تصاميم ثورية.. لمكتب المستقبل

جوالة و«رياضية» معززة بتقنيات العرض وسهولة التفاعل مع الكومبيوتر

المكتب «المحلق»
TT

هل سيمكننا يوما ما استبدال السكرتيرات بروبوتات نسائية، أو أن تتضاءل ساعات عملنا اليومي إلى 4 ساعات؟ ربما لا. لكن يحتمل أن يحمل مكتب المستقبل طابعا ألطف مما هو عليه الآن، حتى إن لم تطور أحزمة نفاثة تنقلك إلى موقع العمل، كما يقول خبراء في مجلة «بي سي ورلد» الإلكترونية. وفي ما يلي نظرة على تقنيات مكاتب العمل، الحقيقية والمتخيلة.

* مكاتب جوالة ورياضية

* إن كان مكتبك داخل المنزل لا يعدو في حقيقته أكثر من طاولة صغيرة، أو سطح مكتب داخل غرفة محشورة، فإن «أوفيس بود» OfficePod يوفر لك سبيلا نحو التمتع بمزيد من الرحابة.

«أوفيس بود» عبارة عن مكتب يمكن نقله، وهو مثالي لوضعه في الفناء الخلفي للمنزل، حيث تقل مساحته قليلا عن 7 أقدام في 7 أقدام.

(2.1x 2.1 متر) وهو فسيح بما يكفي لاستيعاب شخص يعمل على المكتب. ويتوافر هذا المكتب داخل بريطانيا، وقد يعمل «أوفيس بود» كمنزل صغير لاستقبال الضيوف أيضا. ولا يعتبر الجلوس خلف المكتب طيلة ثماني ساعات خلال أيام العمل نمطا لحياة صحية. لذا لماذا لا تعمد إلى حرق الدهون في جسدك أثناء العمل؟ تعد «ووك ستيشن» WalkStation مزيجا من آلة المشي (الممشاة) الكهربائية ومكتب العمل، حيث توفر لك فرصة الاستمتاع بتنشيط القلب داخل المكتب.

تضم «ووك ستيشن» جهاز تحكم يمكِّن المستخدم من تعديل سرعة سير الممشاة وارتفاع الجهاز وغير ذلك من العناصر. تبلغ أقصى سرعة لتحرك الممشاة ميلين (3.2 كلم) في الساعة - مما يعكس عملية المشي بخطى سريعة.

* «مكتب التحليق»

* تهتم محطة العمل هذه، التي تشبه مركبة فضائية، وتستخدم داخل مكان العمل أيضا بالمساحة الشخصية. وقد تولى ماركوس وارد كوران تصميم هذه الوحدة، وتضم غطاء متحركا تتضاعف مساحته ليتحول إلى شاشة فيديو، على غرار الشاشة السينمائية التي تتخذ شكل قبة. ويعرض جهاز عرض مدمج في الوحدة جلسات لمؤتمرات عبر الفيديو - أو عروضا ترمي لتحسين حالة المزاج الشخصي - على الجدران الداخلية للغطاء. كما تضم الوحدة سماعات وإضاءة مدمجة بها.

* التفاعل بالملامسة

* يوفر كومبيوتر السطح الذي ابتكرته «مايكروسوفت» ويعرف باسم «مايكروسوفت سارفيس» (Microsoft Surface) لنا إمكانية اختلاس نظرة على مستقبل التفاعل بين الإنسان والآلات. يتميز هذا الحاسب بقدرته على الاستجابة لإشارات اليد والأجسام الموضوعة على شاشته. ويعد «مايكروسوفت سارفيس» عنصرا محوريا في لوحات الإعلانات والدعاية بمختلف أرجاء العالم.

بمرور الوقت، من المتوقع هجرة تقنية الحواسب الآلية السطحية إلى المكاتب والكومبيوترات الشخصية، أيضا، الأمر الذي ربما يقضي على أهمية الفأرة ولوحة اللمس.

وإضافة إلى ذلك يمكن توظيف التقنيات الهولوغرافية في تطبيقات متنوعة، ففي جزء مستقبلي من فيلم «أفاتار» ثلاثي الأبعاد، يعتمد العاملون في المكاتب على صور هولوغرافية للتخطيط لشن هجومهم على «شجرة الأرواح». في الوقت الذي لم تدمج التقنية الهولوغرافية تماما في التيار الرئيسي من الأجهزة الحديثة؛ فإنه يجري الاعتماد عليها اليوم في بعض التطبيقات التعليمية والتدريبية، خاصة في صناعتي الفضاء والدفاع. في نهاية الأمر، ربما تستخدم الحواسب الآلية المكتبية هذه التقنية.

