«أبل».. تخزين عروض الفيديو والأفلام في «السحاب المعلوماتي»

بعد نجاح خدماتها الموسيقية

TT

ترددت أخيرا أنباء عن اجتماع حدث أخيرا بين ممثلين من شركة «أبل» مع بعض مسؤولي الاستوديوهات الكبيرة للأفلام، لمناقشة تمكين مستخدمي خدمة «آي تيونز» تخزين المحتويات في خادمات الشركة، إضافة إلى بث البرامج التلفزيونية الحية والموسيقى.

وأبلغت «أبل» الاستوديوهات أنه بموجب الخطة هذه، سيقوم مستخدمو «آي تيونز» بالحصول على عروض الفيديو من تلك الخادمات باستعمال أجهزة متنوعة موصولة بالإنترنت. لكن «أبل» تفضل طبعا أن يحصل المستخدمون على الفيديو عبر «آي باد» الجهاز اللوحي الجديد الذي سيطرح في الأسواق قريبا، حسبما ذكرت المصادر لمجلة «سي نت» الإلكترونية. لكن ناطقا بلسان «أبل» قال إن الشركة لا تعلق على الشائعات.

وقد جاءت هذه الأنباء بعد مضي شهر على حديث «أبل» مع شركات التسجيل الكبرى حول خطة مشابهة تتناول الموسيقى أيضا، لأن رؤية «أبل» تشمل تشييد رفوف من المحتويات الرقمية يضرب بها المثل يستطيع مستخدمو «آي تيونز» تخزين وسائطهم عليها، إذ «يبدو أنهم يحاولون التخلص من الأقراص الصلبة، حسب المصادر ذاتها.

* «سعات سحابية»

* ويعاني المستهلكون الذين شرعوا يعبئون أقراصهم الصلبة حتى أقصى سعتها، لا سيما تلك العائدة إلى الأجهزة الجوالة الصغيرة، عن طريق حشوها بالأغاني الرقمية، والفيديوهات، وجميع تطبيقات البرامج على الكومبيوترات والأجهزة المحمولة باليد. ولذا فقد ظهرت دلائل بأن بعض المستهلكين شرعوا في التباطؤ في شراء المحتويات الجديدة، إذا لم تتوفر سعة أضافية لتخزينها وحفظها.

وثمة إشارات تدعو إلى القلق. فقد أفادت مجموعة «إن بي دي» أخيرا أن عدد الأشخاص الذين يقومون بتنزيل الأغاني بصورة شرعية قد انخفض بمقدار نصف مليون - من 35.2 مليون في العام 2008 إلى 34.6 مليون في العام الماضي. كما ذكرت أخيرا «سكرين دايجست»، وهي مؤسسة أبحاث تركز على قطاع التسلية، أن النمو في تنزيل الأفلام قد انخفض بصورة كبيرة في العام الماضي في أعقاب زيادة كبيرة في العامين اللذين سبقا ذلك. وتوقعت «سكرين دايجست» أن تبلغ المبيعات الإجمالية للأفلام السينمائية من الشبكة في أميركا في العام الماضي 360 مليون دولار. لكن الرقم هذا لم يتعد 291 مليون دولار، استنادا لهذه المؤسسة. وبمقدور مستخدمي «آي تيونز» من استوديو «فوريستر أناليست بيفور» استخدام سحاب «أبل»، شرط أن تقوم الشركة بالحصول على موافقة الاستوديو هذا. وقد لا يكون هذا سهلا، إذ يرغب الاستوديو التأكد من انسجام خطط «أبل» مع الأجهزة والخدمات التي لا تعود إليها. فهوليوود «ليست مهتمة بأي حديقة مسورة»، كما يقول جيمس ماك كويفي المحلل في شؤون الوسائط في «فورستر ريسيرتش».. فمثل هذه الاستوديوهات لا ترغب في أن تكون مقيدة إلى ممتلكات، أو منصات الآخرين. بل ترغب في عالم يكون للمستهلكين علاقة تواصل مع المحتويات، وليس مع الأجهزة، أو الخدمات. فهي في موقع يمكنها إرغام «أبل» على الموافقة على أن المحتويات التي يجري شراؤها عبر «آي تيونز» يمكنها العمل أيضا على هواتف «نوكيا».

