برنامج إلكتروني.. يسهل على المسافرين وضع برامجهم السياحية

يستخدم صورا التقطها ملايين السياح

TT

ربما يستطيع السياح الذين يفكرون في كيفية قضاء وقتهم بإحدى المدن الحصول على مساعدة من برنامج جديد طوّره باحثون في موقع «ياهو»، يعتمد على قاعدة بيانات للملايين من الصور المحمّلة على موقع «فليكر» لعمل دليل مفصل عن الأماكن التي يُنصح بزيارتها، ووضع برنامج هذه الزيارة.

وتقول مونمون دي شودري، التي عملت على المشروع مع زملاء لها من مختبرات «ياهو» البحثية في نيويورك ودول أخرى، والتي تعمل حاليا في جامعة ولاية أريزونا في تمب، في حديث نقلته مجلة «تكنولوجي ريفيو» الأميركية: «إذا كان لدي يومان سأقضيهما في روما، على سبيل المثال، فعلي حاليا قضاء ساعات لتصفح مواقع على الإنترنت مثل تطبيقات الأسفار (ياهو ترافل) والبحث عن خرائط على شبكة الإنترنت من أجل الوصول إلى دليل بسيط لقضاء الوقت. وقد فكرنا في استخدام ما يقوم به الناس».

مدن عالمية وتؤدي هذه الوسيلة مهمتها على خمس مدن: برشلونة ولندن ونيويورك وباريس وسان فرانسيسكو. وللوصول إلى المقترحات المطلوبة، تقوم هذه الخدمة بالتعرف على تحركات السياح بين المقاصد داخل هذه المدن من خلال الملايين من الصور التي جرى تحميلها على موقع «فليكر» خلال أكثر من ثلاثة أعوام.

وقد استُخدمت في هذه الخدمة بيانات جغرافية أضافها مستخدمون من أجل تحديد المقاصد التي قام كل مستخدم بزيارتها، مع إشارة إلى قوائم المقاصد السياحية داخل المدن اعتمادا على «ياهو ترافيل» و«لونلي بلانيت». ويظهر فيها مقدار الوقت الذي تم قضاؤه داخل كل مقصد ومقدار الوقت المستغرق في السفر بينها. وجرى استثناء صور التقطها أشخاص من غير السيّاح عن طريق دراسة الصور التي تغطي مساحة من الوقت أقل من أسابيع قليلة.

وعلى الرغم من أن مجموعة البيانات المستخدمة ليست عامة، فستكون متيسرة لإعادة إنتاج كل شيء تقوم به الخدمة باستخدام واجهة برمجة التطبيقات العامة في «فليكر»، حسب ما تقوله دي شودري.

وقامت دي شودري مع زملائها بتطوير واجهة تفاعل بسيطة يمكن استخدامها لإنتاج تفاصيل تتيح ملء عدد محدد من الأيام داخل مدينة ما. وتستخدم بيانات «فليكر» لملء الوقت المتاح بزيارات إلى المقاصد الأكثر شعبية وتحديد كمية الوقت التي يجب قضاؤها في كل من هذه المقاصد على حده. واختير برنامج الزيارات لتقليل وقت السفر.

اختبار النتائج واختُبرت جودة النتائج من خلال أكثر من 450 مستخدما لموقع ميكانيكال تورك التابع لـ«أمازون» وهو منبر يستخدم أعدادا كبيرة من الناس لأداء مهام بسيطة نسبيا. ولضمان أن الناس الذي يجرون التقييم يعرفون شيئا عن المدينة محل النظر، يُطلب منهم تحديد صورة مقصد صغير نسبيا لكل مدينة. وعلى سبيل المثال، عُرضت صورة لـ«بون نيوف» لباريس.

ويقدّم أحد الاختبارات للمشاركين دليلين: دليل من صور «فليكر» ودليل يعتمد على شركة سفر بالمدينة نفسها. وتقول دي شودري: «في الواقع يجد معظم الناس أدلتنا أفضل من أدلة الشركات السياحية. ويقول 70 في المائة إن أدلتنا أفضل بدرجة كبيرة». وفي اختبار ثانٍ، جرت المقارنة بين دليل من خلال هذه الخدمة ودليل شركة سياحية، ووُجّهت سلسلة من الأسئلة عن مدى مناسبة المقاصد المقترحة والوقت الذي سيقضى في كل منها ووقت الانتقال بينها. وحقق الاثنان نتائج متشابهة في كل الأدلة.

وقد عمل فابين غيراردين، المؤسس المشارك لـ«ليفت لاب»، وهي وكالة بحث تقني مقرها سويسرا، أيضا على التعرف على تحركات الناس من صور «فليكر»، مع استخدام النتائج لتقييم شعبية أعمال فنية عامة داخل نيويورك. ويقول عن عمل باحثي «ياهو»: «إنهم يستخدمون هذا الاتجاه بصورة أفضل قليلا عن طريق تحويل ما يمكن استخلاصه إلى معلومات يمكن للناس استخدامها». ويضيف غيراردين أن من الممكن الذهاب إلى ما هو أبعد عن طريق عمل أدلة أكثر تحديدا. ويقول: «يتحدثون عن السائح العام، ولكن توجد الكثير من الوسائل لرؤية مدينة».

وتقول دي شودري إن التخصيص هو الخطوة المنطقية المقبلة. وتضيف: «ربما تكون الأدلة الحالية جيدة إذا كانت هذه هي المرة الأولى التي تذهب فيها إلى مكان ما، ولكن ربما يريد بعض الناس البقاء في صالات عرض طوال الوقت والتركيز على مواقع تاريخية». ومع ذلك، يقول غيراردين إنه «في النهاية من المحتمل أن لا يتبع الكثير من الناس هذه التعليمات. ولكن، لا يعني ذلك أنها غير مفيدة.. إنها مثل النشرة الجوية، التي تربط بين المعلومات وأشياء أخرى من حولنا».