البشرة تتحول إلى لوحة تحكم بالأجهزة الجوالة

مجسات وبرامج إلكترونية لإدخال البيانات عبر الجلد

المجسات الداخلية في أداة توضع حول ساعد اليد
TT

ربما سيمكنك التواصل مع بعض الأجهزة من خلال الضغط على ساعد الذراع أو اليد بأحد الأصابع. فقد نجح باحثون أميركيون في تحديد مواضع في اليد يمكن الضغط عليها والتحكم من خلالها في الهواتف وأجهزة تشغيل الموسيقى.

ومع جهاز عرض صغير، يمكن للنظام التعامل مع البشرة كسطح تعرض عليه قائمة خيارات أو أرقام أو شاشة. ويشير العمل المبدئي إلى أن هذا النظام، ويطلق عليه اسم «سكن بوت» «Skinput» (أو نظام إدخال البيانات من خلال الجلد)، يمكن تعلمه بالتدريب لمدة 20 دقيقة. ونقل موقع «بي بي سي» التكنولوجي عن كريس هاريسون، مبتكر النظام أن «الجسم الإنساني أصبح عبارة عن أداة إدخال».

* مجسات «جلدية»

* وتم التوصل إلى نظام إدخال يعتمد على البشرة للتغلب على مشكلات التواصل مع الأجهزة التي نحملها معنا. ويقول هاريسون إنه لا يمكن جعل بعض الأجهزة أصغر بسبب الطريقة التي يتعامل بها الناس معها. ويحدد حجم الأصابع البشرية، لدرجة كبيرة، حجم الأجهزة التي يمكنها حملها. ويضيف: «أصبحنا نحن المشكلة»! وللتغلب على ذلك، يستخدم هاريسون، الذي يدرس للحصول على درجة الدكتوراه في علوم الكومبيوتر في جامعة كارنيغي ميلون الأميركية وزميلاه ديزني تان ودان موريس من «مايكروسوفت للأبحاث»، مجسات في الذراع للتعرف على المدخلات. ويقول إن ضغطة بأصبع على الجلد تبعث إشارات سمعية مفيدة عبر الذراع. وبعض الأمواج تمر عبر البشرة، وموجات أخرى تنتشر داخل الجسم. ويضيف: إن فيزيولوجيا الذراع تساعد على التعرف على الأماكن التي تم الضغط فيها على الجلد.

تجعل الاختلافات في كثافة العظم وكتلة الذراع، بالإضافة إلى مؤثرات «الترشيح»، التي تظهر عندما تتحرك موجات الأصوات عبر نسيج رخو والمفاصل، الكثير من الأماكن في الذراع بارزة.

ويمكن تعريف برنامج إلكتروني مع المجسات، على الأماكن التي تشير إليها الأصوات. ويمكن ربط وظائف مختلفة بعدد من الأماكن. ويقول هاريسون: «الأمر الرائع في جسم الإنسان هو أننا نعرفه جيدا.. ويعني ذلك أنه لو دار المرء حول نفسه وقلت له أن يلمس أطراف أصابعه خلف ظهره سيكون قادرا على القيام بذلك».

وتظهر التجارب المبدئية أنه بعد مقدار ضئيل من التدريب سيمكن للنظام اختيار خمسة أماكن بدقة تزيد عن 95 في المائة. وتتراجع الدقة عند اختيار 10 أماكن أو أكثر، حسب ما يقوله هاريسون، ولكن الأماكن العشرة تعي القدرة على الاتصال بالأرقام واستخدام نظام توقع النص الذي يأتي في الكثير من التليفونات الجوالة.

ويتصور نموذج مبدئي أعده فريق البحث المجسات داخل طوق ضخم. ولكن يقول هاريسون إنه سيكون من السهل تقليل حجم ذلك وجعله في أداة أكبر قليلا من ساعة اليد. وأضاف هاريسون أنه يتوقع استخدام الأداة بثلاث طرق مميزة. ويمكن أن يكون مع المجسات بلوتوث للتحكم في جهاز، مثل هاتف جوال. ويمكن استخدامها للتحكم في مشغل موسيقى.

ويقول إنه في النهاية يمكن للمجسات تشغيل جهاز عرض صغير يستخدم الرسغ أو اليد لعرض البيانات. ويمكن أن يظهر ذلك الأزرة، وقائمة رأسية ولوحة أرقام وشاشة صغيرة. ويمكن استخدام «Skinput» في إدارة ألعاب مثل «تيتريس» من خلال الضغط على الأصابع.

ولم يحدد هاريسون متى سوف سيخرج «Skinput» من المختبر والمعمل ليصبح منتجا تجاريا. ولكنه قال: «في المستقبل يمكن أن تكون يدك هي جهاز آي فون الخاص بك والسماعة في حجم ساعد اليد حول رسغك».