التلفزيونات العالية الوضوح.. مزايا ونواقص

الطرز الجديدة حلت أغلبية الصعوبات

(إم سي تي)
TT

إذا كنت تقوم بشراء جهازك التلفزيوني الأول العالي الوضوح، أو جهازا أحدث، فإن هذا الجهاز الجديد قد يقوم بتقديم صورة أفضل من تلك التي اعتدت عليها. لكن اختيار الجهاز المناسب قد يكون مضللا، لا سيما إذا حاول البائع أن يقنعك بواحد أملا في الحصول على ربح أكبر، أو قد يكون جاهلا بحقيقة الأمور. فمهما كانت الأسباب فثمة مزاعم كثيرة تدور حول التلفزيونات العالية الوضوح والتحديد HDTV، بعضها حقيقي حول الجيل الأول منها، ولكنها غير سديدة بالنسبة إلى الأجهزة الجديدة، وإن كان بعضها صحيحا، منها التساؤلات التالية التي يجيب عنها خبراء مجلة «بي سي» الإلكترونية.

* جودة الصورة

* هل تركز الأجهزة العالية الوضوح على مواصفات محددة من النوعية والجودة؟ الجواب لا. فالتلفزيونات العالية الوضوح تأتي بتحديدات متنوعة. وعلى أي حال فإن تحديد الصور في مواصفات الجهاز لا يقرر الجودة الحقيقية للصورة التي تراها على الشاشة. والسبب أولا لأن أحجام الشاشات تختلف وتتنوع. والعوامل الأخرى التي تؤثر على الصورة تشمل البث عبر الأثير، أو عبر الكابلات، أو الأقمار الصناعية، أو الإنترنت، ونوعية المصدر الأساسي للبث.

ومثل هذه الاختلافات تفسر سبب حصول المشاهدين على محتوى جيد من المشاهد من «أمازون» و«هيولو» و«آي تيونز» و«نيتفليكس»، ومن أقراص «بلو - راي» والمصادر الأخرى، ومع ذلك قد تستقبل نوعية صورة مختلفة جدا. ومستويات ومواصفات إشارات البث تم اعتمادها من قبل هيئة مختصة مثل «لجنة النظم التلفزيونية المتطورة الأميركية» (ATSC)، وحتى هذه لها خيارات كثيرة.

وإذا كنت تملك تلفزيونا عالي الوضوح وموالفا رقميا (ATSC) فإنك تقوم بالتحكم بإشارتك عبر الأثير. فمحتويات اللجنة هذه تكون إما بتحديد عادي، أو بتحديد عال، بحيث يتراوح التحديد تبعا إلى ذلك. فالتحديد العادي (بمشهد صور قياس 3:4 أو 9:16) يبث بدرجة وضوح 640×480 بيكسل.

أما التحديد العالي (بمشهد صور قياس 9:16) فيجري بثها بدرجة وضوح متفاوتة. والتحديد العادي. ولعل أكبر التحديدات المألوفة العالية الوضوح هي مواصفات التحديد p720((1280 x 720 بيكسل، وp1080 (1080 x 1920) بيكسل. ويمثل حرف p «المسح التسلسلي»، الذي يعني أن الجهاز يقوم بإنتاج الصورة عن طريق الاستمرار في رسم إطارها خطا خطا. أما حرف I فيعني «المتشابك» أو «المتحابك» الذي يعني أن أنصاف إطارات الصور الكاملة تظهر بسرعة 60 مرة في الثانية، لكن العينين تدمجهما معا في صورة كاملة الإطار منتجة ذاتها بمعدل 30 إطارا في الثانية الواحدة. وهذا يعني أنه بالتحديد ذاته تبدو صورة النمط المتصاعد أفضل من صورة النمط المتشابك.

والبث الذي يجري عبر الأثير يكون عادة بصيغة 720p و1080p، لكن يمكن الحصول على الإطارات بالبيكسلات جميعها وهي (1920× 1080) في 1080p من أقراص «بلو - راي»، ومن بعض طرازات «إكسبوكس 360»، ووحدات «بلاي ستيشن3».

