تطويرات مبدعة للجيل المقبل من «بلوتوث»

تسهل التواصل بين المعدات الطبية ومع الأجهزة الإلكترونية أثناء التجوال

TT

قيل القليل عن الإصدار الثاني لـ«بلوتوث»، وربما قد يجري الإعلان عن ذلك بشكل مكثف إذا ما تم توزيع منتجات كافية منه إلى المخازن والمحلات. ولا تدرك غالبية الناس ما تستطيع «بلوتوث» أن تفعله، لكن لحسن الحظ يدرك صانعو أجهزتها إمكانياتها الكبيرة، وشرعوا لذلك في توسيع بيئتها من التطبيقات التي يقومون بدعمها.

وبداية فإن كلمة «بلوتوث» هي كلمة غريبة لجهاز غريب تقوم بإدخاله في الأذن. وأصبحت هذه الكنية، الوصف المعتمد للاتصالات من دون استخدام اليدين. لكن آن لهذا الأمر أن يتغير، فقد أصبحت الكلمة مهيمنة على أكثر من صناعة واحدة.

ويقول جاك كوراو المدير العام لمجموعة «كارزا» في حديث لمجلة «تيك نيوز وورلد»: «لقد تحول الأمر إلى عاصفة كاملة. فقد نضجت التقنية، وانخفضت الأسعار، وباتت حياة البطارية طويلة بما فيها الكفاية بحيث الاستغناء عن الكثير من المنتجات».

* تطويرات جديدة

* وشرعت «بلوتوث» بتعزيز تنافسيتها عن طريق منتجين جديدين هما «بلوتوث 3» الذي جرى طرحه على شاكلة 802.11، و«بلوتوث 4» التي طرحت نمط LE المنخفض الطاقة.

وتباع اليوم مليار شريحة إلكترونية يوميا من «بلوتوث»، ما يعني مستقبلا، نموا هائلا في الحجم، كما يقول نيك هن الخبير بهذه التقنية وأحد المتحمسين لعالمها اللاسلكي، الذي أضاف أنه من المقرر أن تصبح «بلوتوث» أكثر هيمنة على صعيد التقنية اللاسلكية القصيرة المدى، مع إطلاق أحدث المواصفات الخاصة بالطاقة المنخفضة.

وأوضح هن «أنها هي الآن في موضع يخولها تغيير أسلوب تصميم المنتجات، بحيث يمكنها التواصل مع الجيل المقبل من الهواتف الجوالة وغيرها من الأجهزة، فضلا عن نقل المعلومات إلى تطبيقات على الشبكة، أو تنزيل تطبيقات على هذه الهواتف، بحيث عندما تمارس الألعاب، أو التدريبات الرياضية، يمكن لهذه المعلومات أن تظهر أوتوماتيكيا على موقع الشبكة».

وإلى جانب تمكين المنتجات الاستهلاكية من التواصل أوتوماتيكيا مع صفحات الشبكة، فإن لـ«بلوتوث LE» المنخفض الطاقة، القدرة على تقرير المسافة بين الجهازين. كما يمكن استخدامها كمنفذ لإقفال هاتفك من بعيد، أو الدخول إلى منزلك، أو مكتبك، أو كجهاز إنذار إذا ما نسيت هاتفك أو جهاز «بي سي» في المكان الذي كنت فيه، كما يوضح هن.

* أنواع «بلوتوث»

* وفي الواقع تتوفر 3 أنواع من «بلوتوث»: العالية السرعة، والمنخفضة الطاقة، والكلاسيكية، على حد قول مايكل فولاي المدير التنفيذي لـ«بلوتوث إس آي جي». وهي لا تجعلك تفكر أن التقنية هذه محصورة باستخدامات الهاتف، وأجهزة الكومبيوتر (بي سي) فقط، بل يكفي إلقاء نظرة على التشكيلة الواسعة من الصناعات التي شرعت تعتمدها، والتي تراوح بين صانعي الأحذية الرياضية، والمستشفيات.

* اتصالات طبية

* ويقول هن إن هيئة «كونتينيو آلاينس» الطبية شرعت سلفا في استخدام «بلوتوث» المنخفضة الطاقة كوسيلة لاسلكية لنقل المعلومات بين أجهزة شبكتها المحلية. وهذه الهيئة هي المؤسسة الرسمية التي توصي بالمواصفات والمقاييس والتقنيات الخاصة بصناعات قطاع العناية الصحية.

وأضاف «أن المنتجين لا ينظرون إليها كوسيلة تستخدم في الأجهزة الطبية مثل الميزان، أو مقياس ضغط الدم، ومقياس مستوى السكر فحسب، بل أخذها بعين الاعتبار أيضا في اللاصقات ومواد التجبير والأردية التي تتضمن مستشعرات مشيدة داخلها».

