طابعات مرتبطة بالإنترنت.. يمكن تشغيلها من أي مكان

يمتلك كل منها عنوانا إلكترونيا مستقلا

TT

أعلنت شركة «هيوليت - باكرد» (إتش بي) عن بادرة جديدة كبيرة، ومجموعة واسعة جدا من الأجهزة الجديدة التي تمكن المستخدمين ببساطة الطباعة من أي جهاز، إلى طابعة مرتبطة بالإنترنت، عن طريق استخدام البريد الإلكتروني.

وتقوم الفكرة على إعلان للطباعة السحابية التي أعلنتها «غوغل» في أبريل (نيسان) الماضي تدور حول إعطاء كل طابعة عنوانا مستقلا للبريد الإلكتروني خاص بها. وبذلك يستطيع مالك الطابعة، أو أصدقاؤه، أو أقاربه، أو زملاؤه، طباعة الوثائق عن طريق إرسالها بالبريد الإلكتروني من هاتف ذكي، أو جهاز لوحي، أو أي جهاز آخر الذي يسمح بذلك. وهذه التقنية التي تدعى «إتش بي إي برينت» تقضي على الحاجة لتركيب المشغلات، وتمكن من القيام بمجموعة من التطبيقات والخدمات.

والطابعات الجديدة هذه التي كشفت عنها «إتش بي» مؤخرا مع تقنية «إي برينت»، بمقدورها الاتصال مباشرة بخدمة «غوغل» السحابية «غوغل كلاود» عن طريق استخدام واجهة التفاعل على الشاشة العاملة باللمس. وهذا يعني أن بمقدور المستخدمين طباعة وثائق «غوغل» (غوغل دوكس) مباشرة من السحاب، من دون استخدام كومبيوتراتهم المكتبية، إضافة إلى مسح الوثائق مباشرة وإرسالها إلى حساب «غوغل دوكس». أما خدمات «غوغل» الأخرى مثل «كاليندار» و«بيكاسا» الخاصة بالصور فهي مدعومة أيضا. وعلى النمط ذاته يمكن لمستخدمي «بوكس. نت» و«دوكستوك» استرجاع الوثائق ودفعها إلى السحاب ومنه، عبر تطبيقات جديدة للطباعة.

والمجال الآخر الذي تقوم «إتش بي» بسبر غوره مع فكرة «إي برينت» هو التسليم المجدول. وهذا يتيح للمستخدمين طباعة المحتويات في أوقات محددة. ومثال على ذلك طباعة الصحف اليومية صباح كل يوم، بحيث يمكن اصطحابها معهم على القطار أثناء توجههم إلى أعمالهم. وكانت قناة «MSNBC» الإخبارية قد سجلت كشريك لإطلاق هذه الفكرة، كما أن «إتش بي» قد وحدت جهودها مع «ياهو» لبيع الإعلانات التي من المعتقد أنها ستشمل مزيجا من الإعلانات المحلية والقسائم الترويجية التي تلائم هذا السياق.

وفيما يتعدى الإنتاجية والأخبار تشمل التطبيقات الأولية «فيسبوك» لطباعة الصور والأحداث، وكذلك «ماب كويست» لطباعة الخرائط والاتجاهات. وترى «إتش بي» أيضا فرصة كبيرة لتأمين أنواع مختلفة من النشاطات للآباء والأمهات والأولاد، كما سجلت مع «كرايولا» بالنسبة إلى الصفحات الملونة، ومحطة «بي بي إس» التلفزيونية لطباعة تشكيلة من المواد الثقافية.

أما بالنسبة إلى حجم السوق فتتوقع «إتش بي» أن تشحن عشرات الملايين من الطابعات الموصولة إلى الشبكة نهاية العام المقبل. أما في الوقت الحالي فيبدو أن المطورين مهتمون بإنتاج تطبيقات للدخول إلى «طقم تطوير البرامج» التابع إلى «إتش بي».

وإلى جانب بيع الطابعات، فإن «إتش بي» بحاجة إلى بيع الحبر. فمع تحول المزيد من الوثائق إلى الصيغ الرقمية، وقيام الهواتف الذكية بالحلول محل الوظائف السابقة للطابعات، فإن «إتش بي» بحاجة إلى أساليب جديدة لتوسيع استخدامات الطابعة. ويبدو أن الطابعات الموصولة إلى الإنترنت تملأ هذه الحاجة بأساليب جديدة. فهي تتصل أولا بالمجال السحابي الخاص برجال الأعمال الذي ينمو باطراد، وبالتالي تسهل لهم حياتهم. ثانيا إن مبدأ «البريد الإلكتروني إلى الطابعة» يملك القدرة على استحداث أساليب جديدة من الاستخدامات، سواء على صعيد المستهلكين، أو رجال الأعمال الراغبين في القيام بأمور مثل طباعة الصور والأخبار.

وأخيرا هناك فرص أخرى أيضا بالنسبة إلى المطورين لإنتاج تطبيقات دائمة، ربما ليس بالنطاق الذي شاهدناه على صعيد الأجهزة الجوالة، ولكن مع وضع «إتش بي» كل مستقبل طابعاتها في خانة التواصل مع الشبكة، فإنه يمكن المراهنة بأننا سنرى بعض الرابحين الكبار الذين سيبرزون من مجموعة المطورين هؤلاء.