ثم إن مدى انضغاط الصورة ومعدل بثها من العوامل الأخرى على صعيد جودة الصورة، إذ ينبغي أن تبدو صورة قرص «بلو - راي» أفضل من صورة التلفزيون الكابلي بالنسبة إلى المحتوى والتحديد ذاتيهما، لكون القرص يملك نطاقا عريضا أوسع من الكابل.

ولدى اختيار نوعية الصورة تذكروا أن 1080p هو في الأفضل، كما أن 720 p و1080p يبدوان متشابهين، وكل شيء ما دونهما لا يبدو جيدا. لذلك تذكروا هذه الأمور لانها تمثل مواصفات رسمية وليست تعابير تسويقية.

* وضوح الشاشات

* إذا لم تشتر 1080p العالية الوضوح، فإنك تكون قد هدرت أموالك؟ الجواب خطأ.

إذا رغبت في تلفزيون 1080p العالي الوضوح تأكد من الحصول على التحديد، هذا إذا كان جهازك ذا شاشة قياس 32 بوصة أو أكبر، لأنك تستطيع أن ترى التحديد الإضافي على الشاشة الكبيرة عبر الغرفة. والأكثر من ذلك لا يوجد هناك سبب لتفادي التحديد العالي 1080p إذا كان لا يكلف أكثر بكثير من الأجهزة ذات التحديدات البديلة، خاصة أن هذا التحديد بات متوفرا في كل مكان. فإذا كان الفرق لا يتعدى 100 دولار، فيوصى بـ1080p إذا كانت ميزانيتك تتحمل ذلك.

لكن ينبغي التحذير هنا بأنك قد لا تجد أي تحسن في نوعية الصورة بين 1080p و720p إذا كان الجهاز صغيرا. كما أنه قد لا تكون هناك مصادر 1080p لاستثمار ذلك، فجميع قنوات البث عبر الأثير، والبث عبر الكابلات تعمل على 1080p.

وإذا كنت تريد الحصول على جهاز كبير، أو رغبت في وصل مصادر لـ1080p، مثل مشغل «بلو - راي»، أو «مايكروسوفت إكسبوكس 360»، أو «سوني بلاي ستيشن3»، فإن جهاز 1080p هو أفضل خيار. لكن بالنسبة إلى الخيارات الأخرى فإن جهاز 720p يقوم بالمهمة على أفضل وجه بالنسبة إلى الأغراض العملية جميعها.

* عند شرائي جهازا عالي الوضوح، هل سيكون كل ما أشاهده بهذا الوضوح؟ الجواب خطأ.

في يومنا هذا كل الذي يبث على التلفزيون يكون بتحديد عال. أما أقراص «دي في دي» والبرامج التي سجلت صورها لبثها بالمقاييس والمواصفات التناظرية السابقة ستستمر بالظهور كما كانت في السابق. وبالنسبة إلى البث عبر الأقمار الصناعية وخدمات التلفزيون الكابلي فقد تحتاج إلى سؤال مزود الخدمة لكي ينشط ويقدم المحتويات العالية الوضوح. وقد يتطلب هذا التحويل عملية تركيب في كل من طرف مجهز الخدمة، وطرفك. كما يستوجب إعادة ترتيب وتنظيم بعض علب الكابلات لبث الإشارات العالية الوضوح حتى بعد وصلها بالكابلات الصحيحة.

والخط الكابلي الذي ينقل بث 500 محطة قد يحمل كلتا المواصفتين: العالي التحديد والعادي، لذلك تأكد من اختيارك النسخة العالية التحديد. وتقريبا فإن جميع قنوات البث في الفترات الرئيسية، وبعض البرامج النهارية تقدم محتوياتها بالتحديد العالي. فإذا لم تلحظ فرقا بين الليل والنهار والفترات الرئيسية أيضا، ومقارنة ذلك بما كنت تشاهده في السابق على البث التناظري، فإن هناك خطأ ما.