ولكن هذا ليس من شيمة «أبل»، وفقا إلى ماك كويفي. «فهي لا ترغب في فعل ذلك، لكنها لا تملك التأثير الكافي اليوم، كما كانت تفعل سابقا عندما كانت تملي شروطها لأنها كانت الراعية الوحيدة للعالم الرقمي، كما يضيف. والسبب الذي يجعل «أبل» عاجزة عن الاحتفاظ بالتأثير القوي على صناعة الأفلام والبرامج التلفزيونية، كما كانت تفعل بالنسبة إلى الموسيقى، هو أن المزيد من الشركات المنتجة لمثل هذه الأجهزة باتت مستعدة لمنح الاستوديوهات كل ما تريده.

واتحاد «المنظومة البيئية لمحتويات التسلية الرقمية» DECE هو اتحاد لدفع أرباب صناعة الوسائط المتعددة إلى الاتحاد لوضع مواصفات حول صيغ الملفات، وإدارة الحقوق الرقمية، وتقنيات التحقق من الهوية. وتضم هذه الهيئة «أدوبي سيستمس»، و«بيست باي»، و«كريسكو سيستمس»، و«كومسات»، و«إنتيل»، و«هيوليت - باكرد»، و«لايونز غايت إنترتينمنت»، و«توينتيث سينتشري فوكس فيلم»، و«مايكروسوفت»، و«نيتفليكس»، و«باناسونيك»، وأربع من كبار شركات التسجيل، إضافة إلى «سامسونغ»، و«سوني»، و«ورنر بروذرس إنترتاينمنت».

وهدف هذا الاتحاد التأكد من أن الفيلم السينمائي، أو البرنامج التلفزيوني الذي جرى شراؤه من «كومكاست» لخدمات الفيديو، سيعمل أيضا على أجهزة «سامسونغ»، أو «نيتفليكس».

ولم تنضم جميع الاستوديوهات إلى هذا الاتحاد لكن «والت ديزني» أوجدت خدمة شبيهة بـ«DECE» دعتها «كيه شيست» التي من المفترض أن تكون متطابقة مع الأولى.

* تنافس «غوغل»

* والذي يسبب المزيد من الضغط على «أبل» هي شركة «غوغل» إحدى منافساتها الرئيسيات. فالأخيرة تملك «يو تيوب». كما أنها تنظر إلى الشروع في تقنية سحابية خاصة بها لتعزيز خدمات البث الحي.

وكانت مصادر قد ذكرت أخيرا أن «غوغل» عقدت مباحثات مع «كاتش ميديا» الشركة التي مقرها لوس أنجليس بغية الاستحواذ عليها، لأنها ترغب في أن تصبح مدبرة لجميع الأعمال والمهمات الخاصة بتحريك ونقل الوسائط المتعددة عبر الشبكة برمتها، على أن تتولى «كاتش» مسألة الأذونات والترخيصات.

إذن ما جواب «أبل» على التهديد الصادر من «غوغل»؟ استنادا إلى بعض التقارير تقوم «أبل» بتشييد مركز جديد للبيانات والمعلومات في ولاية نورث كارولينا الذي سيشكل العمود الفقري لعمليات البث. وفي ديسمبر (كانون الأول) الماضي اشترت «أبل» «لالا» وهي خدمة موسيقية كانت تعاني من صعوبات، لكن لها خبرتها في قضايا العمليات السحابية. وكانت «غوغل» تحاول أيضا شراء هذه الشركة، لكن «أبل» فازت هي بعقد الشراء. والأمر الوحيد الذي سيساعد «أبل» على التغلب على منافسة «غوغل» الحصول على دفعة قوية من الاستوديوهات والشبكات التلفزيونية، كما أنه ينتظر أن ينجح «آي باد» في تحقيق الرواج الكافي من قبل المستهلكين. فهذا الكومبيوتر اللوحي الذي يدعم الشبكة، والذي من المقرر نزوله إلى الأسواق في أواخر الشهر الحالي، مزود بشاشة عرض قياس 9.7 بوصات، ويمكنه إعادة عرض الفيديو بتحديد قدره 720p. وإذا قام المستهلكون بشراء عروض الفيديو لمشاهدتها على «آي باد»، فستلطف هوليوود من موقفها في ما يتعلق بالمواصفات والمقاييس. لكن ماك كويفي يقول إن «أبل» لن تستطيع أن تؤسس لصيغ خاصة بممتلكاتها في هذه المرحلة. وأضاف أنه ليس بمقدور «أبل» أن تجعل من «آي باد» فجأة بيئة مغلقة. فهي ليست بموقف يسمح لها بتحديد خيارات زبائنها، فهي عن طريق ريادتها لمسألة التطبيقات، فقد باتت مرغمة على القيام بما هو في مصلحتهم.