هواتف جوالة بشاشات لمس مجسمة

تصاميم مطورة لتقنيات العروض بالأبعاد الثلاثية

شاشة مجسمة طرحتها «شارب» حديثا
TT

بدأت تقنية العروض بالأبعاد الثلاثية في استقطاب المزيد من الاهتمام في قطاع وسائل الترفيه من خلال انتشار الأفلام وتصميم التلفزيونات وعروض أفلام «دي في دي» التي تستخدم هذه التقنية المجسمة لاجتذاب المشاهدين. ويتوقع أن تكون الهواتف الجوالة الخطوة التالية لهذا النوع من الشاشات، حيث أعلنت شركة «شارب» مؤخرا أنها تمكنت من تطوير عروض ثلاثية الأبعاد بجودة عالية على شاشة صغيرة، ونيتها في طرح شاشة «إل سي دي» ثلاثية الأبعاد تعمل باللمس لعدد مختلف من الأجهزة. وستسمح الشاشة الثلاثية الأبعاد التي تعمل عن طريق اللمس، بالتنقل ما بين العروض ثنائية البعد، وثلاثية البعد.

وقد كشفت الشركة، عملاق صناعة الإلكترونيات اليابانية، نهاية شهر مارس (آذار) الماضي عن شاشتها المجسمة الجديدة التي لا تحتاج إلى ارتداء نظارات خاصة لمساعدة العروض عن قرب.

وقد أثار الإعلان الكثير من التكهنات حول استخدام هذه الشاشة في جهاز الألعاب الجديد الذي طورته شركة «نينتندو» الذي يستخدم تقنية الأبعاد الثلاثية الجديدة، من نفس النوعية.

وتخطط «شارب» لتزويد الأجهزة الجوالة بدءا من الهواتف إلى الحاسبات بشاشات بتقنية الأبعاد الثلاثية.

* عالم الأبعاد الثلاثية

* تقول الشركة، التي تعمل على منتجات تقنية الأبعاد الثلاثية منذ 2002، إنها طورت جودة الصورة إلى الحد الذي يمكنها من تدشين الجيل القادم من الشاشات ثلاثية الأبعاد. وستسمح شاشاتها الجديدة للمستخدمين من مشاهدة العروض من على بعد 12 بوصة (30 سم) دون الحاجة إلى نظارات خاصة مثل التي ترتدى لمشاهدة العروض المجسمة عادة. وذلك لأن الشاشات الجديدة توظف تقنية «اختلاف المنظر» لتحقيق هذا التأثير.

واختلاف المنظر parallax هو الانزياح أو الاختلاف الظاهر الذي يبدو بين موقع شيء ما واحد، عند النظر إليه من وجهتي نظر مختلفتين.

أحد الأمثلة على تطبيق اختلاف المنظر يمكن ملاحظته في لوحات قيادة السيارات التي تحتوي على عداد سرعة له مؤشر مثل عقرب الساعة. فعندما تنظر إلى العداد من الأمام ترى أن المؤشر يشير إلى رقم معين، لنقل على سبيل المثال 60، لتدل على أن السرعة 60 كلم في الساعة لكن عندما تنظر إلى من الجانب سيظهر على الجانب الأيمن أو الأيسر من الرقم معتمدا على موقع الرائي سواء أكان على الجانب الأيمن أو الأيسر من مقعد السائق.

يوجد نوعان من التقنية التي تسمح للمشاهدين برؤية الصورة ذات الأبعاد الثلاثية دون نظارات خاصة تسمى الشاشات أو العروض الـ«أوتوستيريو» autostereoscopic displays. أحدهما تلك التي تتطلب نوعا معينا من النظارات محددب من الجهتين، التي تحتوي بدورها على مجموعة من العدسات المكبِّرة المصممة كي يتمكن المشاهدون من رؤية الصور المختلفة عند النظر إليها من زوايا مختلفة. هذه الطريقة ليست لها علاقة بتصميم الشاشة.

الطريقة الأخرى، تستخدم حاجز اختلاف المنظر هي الطريقة التي تستخدمها «شارب» في شاشات اللمس الجديدة التي تنتجها. ويتكون حاجز اختلاف المنظر من طبقة من مادة ذات سلسلة من القطع الدقيقة التي تقطّع الصورة بشكل قوي، ولذا فإن كل عين من عيني المشاهد ترى سلسلة محددة من المواقع على الشاشة.

ويستخدم نظام حاجز اختلاف المنظر بالفعل في شاشات «إل سي دي» العادية لخلق إحساس بالعمق. بيد أن النظام التقليدي لا يعرض صورا عالية الجودة لصور ثلاثية الأبعاد.

وقد زاد التقدم في تكنولوجيا السليكون من النقاء واللمعان في الصورة، وخلقت الصور المزدوجة عبر التغطية الكاملة للصور من اليمين واليسار. ونتج ذلك التقدم، إلى جانب استخدام نظام حاجز اختلاف المنظر عنها، تحسن في جودة الصورة في شاشات «إل سي دي» ثلاثية الأبعاد التي تنتجها «شارب».