وبمقدور «إكسبوكس 360»، و«بي إس3»، وعلبة الكابلات، والتلفزيون التفاعلي، وجميع الأجهزة التي تدعم البث العالي الوضوح إنتاج الصورة سواء بالتحديد العالي، أو العادي. وبعد أن تقوم بوصل الكابل الذي يدعم الوضوح العالي، فقد تحتاج إلى تحديث ضوابط الشاشة لإبلاغ الجهاز نوعية الإشارة المطلوبة. ولكيفية الشروع بذلك هناك أسلوب بسيط متبع مع بعض الأجهزة الشائعة يمكن العثور عليه في كتيبات الإرشادات والتوجيهات.

* قرصنة البرامج

* هل بمقدور إدارة الحقوق الرقمية (DRM) منع تشغيل المحتويات على تلفزيونك العالي الوضوح؟ الجواب نعم. بمقدور «DRM» منعك من نسخ المحتويات ذات حقوق الملكية. وفي غالبية الأحوال يقوم «بروتوكول وقاية المحتويات الرقمية ذات النطاق العريض جدا» (bandwidth Digital Content Protection - High) (HDCP) بالعمل على تنفيذ ذلك بشكل ودي. وهو بروتوكول يوفر الأساس لـ«DRM». ولتفادي أي مشكلات عليك باستخدام الأجهزة الصحيحة. ويعمل هذا البروتوكول مع أقراص «بلو - راي»، والتنزيلات الرقمية ومصادر المحتويات الأخرى. وتقوم التقنية بالكشف على أي تواصل رقمي غير مقطوع من مصدر المحتويات إلى جهازك التلفزيوني. فإذا انقطع هذا التواصل الرقمي، ربما بسبب الاتصال مع موزع غير مخول، أو بسبب استخدام تغذية تناظرية، يقوم «HDCP» باكتشاف هذا الأمر. وفي مثل هذه الحالات يمكن لـ«HDCP»، عن طريق استخدام قوة «DRM» وتأثيرها، التشويش على جودة العرض، أو منعك من مشاهدته. لكن «DRM» لن تمنعك من مشاهدة العروض الموصولة إلى كابلات HDMI أو DVI التي تأتي من المصدر إلى جهازك التلفزيوني.

* كابلات التوصيل

* الكابلات ذات الأسماء الجيدة المعروفة هل تستحق الكلفة الإضافية؟ الجواب خطأ.

لا تقم بشراء الكابلات على أساس الاسم والشهرة فقط. بل إن طراز وصلة الكابل وطولها وعيارها هو المهمة بالنسبة إلى جودة الإشارة. وكمعيار أول قم باختيار كابل رقمي إذا أمكن، سواء كان HDMI أو DVI. ويمكن لمثل هذه الكابلات نقل إشارة 1080p إذا كانت محتوياك تدعم ذلك، لأنها ستعمل جيدا مع DRM ولا تلتقط أي تشويش، أو تدخل كما يحصل عادة مع الكابلات التناظرية. وإذا كنت لا تملك حتى وصلة رقمية، يمكن الحصول على الإشارات حتى 1080p عبر كابلات الأجزاء والمكونات. وتبقى نتيجة جودة الصورة جيدة أيضا.

ولكن إذا ما نزلت إلى كابل من نوع أقل جودة مثل كابل «إس فيديو»، أو من النوع المفرد، أو «آر سي إيه» المركب زالت الإشارة العالية الوضوح. في أي حال اطلب أقصر الكابلات التي تلبي التوصيلات التي ترغبها، لأن العقد والملفات الزائدة من الكابلات قد تلتقط التشويشات وتشوه الإشارات التناظرية، كما أن جودة الصور قد تضعف كلما ازداد طول الكابل، لا سيما إذا كان هذا يمتد على طول الغرف. وبمقدور الكابلات السميكة تحسين النوعية، لكن الفرق الكبير تجده في سلك مكبر الصوت. لذلك فكر في شراء كابل سميك لذا كنت تخطط لمده عبر مسافة 50 قدما أو أكثر.

