفزيونية جديدة ثلاثية الأبعاد من ESPN و«ديسكفري»، فضلا عن بضع ألعاب كومبيوترية بالأبعاد الثلاثة أيضا.

وفي الواقع، لا يعتقد الخبراء أن هناك اتجاها نحو أجهزة اللابتوب ثلاثية الأبعاد حتى الآن. إذ لا توجد ببساطة مادة ومحتويات كافية بعد. فالتقنيات أمر محير إذا كانت غير كاملة، وقد تستقطب معتمديها الأوائل الذين لا يرون مانعا في الحصول عليها. وفي الوقت الذي قد تجتمع العائلة لمشاهدة حلقة بالأبعاد الثلاثة على جهاز التلفزيون في غرفة الجلوس، فإن مشاهدة ذلك على اللابتوب قد تكون أكثر انعزالا. وتأثير الأبعاد الثلاثة أمر جيد، لكنه ليس قريبا أبدا من تجربة ما تراه على تلفزيون الكابلات متعددة المحاور، كما أن مشاهدة البرامج بالأبعاد الثلاثة قد تسبب إرهاقا للعين. ومن المحتمل جدا أن ترغم على العبث بترتيبات البرمجيات في الألعاب لكي يجري تصحيح ذلك.

والوصول إلى الأفلام السينمائية ثلاثية الأبعاد والمحتويات الأخرى، أمر حرج وفي غاية الأهمية، لا سيما لغير اللاعبين. إذ يمكنهم تنزيل بعض من هذه المادة ثلاثية الأبعاد حاليا، ولكن ليس الكثير لعدم توافرها. ففي الوقت الذي نرى أن أفلام «بلو - راي» ثلاثية الأبعاد في طريقها إلينا، فإننا بحاجة أيضا إلى برمجيات جديدة لتشغيلها، كما أنه لا يوجد جهاز لابتوب مزود بمشغل «بلو - راي». في هذا الوقت هناك جهود صناعية لإطلاق الفيديوهات ثلاثية الأبعاد، في حين تقوم «فيوجي فيلم» ببيع كاميرات رقمية للمستهلكين تدعم الأبعاد الثلاثة.

تقنية وأداء وإليكم نظرة من كثب على هذين الجهازين:

* التقنية: هذان هما جهازا لابتوب بشاشات قياس 15.6 بوصة بذاكرة عشوائية (رام) تبلغ 4 غيغابايت، وأقراص صلبة سعة 320 غيغابايت. والأبعاد الثلاثة هي التي تميز بينهما. والأبعاد الثلاثة في «أسيوس» تعتمد على تقنية من «نيفيديا». وينبغي وضع نظارة بمصراع يعمل ببطارية كهربائية يتواصل مع علبة صغيرة تعمل بالأشعة تحت الحمراء، ويجري وصلها بالكومبيوتر عبر «يو إس بي»، بسرعة 120 مرة في الثانية الواحدة. وتقوم العلبة ببث إشارة إلى النظارة التي تتناوب بفتح وإغلاق العدستين اليمنى واليسرى، فينخدع الدماغ بأنه يرى بالأبعاد الثلاثة. ويمكن وضع نظارة تشبه النظارة الشمسية فوق النظارة الطبية العادية الخاصة بقصر النظر، إن كنت ترتدي واحدة منها. وشحنها يجري عبر كابل «يو إس بي». وتقول «نيفيديا» إن الشحنة هذه تدوم 40 ساعة متواصلة. وتنغلق هذه النظارة أوتوماتيكيا بعد 10 دقائق من عدم الاستعمال، أو إذا فقدت خط النظر من الجهاز الباعث، وهو أمر وجدته يفتقد إلى الانسجام.

وتقوم «أسيوس» بإرسال النظارة ثلاثية الأبعاد، مع رزمة الجهاز وماوس خاص بالألعاب، ولكن كن مستعدا إذا ما أتلفتها أو فقدتها، أو رغبت في زوج آخر لإشراك أفراد العائلة الآخرين، فهي تكلف 149 دولارا من موقع «نيفيديا». بيد أن «إيسر» اختارت طريقا أقصر، فهي تقوم بتجهيز زوج من النظارات الاستقطابية غير الإلكترونية. وبتعبير أبسط، فإن شاشة اللابتوب مستقطبة، أو مطلية بحيث إن مجموعة واحدة من الخطوط المتساوية تقدم صورة، في حين تقدم المجموعة الأخرى من الخطوط غير النظامية صورة مختلفة قليلا. وحين وضع هذه النظارة تستطيع كل عين أن ترى جزءا واحدا فقط من الصور المتماثلة المتوافقة (المتطابقة المتناظرة)، لكن الدماغ يدمجها معا، بحيث يمكنك أن ترى المشهد بشكل ستيريوسكوبي ثلاثي الأبعاد. والنظارات البديلة، أو الإضافية من «إيسر»، تكلف كل واحدة منها 15 دولارا.

* الأداء: عليك أن ترفع الكومبيوتر قليلا أو تميله، لكي تحصل على زاوية نظر جيدة في ما يخص «إيسر». وكانت المشاهد تتراقص كلما حركت رأسي. بالمقابل، لم أجد أي صعوبة في العثور والمحافظة على بقعة جيدة في جهاز «أسيوس». والميزة الأخرى بالنسبة إلى «أسيوس» هي أن العمل مع «نيفيديا» يعني المزيد من الألعاب التي تتوافق مع النظام ثلاثي الأبعاد. لكنني صادفت مشكلة صغيرة مع لعبة «أفاتار»، عندما شرعت الشاشة تضطرب، إلى أن تمكنت من إعادة إطلاق البرنامج.

وأعجبني في جهاز «إيسر» قدرتي على تحويل بعض الصور العائلية ثنائية البعد إلى ثلاثية، وهي ميزة غير متوافرة حاليا في «أسيوس». كما قمت على النمط ذاته بتحويل زوج من أقراص «دي في دي» القديمة مثل «الرجل الخفاش» و«الطاحونة الحمراء». وتتيح أدوات التحكم ضمن البرنامج تغيير عمق المشهد، أو تعديل مدى تأثير الأبعاد الثلاثة الظاهر في مقدمة الصورة. لكن مع ذلك لا تسرف في توقعاتك.

وربما الأبعاد الثلاثية في أجهزة اللابتوب ستتعدى النخبة المختارة من مستخدميها. وهي حاليا مجرد حب استطلاع يعد بأن يصبح أمرا أكثر استقطابا وجاذبية، مع تحسن التقنية، وتوافر المزيد من المواد والمحتويات التي يمكن مشاهدتها.