جيل جديد من المستشعرات الذكية يغزو الصناعات وعمليات التنقيب

تتواصل لاسلكيا مع العالم الطبيعي وتقدم معلومات هائلة دقيقة

TT

خلال السنتين الأخيرتين، كانت مختبرات الأبحاث بشركات مثل «هيوليت - باكرد» (إتش - بي) و«إنتل» تعمل على الجيل المقبل من أدوات الاستشعار الرقمية التي هي أكثر ذكاء وأصغر حجما، وتستهلك طاقة أقل، ويمكنها التواصل لاسلكيا في ما بينها ومع الأجهزة الأخرى. وهي ستساعد بصورة رئيسية على ربط العالم الرقمي في الكومبيوترات مع العالم الفعلي الطبيعي بشكل لم يسبق له مثيل من قبل.

وقد تكون النتيجة تطبيق القياسات بمعلوماتها الغنية، وأكثرها ذكاء، بمستوياتها العالية من قدرة التلاؤم والانسجام، على جميع الحقول، بما في ذلك إدارة حركة الطاقة، وتوزيع الغذاء والطعام، والعناية الصحية. وتعمل الكثير من الشركات على دراسة جوانب من هذه الرؤية الواسعة، التي يبدو أكثرها وضوحا في حملة «الكوكب الذكي» Smarter Planet)) من «آي. بي. إم».

* نظم استشعار إنتاجية

* وكانت كل من شركة «شل» الهولندية و«هيوليت - باكرد» قد أعلنتا أخيرا عن خطوة جديدة باتجاه الجيل المقبل من تقنيات المستشعرات، بحيث إن تطبيقها على صناعة التنقيب عن النفط والغاز يشير إلى جني مكاسب كبيرة من نظم الاستشعار المتطورة.

وهذا الاتفاق متعدد البنود مرتبط بشكل مباشر بالمال والأرباح، لكن «شل» لا تكشف أين تنوي تجربة هذا المشروع عالي التقنية، بيد أن جمع المعلومات الزلزالية المفصلة مع تحليلاتها من شأنها أن تساعد في تحديد مكامن النفط والغاز بالمناطق الصعبة، كأسفل تكوينات الطبقات الملحية في منطقة الشرق الأوسط، والجيوب العميقة للغاز الطبيعي في أميركا الشمالية.

والمستشعرات هي أداة واحدة من بين مجموعة من التقنيات الضرورية لعدد كبير من الصناعات، كما أنه لجعل النظم الطبيعية المعقدة أكثر ذكاء، يتطلب الأمر أيضا إحراز تقدم كبير في عمليات التخزين، والشبكات، والتنقيب عن البيانات والبرمجيات التحليلية. ومع ذلك، تبقى المستشعرات هي أداة القياس الحيوي ولجمع المعلومات وتقنيات الاتصال في العالم الطبيعي الواقعي، فهي حواسها للنظر والسمع والشم. وهي قد تكون أحد المكونات، لكن الأساسية منها تماما، مثل المعالج في الكومبيوتر الذي قد لا يكون كل شيء، بل الأهم الذي يجعل كل شيء آخر ممكنا.

ولدى التنقيب الزلزالي عن النفط، تقوم معدات بدق الأرض لإنتاج موجات صوتية، تقوم المستشعرات الموجودة فوق سطح الأرض برصدها. وهناك حاليا نحو 10 آلاف إلى 20 ألف مستشعر، موصولة في ما بينها بالأسلاك، تمتد تقريبا على مساحة مربع من الأرض يبلغ طول ضلعه نحو 40 كلم. ومع نظام «شل - إتش. بي» هذا للاستشعار، يمكن نشر نحو مئات الآلاف، حتى المليون من المستشعرات اللاسلكية على مسافات لا تبعد سوى 3 إلى 4 بوصات (7.5 - 10 سم) عبر مساحة مماثلة، ليشكل كل مستشعر منها يصغي إلى الصدى الزلزالي تحت الأرض، قناة بحد ذاتها للمعلومات والبيانات.

* معلومات هائلة

* «وكلما زدنا من عدد قنوات البيانات هذه، أمكن الإصغاء بشكل أفضل»، وفقا لويم ووك العالم الجيوفيزيائي في «شل». وبهذا الأسلوب الجديد، يمكن جمع مئات الأضعاف من البيانات والمعطيات التي يجري تحليلها لتكوين صورة عن التكوينات الجيوفيزيائية والموجودات النفطية في أعماق الأرض. واستخدام مثل هذه التقنيات يفتح الأبواب على مستويات جديدة من الوضوح، تماما مثل مشاهدة فيلم «آفاتار» بالأبعاد الثلاثة، بدلا من البعدين، أو كمشاهدة فصل حي على المسرح على حد قول العلماء.

وفوائد مثل هذا الأمر، كما يقول ووك، هي إنتاج أفضل للنفط مع وجود آبار قليلة جافة، فضلا عن تقليص الأضرار البيئية الناجمة عن الحفر.

والتقدم الأخير الحاصل في المستشعرات والشبكات وعمليات التخزين والبرمجيات، جعل من مشروع «شل - إتش. بي» هذا مشروعا عمليا، «وكان يستحيل علينا القيام بذلك قبل سنوات قليلة، لكنه اليوم يمثل نظاما من التقنيات التي اتحدت سويا»، استنادا إلى جيف واكر من مجموعة الخدمات في «إتش - بي».

* خدمة «نيويورك تايمز».