وإذا ما أخذت في الاعتبار هذه النقاط بدلا من البحث عن اسم معروف حصلت على فيديو وصوت جيدين بسعر معقول.

* مؤثرات على الشاشات

* هل تعاني الشاشات من الحروق وعدم زوال الأشكال المعروضة عنها؟ الجواب خطأ.

الحروق لم تعد مشكلة خطيرة بالنسبة إلى التلفزيونات العالية الوضوح. فقبل سنوات كانت الرسوم (غرافيكس)، وشعارات الشبكات التلفزيونية، وألعاب الفيديو وغيرها ذات الآثار الساكنة تخلف وراءها تآكلات غير متساوية على شاشة التلفزيون. فإذا تركت جهازك مفتوحا على محطة ما تعرض مثل هذه العناصر الثابتة لساعات طوال في كل مرة، يمكن رؤيتها ماثلة للعيان عندما تحاول مشاهدة المحتويات الأخرى. وكان الجيل الأول من شاشات البلازما الأكثر تعرضا لهذا التأثير. أما شاشات البلور السائل والأنواع الأخرى من التلفزيونات فلم تتعرض لمثل هذا التأثير. كما أن شاشات البلازما الحديثة ابتكرت إجراءات فعالة ضد هذه المشكلة. فإذا اشتريت جهازا جديدا لا تقلق من الحروق هذه. ومشاهدو تلفزيون البلازما قد يواجهون احتباسا مؤقتا للصورة مما قد يبدو كما لو أنه حرق، لكنه يزول في النهاية.

* تزامن الصورة والصوت

* التلفزيون عالي الوضوح قد يسبب مشكلات تزامنية مع الصوت أثناء ممارسة الألعاب؟ الجواب نعم.

بعض الألعاب يتطلب توقيتا دقيقا بين الصوت والرسوم على الشاشة. فإذا كان الاثنان غير متجانسين فالسبب يعود ربما إلى أن التلفزيون يعالج صورة إضافية، في الوقت الذي يجري فيه توجيه الصوت مباشرة إلى جهاز الاستقبال. ونتيجة إلى ذلك تتباطأ الصور، في حين يجري بث الصوت قبل أوانه. وقد تعود المشكلة إلى بعض الألعاب فقط. لكن يمكن تشغيل معالجة فيديوية إضافية في نظام الوظائف والمهام في التلفزيون لحل هذه المشكلة، أو يمكن اللجوء إلى الصوت بحيث إن المستقبلات غالبا ما تخير المستخدمين لإضافة تعويض خاص بالتأخير الحاصل.

* تلفزيون مزود بمعدل إنعاش سريع هل هو أفضل من تلفزيون بطيء؟ الجواب نعم.

قام البائعون في السنوات الماضية بتسويق أجهزة تلفزيون بمعدلات إنعاش refresh rates تبلغ 120 و240 هرتز وأكثر، بغية زيادة سلاسة الحركة عن طريق تعزيز معالجة الصورة. في أي حال قد نصادف أحيانا تلفزيونات بمعدل إنعاش عال تبدو صورها أكثر اهتزازا من أجهزة 60 هرتز. ومثل هذا التناقض ناتج، لأن أداء الحركة السلس يعتمد على العمل المشترك بين معدل الإنعاش ولوغاريتمات البرمجيات داخل الجهاز. لكن في التلفزيونات الثلاثية الأبعاد الآتية إلى الأسواق قريبا، سيلعب معدل الإنعاش دورا مهما في جودة الصورة ونوعيتها. وأحد الأساليب المعتمدة في ذلك هو إدخال إشارة 120 هرتز وتكرارها.