تقنيات إبداعية في «قمة حلول إنتل 2010»

أكبر صورة رقمية في العالم وكومبيوترات تعليمية وتقنيات لتجسيم المشاهد

أكبر صورة رقمية في العالم بدقة 26.7 غيغابيكسل.. وفي الإطار صورتان مكبرتان لمنطقة في باريس وقمة برج إيفل بعد تقريبهما في البرنامج الخاص
TT

من المثير مشاهدة تطبيقات جديدة لأحدث التقنيات، خصوصا الإبداعية منها التي من شأنها التأثير بالإيجاب على كيفية التعامل مع التقنيات في الحياة اليومية. وتتعاون شركة «إنتل» مع الكثير من شركات صناعة الأجهزة والبرامج وقنوات المبيعات لتقديم الدعم اللازم من أبحاث ودراسات وتدريب لتثقيف الجهات التي تريد شراء واستخدام هذه التقنيات. وحضرت «الشرق الأوسط» مؤتمر «قمة حلول إنتل 2010» (Intel Solutions Summit ISS 2010) الذي عقد في مدينة دبي في الإمارات العربية المتحدة في الفترة 14 - 15 أبريل (نيسان) الحالي، بمساهمة عدد كبير من الشركات المتعاقدة، ورصدت أحدث ما لدى هذه الشركات من تطبيقات تعتمد على التقنيات الجديدة لـ«إنتل»، وفي الكثير من المجالات المثيرة للاهتمام.

* أكبر صورة رقمية

* استعرضت «إنتل» أكبر صورة رقمية في العالم تبلغ دقتها 26.7 غيغابيكسل، أي (75570 × 354159 (بيكسل (أكثر بنحو 2260 ضعفا من أفضل الكاميرات الشخصية المتوفرة اليوم في الأسواق اليوم، بدقة 12.1 ميغابيكسل). واستخدم برنامج مجاني لشركة «كالار» (Kolor) للصق 2346 صورة إلى جوار بعضها البعض (138 عمودا و17 صفا) لتكوين هذه الصورة البانورامية العملاقة. واستخدمت «الشرق الأوسط» الجهاز الذي أدى هذه العملية، وكان من الممكن التجول الافتراضي في أرجاء مدينة باريس مثلا، والانتقال من المشهد البانورامي الكبير للمدينة ككل، إلى مشاهدة أدق التفاصيل، ومن دون أي تأخير على الإطلاق، مثل مشاهدة ما يعرض على أرفف أحد المتاجر التي تبعد عدة كيلومترات عن مكان التقاط الصورة. ويفيد خبراء الشركة بأن لصق الصور احتاج إلى نحو 3 ساعات و14 دقيقة فقط، نظرا لاستخدام البرنامج تقنيات «إنتل» المدمجة، وأقراص «إنتل» ذات الحالة الصلبة (SSD) التي تقدم سرعة كبيرة جدا في الأداء تصل نسبتها إلى أكثر من 900% مقارنة بالأقراص العادية. وتقول «كالار» إنها واجهت بعض العقبات المزعجة، مثل ضمان عدم تغير ألوان الصورة النهائية (عندما تلتقط 2346 صورة، حيث إن ضوء النهار والغيوم سيختلف بين مجموعة وأخرى من الصور نظرا لاختلاف وقت التصوير)، بالإضافة إلى ضرورة إزالة أوجه السكان ولوحات السيارات الملتقطة من الصور لضمان عدم انتهاك خصوصية أصحابها.

ولتقريب حجم الصورة النهائية، فإنها ستحتاج إلى مساحة تبلغ ملعبي كرة قدم لعرضها بحجمها العادي لو طبعت على ورق. وتجدر الإشارة إلى أن الشركة كانت قد حضرت صورة أخرى قبل عامين تبلغ دقتها 13 غيغابيكسل، واحتاج الجهاز إلى 48 ساعة لإكمال العملية، أي تطوير السرعة بـ3.7 أضعاف في عامين فقط. ويمكن الاطلاع على نسخة تفاعلية مصغرة من الصورة عبر موقع «http://www.paris_26_gigapixels.com».