* مكتب مرن

* يواجه الشكل التقليدي للمكاتب انتقادات من جانب بعض الذين يرون أماكن العمل، صندوقية الشكل والمغلقة نسبيا، باعتبارها رمزا يخلو من الحياة لثقافة العبودية التي تسود قطاع الشركات، مقابل الحصول على أجر. وهنا، يظهر نظام «نول إيه 3» (Knoll A3) المكتبي في محاولة لإعادة رسم أماكن العمل، من خلال طرح ألوان أكثر إشراقا وتصاميم جذابة. وتشجع الجدران شبه الشفافة على التواصل بين العاملين، وتضفي عليهم شعورا مريحا، شبيها بشعور المرء داخل خيمة في الغابة، وذلك على حساب تقليص مساحة الخصوصية قليلا. لكن التساؤل هو: ما هو حجم الخصوصية الحقيقية التي توفرها المكاتب التقليدية على أي حال؟

* المكتب المرمري

* ربما يبدو تصميم مكتب «غلوبوس» (Globus) أشبه بجزء مقتطع من فيلم «2001: رحلة أوديسل الفضاء» أو «الرجال ذوي السترات السوداء»، لكن هذا لا يعني أن هذه القطعة المرمرية البيضاء اللامعة ليست جزءا عمليا من أثاث المكتب.

ليس عليك سوى دفع الغطاء إلى الخلف ليتكشف أمامك كرسي دائري مريح، ومنضدة دائرية يمكنك العمل عليها. ويؤكد المصمم مايكل فان دير كلي، صاحب الفكرة، أن «غلوبوس» مثالي بالنسبة للمكتب والمنزل، ولا شك أن هذا التصميم يضفي معنى جديدا على مفهوم «سكان الفضاء»!

* المكتب «المدولب» يعيد هذا المكتب المثبت على عجلات، النظر في فكرة أن المكتب الثابت هو الأمثل - وأن أروقة المكاتب ممرات آمنة للسير فيها. «سكوت» (Scoot) هو عبارة عن مكتب يقوم على عجلات، مزود بمساحة تخزين شخصية، ومساحة لمكتب لسطح المكتب، ومقعد مرن (لكنه يفتقر إلى مسند خلفي). وبمقدور العاملين التجول في مختلف ممرات المكان على مكاتبهم.

* المكتب البيضاوي

* يشكل هذا نموذجا آخر للمكاتب شديدة الصغر، الصالحة للمنازل الصغيرة، ويشبه في تصميمه طاولة دائرية الشكل. يعرف المكتب باسم «أورب» (Orb)، وهو مكتب بيضاوي الشكل يستند إلى أربعة قوائم - ما يجعله ملائما للحدائق أو المناطق المعرضة لخطر الفيضانات. ويتميز المكتب بجدران زجاجية، ونوافذ توفر قدرا وفيرا من الإضاءة الطبيعية خلال أوقات النهار. ولا شك أن الشكل البيضاوي المميز للمكتب سيلفت أنظار الجيران إليك.

* كومبيوترات فوضوية

* في فلم الإثارة المستقبلية «ماينوريتي ريبورت»، ربما نشاهد الشرطي الذي مثله الممثل توم كروز يحارب الجريمة، وهو يرتدي قفازات من نوع خاص، تمكنه من فتح كومبيوترات آلية مكتبية، والاطلاع على البيانات بها بمجرد الإشارة - في خطوة تمتد لما هو أبعد بكثير عن شاشات اللمس ولائحة المفاتيح والفأرة. ولا شك أنه سيكون من الطريف مشاهدة هذا الشرطي، وهو يحرك يديه على نحو يجعله أشبه بقائد الأوركسترا لينظم سيمفونية من عروض البيانات على شاشات الكومبيوترات الآلية المكتبية.

* مدن عائمة

* إنه القرن الـ22، وقد تسبب ارتفاع منسوب المياه في المحيطات إلى إغراق المناطق الساحلية من العالم، مما خلق الحاجة إلى بناء مدن عائمة قادرة على البقاء في أعالي البحار - هذا أحد السيناريوهات المتوقعة للمستقبل من جانب موقع FutureTimeline.net المعني بوضع تصورات مستقبلية. في إطار هذا السيناريو، سيعمل الإنسان ويعيش على متن سفن ضخمة.

وأخيرا هل يراودك حنين إلى التصورات التي ظهرت في الماضي تجاه المستقبل؟ من بين التصورات التي ظهرت في ما مضى حول ما سيكون عليه المستقبل ما تضمنه «المعرض الدولي» (وورلدز فير) عام 1964، الذي تضمن هاتفا أرضيا ذا قرص ولوحة من شاشات التلفزيون الثابتة - ناهيك عن الألوان الصارخة والتصميمات البلاستيكية الجذابة، والسكرتيرة التي ترتدي قبعة وقفازات بيضاء، وتبدو كما لو أنها هبطت للتو من على متن طائرة في عام 1970!