تطبيقات لخدمات سحابية أفضل وأسرع

تسهل للمؤسسات الاستغناء عن إدارة بنيتها الأساسية بنفسها

TT

يبدو أن خدمات العمليات الكومبيوترية السحابية التي يتم فيها خزن البيانات في الشبكات الخارجية قد انطلقت محلقة بشكل جيد في السنوات الأخيرة، فهي توفر للشركات وقطاع الأعمال وصولا مرنا للمعدات والأجهزة الكومبيوترية والمصادر، من دون تحميلها عبء توفير إدارة البنية الأساسية اللازمة، بنفسها.

إلا أن هناك أوقاتا قد يستفيد بعض الزبائن كثيرا من إدارة البنية الأساسية بأنفسهم، ففي عرض جرى أخيرا في مؤتمر «يوزنيكس» الفني السنوي، وصف فايتوتاس فلانسيوس وهو باحث في علوم الكومبيوتر في معهد جورجيا للتقنيات في الولايات المتحدة نظاما يتيح لمستخدمي السحاب الإلكتروني تنظيم الطريق الذي تسلكه بياناتهم لدى انتقالها عبر منصات العمليات الكومبيوترية السحابية، إذ أن هذا الطريق قد يمر عبر الكثير من مزودي خدمات الإنترنت وشبكاتها.

* تطبيقات سحابية

* إن الأنواع المختلفة من التطبيقات السحابية لها متطلباتها المختلفة هي الأخرى. ويشرح فلانسيوس كمثال كيف أن تطبيقا شديد التفاعل مثل برنامج الدردشة الصوتية قد يحتاج ربما إلى توصيل عالي النوعية. في حين قد تستفيد خدمة دعم الملفات، خلافا إلى ذلك، التي تنقل البيانات بكميات كبيرة من عملية النقل الأقل تكلفة بين الآلات.

وتقوم الخدمات السحابية اليوم على أي حال بإرسال المعلومات، بالنسبة إلى نوعي التطبيقات هذين، عبر الطريق ذاته. ولعلاج ذلك يعمل فلانسيوس على نظام يدعى «ترانزت بروتوكول» Transit Protocol يتيح للمستخدمين رسم طريق يلائم حاجات تطبيق معين. وقد أنجز هذا العمل بالتعاون مع نيك فيميستر الأستاذ المساعد في معهد جورجيا للتقنيات، وجينيفر ريكسفورد الأستاذ في جامعة برنستون، وأكهيرو نكاو الأستاذ المشارك في جامعة طوكيو.

ويقول فلانسيوس في حديث نقلته مجلة «تكنولوجي ريفيو» إنه قد يكون لشركات الخدمات الكومبيوترية السحابية تواصل طبيعي مع مجموعة متنوعة من الشركات المزودة لخدمات الإنترنت، بحيث تتفاوض مع كل منها لتأمين خدمة «ترانزت بروتوكول» للمستخدمين.

وتتيح «ترانزت بروتوكول» لمزودة الخدمة السحابية تولي هذه المسائل وتمرير مكاسبها لزبائنها عن طريق واجهة تفاعل مصممة بشكل خاص. وقد جرى حاليا نشر «ترانزت بروتوكول» في مواقع مثل «أتلنتا» و«برنستون» و«نيوجيرسي» و«ماديسون» وغيرها، وهي تستخدم لتشغيل عدد من التجارب والاختبارات الأكاديمية. وتتطلب واجهة التفاعل هذه من المستخدم أن يكون على معرفة واسعة شاملة في شؤون الشبكات. على أي حال يقول فلانسيوس إن العمل في المستقبل على النظام هذا سيسهل استخدامه.

* خدمة أفضل

* ويتوجب على مستخدمي «ترانزت بروتوكول» حاليا القيام بقياساتهم بأنفسهم ومراقبة الشركات المزودة لخدمة الإنترنت لتقرير أي منها القادرة على تأمين الخدمة الأفضل. ويرغب فلانسيوس إضافة عدد وأدوات تستطيع القيام بمثل هذه القياسات بشكل أوتوماتيكي، وبالتالي توفير مشهد عام للمستخدمين. وهو يأمل في تطوير واجهة تفاعل أكثر بساطة تستطيع مثلا استخدام بيانات القياس هذه لإتاحة المجال أمام المستخدمين استخدام أفضلياتهم فيما يخص كيفية انتقال بياناتهم، لتقوم «ترانزت بروتوكول» بعد ذلك بترجمة هذه الأفضليات إلى طرق محددة.

ويمكن إضافة «ترانزت بروتوكول» إلى خدمة مثل «إلاستيك كومبيوت كلاود» من «أمازون» كمزية اختيارية بالنسبة إلى الزبائن المهتمين في إدارة هذا الجانب من بنيتهم الأساسية. ويلاحظ فلانسيوس أن الشركات الكبيرة قد تستطيع أيضا استخدام هذه الأداة داخليا كأسلوب مختلف عن التطبيقات المعينة التي تعمل على آلات مختلفة ضمن مؤسساتهم.

ويقول أندرو وورفيلد الأستاذ المساعد في علوم الكومبيوتر في جامعة بريتش كولومبيا في كندا، والمدير الفني للتقنيات في قسم الإدارة الافتراضية في «سيتريكس سيستمز»، إنه «بينما باتت المنصات السحابية أكثر نضجا لاستضافة المزيد من التطبيقات المعقدة والمتطلبة، يرغب الزبائن في درجة أكبر من المرونة والتحكم بهذه المصادر».

ويضيف أن الباحثين لم يقوموا بوصف مزية جديدة وجذابة يمكن إضافتها إلى النظم التي أساسها السحاب فحسب، بل عرضوا أيضا أن هناك فرصا واسعة لتشييد خدمات بنيوية أساسية تعيش في كل من السحاب، وتستخدم أيضا من قبله. وهو يأمل أن يرى مساعي مشابهة لهذه الأمور، بما في ذلك تخزين المعلومات وحفظها، إضافة إلى قواعد المعلومات.