تطويرات مبتكرة في عالم البرمجيات تدخل الكاميرات عصرا جديدا

للحفاظ على القدرة التنافسية وإرضاء المستهلكين

TT

في خطوة غير عادية، أطلقت «كانون» قبل عدة أشهر تحديثا لبرنامج صغير خاص بالكاميرا العالية الجودة من طراز EOS 5D Mark 11، من شأنه توسيع قدراتها الفيديوية، وذلك بعد سنة ونصف من إطلاق الكاميرا ذات العدسة الواحدة SLR.

وكان زبائن هذه الكاميرا البالغ سعرها 2500 دولار قد سعوا إلى الحصول على المزيد من المرونة من معدل إطارات الفيديو p1080 لكي تتناسب مع وسط إنتاجهم.

وكانت الكاميرا تدعم في البداية 30 إطارا فقط في الثانية الواحدة، لكن تحديث 2.0.3 للبرنامج المصغر هذا قد غير ذلك إلى 29.97 إطار في الثانية، لتتوافق مع مستويات ومقاييس الإنتاج التلفزيوني، مع إضافة خيار 23.976 إطار بالنسبة إلى أولئك المهتمين بعالم السينما. أما بالنسبة إلى الذين يضبطون كاميراتهم لاستخدامها مع مقياس الفيديو الأوروبي PAL، هناك أيضا خيار 25 إطارا في الثانية. ويتوفر حاليا في كاميرا 5D Mark 11 هذه قدرة التصوير 1080p بسرعة 24.976 إطار، و29.97 إطار في الثانية.

تحديث الكاميرا وهنالك تغييرات مهمة في التحديث هذا، أولها أن الفيديو قادر على العمل بسرعة مصراع أو فتحة يمكن ضبطها، بحيث أن الكاميرا تحافظ على تعرض ضوئي عن طريق ضوابط أخرى متنوعة. وفي الماضي كانت الضوابط الأوتوماتيكية، أو اليدوية تماما ممكنة. وتتيح التغيرات في سرعة المصراع للمصورين الاختيار من بين الفيديو ذي الإطار الجامد، أو السلس، ولكن بحركة مهتزة، إلا أن ضوابط الفتحة تجعل من السهل الحفاظ على عمق قليل للمجال لكي يجري التركيز على الجسم المراد تصويره.

في التغيير الثاني جرت زيادة معدل العينات الصوتية من 44.1 كيلوهيرتز إلى 48 كيلوهيرتز للحصول على نوعية صوت جيدة التي يشترطها المحترفون، بحيث يمكن ضبط مستويات التسجيل يدويا. وبالتغيير الثالث يمكن وضع رسم بياني نسيجي لدى التصوير يدويا لقياس التعرض إلى الضوء. ويقول فيليب بلووم وهو منتج للأفلام بخبرة 20 سنة «لقد كنت محظوظا لكي ألهو بهذا البرنامج الصغير الجديد الخاص بكاميرا 5D Mark 11 مدة أسبوعين. وقد جدد هذا الأمر عشقي للكاميرات. فقد كان 30p دائما مشكلة. فهو معدل إطارات لا نفع منه بالنسبة إلي لأنني أحتاج إلى 25p أو 24p لعملي، لأن تحويل الفيديوهات الخام الملتقطة يوميا من 30p كان كابوسا فعليا. وكان هذا الأمر يستغرق أكثر من يوم وفقا إلى طول هذه الفيديوهات الخام»، وفقا لنشرة «سي نت» الإلكترونية. ويعتبر معدل 60 إطارا بالثانية مناسبا جدا للفيديوهات البطيئة الحركة.

مزايا عالية ويعتبر عصر فيديو SLR مهما لأنه يقدم لمصوري الفيديو مميزات عالية مثل العدسات القابلة للتغيير التي تعتبر غالية الثمن نسبيا في عالم الفيديو. علاوة إلى ذلك فإن مستشعر الإطار الكامل 36×24 ملم في كاميرا 5D Mark 11 مجهز بحساسية أفضل للضوء الخافت. في أي حال، وبالنسبة إلى المحترفين الذين يحتاجون قوائم لنصب كاميرات SLR، فضلا عن آلات تسجيل صوتية منفصلة، وشاشات خارجية للمساعدة على التركيز، ومعدات غالية الثمن لتحرير الفيديو، فإن الكلفة ترتفع بشكل استطرادي سريع.

وكانت «كانون» قد وعدت بطرح معدل الإطارات الجديد لكاميرا 5D Mark 11. لماذا تعتبر هذه التغييرات مهمة، إن كانت «كانون» تقوم فقط بإضافة مميزات كبيرة جديدة إلى كاميرا تعتبر قديمة في سوق هذه الأيام التي تشهد تنافسا كبيرا. وربما لو أن «كانون» كان لها كاميرا 5D Mark 11 جاهزة لتطرحها اليوم، لكانت تصرفت بشكل مختلف طبعا، لكنها اختارت الاستثمار على نطاق واسع لتحسين هذا المنتج.

وقد يزعم البعض أن مثل هذه المميزات كان ينبغي أن تكون لدى إطلاق الكاميرا لأول مرة. لكن من المنصف لـ«كانون» القول بأن 5D Mark 11 كانت أول كاميرا من نوع SLR، والثانية في السوق بعد «نيكون دي 90»، كما أنه من الضروري تهيئة شيء للبيع في أسرع وقت ممكن من أن تكون كاملة الأوصاف أولا. علاوة على ذلك فإن الكثير من المميزات التي جرت أضافتها تجذب المحترفين.

كاميرات كومبيوترية وكانت «كانون» قد أصدرت الكثير من البرامج الصغيرة التي تصلح عيوب التركيز الأوتوماتيكي، والأخرى المتعلقة بالأداء والمهام والتصوير وغيرها. وليس واضحا كم ستتكيف «كانون» وتتأقلم على مثل هذا الإجراء في ما يتعلق بالمنتجات الأخرى، أم أن هذا استثناء ناجم عن الابتكارات الجديدة للفيديو فيما يخص SLR. لكن الإجراء هذا يبين ما هو ممكن في عصر التصوير الرقمي.

والكاميرات كانت في أحد الأوقات أجهزة ميكانيكية تطورت ببطء نسبيا، وظلت في الأسواق سنين عديدة. والآن تحولت إلى كومبيوترات صغيرة، بحيث أنها تتميز بقدرات جديدة في ظل ضغوط تنافسية جديدة. ونتيجة لذلك أضحت الكاميرات تتغير بسرعة كبيرة اليوم، مقارنة بما كانت عليه قبل 10 سنوات. والعديد بما تفعله SLR موجود في عتادها وأجهزتها، من نظام التركيز البؤري إلى محرك المصراع، مرورا بمستشعر الصورة ذاتها، لكن الأجزاء الأخرى للكاميرا متقلبة وغير مستقرة.

بيد أن منتجي الكاميرات بمقدورهم جني الكثير من ولاء الزبائن عن طريق جعل الكاميرات منتجا أكثر حيوية. لكن هذا قد يكبدهم كلفة أكبر، إذا أرادوا الحصول على كاميرات أكثر حداثة. لكن كحال سائر الصناعات الكومبيوترية، ومع مضي الوقت، ستتولى البرمجيات دورا أكبر في عمليات الكاميرات.