* أجهزة تعليمية

* وطرحت «إنتل» طرازا جديدا قابلا للطي من الكومبيوترات المدرسية «كلاسميت بي سي»(Classmate PC) الذي يجمع بين التصميم الجميل والكفاءة، بالإضافة إلى وظائف الكومبيوتر الكامل، مع تعزيز ميزة القراءة الإلكترونية، وخفض استهلاك الكهرباء. ويمكن التفاعل مع الجهاز عبر الشاشات التي تعمل باللمس بحيث يمكنها مساعدة الطلاب في عملية التعليم.

ويسمح التصميم الجديد لشركات تصنيع أجهزة الكومبيوتر بتقديم جيل جديد من الكومبيوترات للطلاب ابتداء من الربع الثاني للعام الحالي. وبدعم من تحالف سلاسل التعليم من «إنتل» ومنظمات التعليم وتكنولوجيا المعلومات والاتصالات، يعمل مزودو البرامج والمحتوى حاليا على توفير التجهيزات وتطبيقات البرامج التي من شأنها الاستفادة من الميزات الجديدة للكومبيوتر المدرسي والوصول إلى نتائج تسهم في تعزيز عملية التعليم للطلاب، خصوصا في الدول الفقيرة.

* تطبيقات طبية

* وتحدثت «الشرق الأوسط» مع ليزا غراف، المديرة العامة لمنصات المؤسسات والخدمات في «إنتل»، التي أوضحت وجود تطبيقات كثيرة استخدمت التقنيات المتطورة لمعالجات «إنتل»، مثل تصميم أداة خاصة لأطباء الأسنان تغنيهم عن استخدام قوالب الأسنان عند الحاجة إلى أخذ مقاسات للسن البديلة، الأمر المزعج جدا للكثير من المرضى. ويكفي تمرير هذه الأداة التي صممت على شكل قلم صغير به كاميرا رقمية داخل فم المريض، لتلتقط صورا لأسنان المريض، ويصمم البرنامج القالب اللازم رقميا بعد تحليل الصورة واحتساب الأبعاد اللازمة، ويرسله إلى المختبر لتحضير السن البديلة فورا.

وأضافت ليزا أن «إنتل» وشركات متعاقدة معها استطاعت تطوير مركز بيانات متكامل في صندوق صغير يمكن حمله مع المستخدم أينما ذهب، الأمر الذي يخفض الكلفة بشكل كبيرة ويسهل ويسرع تحليل البيانات في العمليات المهمة جدا، مثل إمكانية نقله بين مستشفى وآخر (أو في سيارات الإسعاف مثلا) لتحليل المعلومات اللازمة عن مريض في حالة حرجة.

* برامج وأجهزة تجارية

* واستعرضت بعض الشركات تقنيات منوعة تعتمد على ما توفره «إنتل» من دعم لبرامجها والدارات المستخدمة، مثل كومبيوترات كاملة بحجم راحة اليد (يمكن استخدامها في الإعلانات أو أثناء السفر، مثلا)، وأجهزة كفية متعددة، بالإضافة إلى بطاقات رسومات تحول الألعاب العادية إلى ألعاب مجسمة بالأبعاد الثلاثة، ومن دون التأثير على أداء الجهاز على الإطلاق.

وبالحديث عن التقنيات المجسمة، استعرض برنامج خاص يعتمد على تقنيات خاصة لمعالجات «إنتل» يسمح للمستخدم بتصوير ما يريد بواسطة أي كاميرتين عاديتين متجاورتين، ومن ثم تحويل العروض الملتقطة إلى عروض مجسمة عبر البرنامج. ومن التقنيات المميزة الأخرى جهاز صغير يتصل بالتلفزيون يسمح للمستخدم ببث ما يريد من عروض عالية الدقة إلى التلفزيون بشكل لاسلكي، ومن دون أي انقطاع في البث أو التأثير على أداء الكومبيوتر.

وشاهدت «الشرق الأوسط» لوحات إعلانية رقمية تعمل باللمس وتستخدم تقنيات «إنتل ديجيتال ساينيغ (Intel Digital Signage) تتعرف على شكل وأبعاد وجنس من يمر أمامها، لتعرض أمامه إعلانات مرتبطة، وفي مكان يتناسب مع طوله. ويمكن استخدام هذه اللوحات في متاجر الملابس فور دخول الزبون، ليعرف أن مقاس قميص أو حذاء ما متوافر في المتجر، ومن دون الحاجة إلى سؤال الباعة أو البحث في البضائع، مع خفض استهلاك الكهرباء بشكل كبير. ويمكن أيضا استخدام هذه اللوحات في المطاعم لعرض محطات إخبارية عند مشاهدة زبائن يبدو أنهم رجال أعمال، أو رسوم متحركة للأطفال، أو برامج ترفيهية للعائلة.