* استخدامات متنوعة

* وتستهوي «بلوتوث» سوق الطاقة الذكية أيضا. فمع وجود أكثر من 50 مقياسا مختلفا، فإنها مثالية للمقاييس الذكية وشاشات العرض، خاصة تلك العاملة منها بالبطاريات. والغريب في الأمر كما ذكرنا آنفا أن غالبية الناس تملك «بلوتوث» على أجهزتها، لكنهم لا يدركون مدى ما يمكن أن تقوم به من إنجازات.

وأحد الأمثلة على ذلك «بلوتوث 3.5+HS» التي تعني السرعة العالية، والتي تتيح العمل بشكل وثيق مع الشبكة اللاسلكية المحلية (LAN)، ونقل الملفات لاسلكيا بسرعة عالية جدا، كما يقول أوشيكيوبو. وهذا ما يتيح نقل ملفات الأفلام السينمائية بسرعة من الهواتف الذكية إلى أجهزة الكومبيوتر.

أما «بلوتوث 4.0» فتضيف بعض الزخم إلى أجهزة الطاقة المنخفضة الطاقة، كبعض المستشعرات الطبية والخاصة باللياقة البدنية، مما يعني توسيع رقعة تطبيقاتها.

وفي الواقع هناك 3 مبادرات جديدة تتعلق بهذه التقنية وهي: لاسلكية، وعمليات كومبيوتر سحابية، وخاصة بالسوق الطبية، استنادا إلى كاروا. لكن يبدو أن «بلوتوث» هي أكثر انتشارا مما تدل قراءة لائحة قصيرة كهذه. ويقول كريغ أوشيكيوبو من «برودكوم»: «إنه ما من تقنية لاسلكية أخرى تقدم مثل هذه المرونة والنضوج والقوة مثل التي تقدمها (بلوتوث) عبر مجموعة واسعة من المنتجات المتنوعة. ولهذا السبب نعتقد أن المستهلكين سيشرعون أكثر فأكثر بالبحث عن أجهزة مزودة بهذه التقنية إمعانا في المرونة وسهولة الاستخدام». وتدور بعض التكهنات حول التهديد الذي تمثله «(بلوتوث) لشركة (سريوس)، التي تقدم خدمات راديو الأقمار الصناعية في السيارات، بعد قيام عالم السيارات بالتوجه أكثر نحو راديو الإنترنت، والتواصل مع الشبكة، ومن ثم (بلوتوث)».

وكان التشريع القاضي بتحرير اليدين أثناء قيادة السيارات قد أرغم السائقين في أميركا على شراء وحدات «بلوتوث» لاستخدامها في سياراتهم، وجعل الجمهور يتعرف على هذه التقنية، كما يقول آدم أورتيغا الذي يتعامل بالأجهزة اللاسلكية الخاصة بالسيارات الذي أضاف أن مثل هذه الثقافة ستؤدي بالمستهلكين إلى اكتشاف الأساليب الأخرى التي تستخدم بها «بلوتوث» في حياتهم اليومية، إضافة إلى استخدامها في سياراتهم.

* خرق الخصوصية

* و«بلوتوث» خلافا إلى «واي - فاي» لا تقوم بالبحث عن الأجهزة التي تتصل بها، كما يوضح مايكل فوليه الذي أضاف «مع تقنية (بلوتوث 4.0) يجري نقل المعلومات والبيانات عند الضرورة فقط. وهذه فائدة كبيرة للمقتصدين بالطاقة». يكفي فقط تركيب بطارية صغيرة بحجم قطعة النقد الصغيرة، كالتي تشغل الساعات، لتشغل «بلوتوث» طوال حياة الكثير من المنتجات.

يبقى الإشارة إلى الحقيقة القائلة إن أغلبية تقنيات اليوم ليست حميدة كلها، و«بلوتوث» ليست باستثناء. فهي شأنها شأن «جي بي إس» بمقدورها إنقاذ الأرواح، لكنها في الوقت ذاته قادرة على كشف أماكن السيارات بصورة سرية للمصارف الراغبة في حجزها لأسباب مالية، أو لتخلف أصحابها عن دفع أقساطها. كذلك الحال بالنسبة إلى «بلوتوث» التي يمكن استخدامها للكشف عن تفاصيل كثيرة عن حياة الإنسان الشخصية. والسؤال هنا حول ما إذا كانت تستخدم بهذا الأسلوب أم لا؟ ولكن كيف ومتى؟ وصناعتها شرعت تفكر سلفا حول المخاوف المتوقعة ممن يسمونه «الأخ الأكبر» الذي يراقب دوما، وفقا إلى كوراو. ويضيف «تطمئن (كونتينيو آلاينس) من جهتها بأن المعلومات الطبية والخاصة بالأشخاص، هي محمية وبمأمن كامل من أن يطلع عليها الغير».

على أي حال، هناك من يجادل بالقول إن فكرة الخصوصية أصبحت شيئا من الماضي، بعد سفك دمائها على مذبح «فيس بوك» و«تويتر» و«فورسكوير» والمدونات الشخصية الأخرى.