جهاز تحكم واحد يدير كل العمليات في غرف الفنادق والبيوت

منبه ومشغل للتلفزيون والإضاءة يتواصل مع الإنترنت

TT

كان يتفحص بضعة أجهزة تحكم وتشغيل تعمل عن بعد، لكنه يملك واحدا منها من نوع «الماستر» الذي يمكنه تشغيل التلفزيون، ومشغل «بلو - راي»، وتعتيم الأضواء، وإقفال الأبواب، وإغلاق الستائر، وتعديل درجة الحرارة. قد يبدو الأمر بعيد التحقيق، لكن عام 2062 قد حل باكرا.

يقول ويل ويست إن شركته «كونترول4»، التي أسسها ويديرها، سجلت عائدات بقيمة 70 مليون دولار في العام الماضي، عن طريق بيع نظم الأتمتة المنزلية عن طريق 1600 وكيل موزعين في أرجاء الولايات المتحدة. ويوظف فندق لاس فيغاس الجديد «أريا ريزورت آند كازينو» المؤلف من 4000 غرفة أحدث التقنيات للترحيب بنزلائه عن طريق نظام «كونترول4». فهو يشغل التلفزيون أوتوماتيكيا لدى دخولك الغرفة، ويرحب بك باسمك على شاشة التلفزيون.

ويقول ويست في حديث لصحيفة «يو إس إيه توداي»، إن شركته حققت أرباحا كبيرة في العام الماضي عندما كانت الأوضاع الاقتصادية سيئة جدا. وهذا دليل على أن أتمتة البيت الرقمي حقيقة قائمة. وويست ليس دخيلا على عالم الأتمتة، فقد كان يعمل في هذا المجال منذ أوائل التسعينات، عندما تخلى عن وظيفته في «بروكتر آند غامبل» ليفتح عملا صغيرا في المبيعات في سولت لايك سيتي مع صديق له، متخصص في تركيب مفاتيح الإضاءة والتدفئة للزبائن الميسورين. وتطور ذلك المحل «أودشن» إلى «فاست» لتركيب نظم الأتمتة في المنازل، لكن سرعان ما فقد ويست وشريكه إريك سميث الهيمنة على شركتهما لحساب مستثمرين خارجيين.

سرعان ما حول ويست اهتمامه إلى صناعة الفنادق والمنتجعات، خاصة فنادق «ماريوت»، وما تستطيع الأتمتة أن تفعله لغرف الفنادق. لكن «ماريوت» لم تكن مهتمة كثيرا بذلك. لكنها اتفقت مع ويست على تركيب النطاقات العريضة في غرف فنادقها. وهذا ما ساعد على تأسيس شركة تركز على هذه الفكرة في أواسط التسعينات. وفي عام 2003 أطلق «كونترول4» مع سميث شريكه من «فاست». وعلى الرغم من أنه ليس مهندسا عبقريا، فإنه كان يملك خبرة أولية في البرمجة. واستطاع تطوير هذه الخبرة. ففي فندق «أريا» مثلا حالما يفتح الضيف باب غرفته تضاء الأنوار والتلفزيون أوتوماتيكيا وتنفتح الستائر. كما تتيح هذه التقنية للنزلاء تشغيل منبه الاستيقاظ الصباحي في الساعة السادسة والنصف مثلا، ليشتغل التلفزيون بعد ذلك بخمس دقائق، والستائر بعد ذلك بدقيقة واحدة، والستائر بعد 14 دقيقة.

كل ذلك يجري عن طريق لوحة تعمل باللمس بجانب السرير تشبه إطار الصور الرقمي. ويمكن للضيوف عن طريقها طلب خدمة الغرف، وتعتيم الأضواء، وحتى الكشف على جدول مواعيد الرحلات الجوية، كل ذلك يجري بواسطة مزيج من اللاسلكي، والأشعة تحت الحمراء، والإنترنت، يدار كله عن طريق علبة «كونترول4»، فهذا يعتبر بيانا ترحيبيا كبيرا بالنزلاء، كما يقول ويست.

وكان الضيوف في البداية حذرين، أو يهابون استخدام الأتمتة هذه، حتى قامت إدارة الفندق بوضع بطاقات في الغرف تتضمن إرشادات بسيطة. فالأمر أسهل بكثير من تشغيل الكومبيوتر المنزلي. والتقنية هذه المعروضة في فندق «أريا» متوافرة حاليا في بعض المنازل أيضا، وفي محلات مثل صالات «منغوليا» للعرض التابعة لـ«بيست باي»، وغيرها، إذ كان هم ويست تسويق جميع الإمكانيات. لكن بيل أبلوندي المحلل في «بارك أسوسيتس» يقول إن «التثقيف هو أمر مكلف ويستغرق زمنا حتى يعتاد الناس على الأمور الجديدة». وتقوم «منغوليا» حاليا ببيع وتركيب نظم «كونترول4» في 53 مخزنا، وهي تنوي توسيع العمل هذا ليشمل 380 مخزنا في نهاية العام الحالي، استنادا إلى ستيف ديلب كبير المديرين في «منغوليا»، الذي يضيف أن «المستهلكين الحاليين أكثريتهم من الميسورين، لكن الأمر بات يعتدل وينتظم ليشمل الجميع»، «وكلفة النظم تتراوح بين 899 ومليون دولار»، على حد قوله.

والجديد بالنسبة للعام الحالي هي المنتجات من «سوني» و«بايونير» و«إل جي» و«باناسونيك» التي شيدت كلها تقنية «كونترول4» في أجهزتها التلفزيونية، ومشغلات «بلو - راي»، والهواتف الجوالة.

ويستخدم ويست هذه التقنية لكي يقنع أولاده بالذهاب باكرا إلى النوم الذي كان تحديا كبيرا بالنسبة إليه. فهو بات الآن يمنحهم تحذيرا مدته 15 دقيقة ليختاروا بين الاستماع إلى الموسيقى، أو تلاوة كتاب يقرأ عليهم عبر مكبر الصوت في غرفة النوم الذي يلتقط الإذاعة من مستقبل في الدور الأرضي، قبل أن ينقر على زر لتخفت الأنوار، وتبدأ هذه التسلية التي تستمر حتى الساعة الثامنة مساء. ويعلق هنا بقوله «أستخدم التقنية كدعامة لي، ولكنها دعامة مسلية ومفرحة».

ومن مميزات التقنية السماح بمراقبة الأولاد المراهقين، ومتى يأوون إلى المنزل، عن طريق استخدام مستشعرات تستطيع إرسال بريد إلكتروني إليه أينما كان في رحلة عمل.

وللتقنية هذه تطبيقات للعناية بكبار السن، ومراقبة مواعيد نومهم، وتناولهم لأدويتهم، مما يعني توفيرا كبيرا بدلا من جلب ممرضين مختصين لهم. ويمكن للتقنية هذه توفير الطاقة بحيث يمكنها إبلاغ رشاشات الماء في الحدائق مثلا متى تعمل، خاصة في الجو الحار فقط، وغياب المطر، أو لدى اندلاع حريق.