* متعة العروض المجسمة

* يقود قطاع الترفية التوجهات نحو استخدام الأبعاد الثلاثية. وقد استخدم مطورو ألعاب الفيديو ثلاثية الأبعاد هذه التقنية في منتجاتهم المتنافسة، في الوقت الذي بدأ فيه العاملون في مجال السينما في إنتاج الأفلام الضخمة التي تستعمل تقنية الأبعاد الثلاثية. كما عمد منتجو نظم السينما المنزلية وأجهزة التلفزيونات ومشغلات «دي في دي» إلى ضم تقنية الأبعاد الثلاثية في منتجاتهم. وربما يكون ذلك دافعا لمنتجي الهواتف الجوالة إلى دخول مضمار هذا السباق والسوق الواعدة.

ربما لا يعلم الكثيرون أن تقنية الأبعاد الثلاثية في الهواتف الجوالة ليست بالأمر الجديد، فقد طرحت «شارب» في الأسواق اليابانية عام 2003 هاتفا جوالا يستعمل تقنية الأبعاد الثلاثية كما طرحت «سامسونغ» هاتفها الجوال عام 2007 وطرحت «هيتاشي» هاتفها الجوال الذي يستعمل التقنية ذاتها عام 2009. بيد أن هذه الهواتف فشلت في نيل صدارة المبيعات لأنها كانت سابقة لوقتها.

لم تكن الهواتف الجوالة وحدها في ذلك فقد شهدت الأسواق أيضا وجود شاشات ثلاثية الأبعاد منذ فترة. فقدمت «شارب» حاسبها المحمول Actius AL3D عام 2005، وفي أكتوبر (تشرين الأول) 2009 كشفت «إيسر» عن حاسبها المحمول Aspire 5783DG الذي يعمل بتقنية الأبعاد الثلاثية.

ويقول ألن نوغي، المحلل الرئيس في شركة «إن ستات» في حديث لمجلة «تيك نيوز وورلد» الإلكترونية: «كانت الهواتف التي تعمل بتقنية الأبعاد الثلاثية موجودة من قبل، لكنها لم تكن تشغل حيزا كبيرا في اهتمامات المستهلكين مقارنة بالميزات الأخرى التي يبحثون عنها. أما الآن وقد دخلت شركات الإنتاج السينمائي المجال بقوة، وتم إنتاج اسطوانات (دي في دي) ثلاثية الأبعاد، سيبدو من الطبيعي لهذه التكنولوجيا أن تدخل هذه التقنية إلى عالم الهواتف الجوالة».

* عروض هاتفية مجسمة

* يشير روب إندرلي، المحلل في شركة «إندرلي» إلى أن المجازفة ربما تحفز البعض إلى تبني الألعاب ثلاثية الأبعاد على الهواتف الجوالة، فالحصول على تقنية الأبعاد الثلاثية على الهواتف الذكية أو على جهاز صغير مثل «ديل ستريك» يمكن أن يثير الحماسة من أجل تنفيذ الأنشطة المتنوعة التي تستخدم تقنية الأبعاد الثلاثية. و«ديل ستريك» جهاز إنترنت صغير يعمل بـAndroid 2.0 وسيكون قادرا على الدخول إلى الإنترنت وإرسال البريد الإلكتروني بخدمات الأبعاد الثلاثية الهوائية.

بيد أن شاشات الأبعاد الثلاثية لن تتوفر بوفرة على الهواتف الجوالة في الآونة القريبة.

ويضيف إنديرلي: «يمكننا أن نجعل السطح البيني للجهاز ثريا جدا بتقنية الأبعاد الثلاثية لكن عليك التفكير بشأن البيئة وما عليك أن تفعله لتجعله رائجا. فلن يمكنك استخدام ما صنع خصيصا لتقنية الأبعاد الثنائية لهواتف تعمل بتقنية الأبعاد الثلاثية. فإن ذلك لن يجدي. بيد أن بعض ألعاب الكومبيوترات الشخصية يمكن تعديلها لتناسب تقنية الأبعاد الثلاثية، فغالبية هذه الألعاب مكتوبة بعمق يسهل ترجمته إلى أبعاد ثلاثية».

وتتوافر في الوقت الراهن البرامج القادرة على القيام بذلك، فقد أعلنت شركة «دارك وركس» الفرنسية لتطوير ألعاب الفيديو، التي تشتهر بألعاب مثل «كولد فير» في مؤتمر مطوري ألعاب الفيديو الذي عقد في مارس الماضي في سان فرانسيسكو بالولايات المتحدة، عن برنامج «تريوفيز» للألعاب الذي يسمح للمطورين بتحويل الألعاب ثنائية الأبعاد إلى أخرى ثلاثية الأبعاد.