وطورت «إنتل» تقنيات جديدة في معالجات الأجهزة الخادمة من شأنها تحويل عمليات تحليل معلومات قواعد البيانات إلى دارات المعالج مباشرة، ومن دون الحاجة إلى استخدام خوارزميات معقدة في البرامج، الأمر الذي من شأنه رفع أداء قواعد البيانات بنسبة 98%، خصوصا في البيانات التي تحتاج إلى تشفير أو إزالة التشفير. وتجدر الإشارة إلى أن معالج «زيون 5600» (Xeon 5600) من «إنتل» يعالج ضعف حجم المعلومات بسرعة أكبر بـ15 ضعفا من الإصدارات السابقة، وبكلفة قريبة.

وعند مقابلة مايك جونس، مدير تسويق منتجات الأمن لشركة «سيمانتيك» (Symantec) في الشرق الأوسط وأفريقيا وأوروبا، قال إن «سيمانتيك» تطور خدمات لحفظ نسخ من ملفات المستخدمين على أجهزة في الإنترنت، وتقدم نحو 25 غيغابايت من المساحة التخزينية لكل مستخدم. ولكن بعض المستخدمين يحملون الملفات نفسها (من حيث المحتوى، وليس الاسم) أكثر من مرة من دون أن يعلموا بذلك، الأمر الذي يشكل مساحة ضائعة كبيرة في حال الصور وعروض الفيديو. وتطور الشركة حاليا، بالتعاون مع خبراء «إنتل»، نظما للتعرف على الملفات المتماثلة من حيث المحتوى في الوثائق وملفات الوسائط المتعددة وغيرها، وتخبر المستخدم في حال تكرارها في النظام، وعدم الحاجة إلى تحميلها مرة أخرى، الأمر الذي يخفف الزمن اللازم للتحميل، ويوفر المزيد من المساحة للمستخدم والشركة.

* محتوى الإنترنت

* وقابلت «الشرق الأوسط» مدير إدارة الاستراتيجية لـ«إنتل» في أوروبا والشرق الأوسط وأفريقيا، مارك برايلي، الذي قال إن «إنتل» تلاحظ زيادة متنامية في استخدام الحوسبة السحابية تبلغ 20% في كل عام، الأمر الذي يعني الحاجة إلى تطوير تقنيات لتسخير هذه الخدمات بشكل أبسط للمستخدمين بحلول عام 2013. ويضيف مارك أن حجم المحتوى الموجود على الإنترنت هو 4.5 إيكزابايت (الإيكزابايت يساوي مليار غيغابايت، أو 1 وإلى يمينه 9 أصفار غيغابايت)، وأن مجموع الكلمات التي نطقها الإنسان منذ فجر البشرية وحتى الآن يقدر بـ5 إيكزابايت، أي أن محتوى الإنترنت بعد بضعة أعوام سيكون أكثر مما نطقته البشرية منذ بدء الخليقة، وبالتالي فإن تنظيم هذه المعلومات وكيفية الوصول إليها في أفضل طريقة هو أمر في غاية الأهمية، ويحتاج إلى دراسات مطولة وتقنيات عالية الأداء.

وأعلنت «إنتل» عن مبادرة لتوفير الدعم لقنوات المبيعات من أعضاء برنامجها في المنطقة، حيث يمكن لفرق المبيعات الحصول على لقب «مزودي تكنولوجيا إنتل» (Intel Technology Provider ITP) والحصول على فرصة الوصول إلى برامج التدريب والدعم والأدوات التي تساعد على زيادة الفرص التجارية وتلبية احتياجات العملاء في قطاع الأعمال. وتأتي هذه المبادرة لتكمل المشروع الذي بدأ في عام 2008 عندما أعلنت «إنتل» عن توسيع الدعم لقنوات المبيعات ليشمل ليس فقط القائمين على بناء وتطوير أجهزة الكومبيوتر المبنية على تقنيات «إنتل»، بل أيضا كل الموزعين المشتركين في عملية بيع أنظمة تقوم على تقنيات «إنتل».