مشاهدة الأفلام والبرامج التلفزيونية على الكومبيوتر والجوال.. لها مساوئها

تكون مخيبة للآمال في أغلب الأحوال

برنامج Hulu Plus على جهاز «آي باد» (خدمة صور«نيويورك تايمز»)
TT

مشاهدة التلفزيون على الإنترنت مخيبة للآمال. وبالتأكيد فإن التخلي عن خدمة تلفزيون الكابلات يبدو أمرا واعدا، شرط أن يكون القصد من ذلك التوفير في المال. لكن مشاهدة التلفزيون على الشبكة عادة ما يكون الإرسال متقطعا وغير كامل، حيث إن العثور على البرنامج المفضل يكون صعبا. وإذا رغبت ألا تدفع ثمن هذه البرامج، فإن الأمر يكون أكثر صعوبة.

ومع ذلك تمكنت من العثور على سبعة من البرامج الأسبوعية من أصل أفضل 20 برنامجا على الشبكة من دون دفع أي مال. إلا أنني لو كنت مستعدا لأن أدفع مبلغا ضئيلا، لتمكنت من مشاهدة الكثير.

برامج عبر الشبكة

* إن مشاهدة البث التلفزيوني على الشبكة من دون برنامج Hulu.com قد يكون عملا مرهقا عن طريق القفز من موقع شبكة إلى الآخر بحثا عن البرنامج المفضل. وكانت شبكتا «إن بي سي» و«فوكس» قد فتحتا Hulu.com كموقع رئيسي مجاني للتلفزيون على الشبكة، خاص بالبرامج التي عرضت في عام 2007. وكانت من الشعبية في العام الماضي، حيث إن «أي بي سي» انضمت إلى التجربة ووضعت الكثير من برامجها عليه أيضا. وهناك المئات من البرامج المتوفرة، ابتداء من البرامج الصباحية، وانتهاء بالمسرحيات الهزلية والدراما والندوات الاجتماعية التي يظهر أغلبها على الشبكة في اليوم الذي يعقب إذاعتها، إضافة إلى البرامج الشعبية والرائجة. كما يمكن الوصول إلى بعض البرامج المتخصصة في التاريخ مثلا، والرياضة والبرامج الكورية التي لها مشاهدون كثر في آسيا وأميركا اللاتينية، فضلا عن عدد من الأفلام السينمائية.

لكن إليكم ما لا تملكه Hulu مثل الإذاعات الحية والأحداث الرياضية. وتقوم شبكة «فوكس» التلفزيونية بحجب برنامجها «أميركان أيدول» الذي يعد الأكثر شعبية في الولايات المتحدة عن Hulu، باستثناء بضع حلقات أخيرة منه، على الرغم من قيام Hulu بإضافة رسم شهري قدره 9.99 دولار الذي من شأنه أن يفتح لائحة واسعة سابقة من حلقات البرنامج.

وكانت Hulu قد أوقفت أوائل العام الحالي إدراج بعض حلقات الكوميديا، لكن لا تزال جميع برامجها الشعبية موجودة على موقعها. ولا تملك Hulu أي برامج من شبكة «سي بي إس» التي لا تعد شريكة لها، بحيث لا يمكن العثور على ستة منها من أصل عروضها الشعبية العشرة. غير أنه إذا توجهت إلى موقع الشبكة بالذات لاكتشفت أن بمقدورك مشاهدة مقتطفات بطول 90 ثانية من «نظرية الانفجار الكبير» مثلا، وبعض المسرحيات الهزلية.

إن عددا من الشبكات المختلفة له سلوكيات واستراتيجيات مختلفة تتعلق بالمشاركة في برامجها على الإنترنت. كما أن هناك داخل كل شبكة الكثير من عدم التنسيق والانسجام. فبعض البرامج مؤرشف تماما، وبعضها الآخر مؤرشف جزئيا، أو تعرض على شكل قصاصات، أو مقتطفات، في حين أن الكثير منها غير متوفر بتاتا. والبارز منها ذو الشعبية الواسعة يجري إبعاده غالبا عن الإنترنت، لأن عائدها المنخفض يبعد الراعين لها عن نشر الدعايات المكلفة على المحطات التلفزيونية الكبيرة.

غير أن هذا حتى لا يفسر سبب هذا الخليط العجيب الموجود على تلفزيون الإنترنت. فبعد سنوات من قيام قطاع الموسيقى بفهم واستيعاب الإنترنت فلا تزال الشبكات التلفزيونية تستخدم منطقا لا يدركه سوى الموجود داخل هوليوود ذاتها. وكشفت بعض المصادر التي رفضت الإعلان عن نفسها أن عددا من أكثر البرامج شعبية صورت وأعدت وبيعت وفقا للاتفاقات والعقود التي وقعت عام 2007، أو قبل ذلك، عندما قام السماسرة والمتعاملون في هوليوود بربط الإنترنت بالقرصنة. ومثل هذه الاتفاقات بحاجة إلى إعادة التفاوض بشأنها، وغالبا مع الممثلين الأفراد قبل عرض أي برنامج على شبكة الإنترنت.

خدمة «غوغل»

* ومع قيام كل شبكة بوضع برامجها في خدمة الشبكة، أو رفضها ذلك، فإن كل ما نحتاجه فعلا هو خدمة «غوغل» للتلفزيون. لكن مثل هذه الخدمة غير متوفرة بعد. ويمكن التوجه إلى Clicker.com الموقع الذي يمول بملايين الدولارات من «فينتشر كابيتال» الذي يقوم بفهرسة ما هو متوفر على أساس قاعدة معلومات يمكن البحث فيها.

Clicker.com هذا، لا يستضيف البرامج، بل يقوم بدلا من ذلك بالترابط مباشرة مع موقع كل حلقة، سواء كانت في Hulu، أو شبكة ما، أو مواقع خاضعة للدفع والرسوم. ويقوم بالتأشير عليها على أنها مجانية، أو خاضعة للدفع مع عرض لقطة منها مع موجز سريع عنها.

ويأخذ Clicker بعض الوقت كي يستخرج هذه المعلومات، غير أنه مزود برواشح تتيح لك التعمق أكثر في البحث، كالبحث مثلا عن الحلقات المعروضة في الموسم الثاني من العام، أو عن برنامج خاص معين. ولدى استخدامي Clicker عثرت فورا على 112 حلقة من المسلسل الفضائي «بابليون 5» في thewb.com ومئات غيرها من البرامج المجانية. فحالما تدرك كيفية استخدام واجهات التفاعل بشكل صحيح، يصبح الأمر مدهشا. وعند قيام هوليوود بوضع برنامج على الشبكة، فإنها تقوم بعمل ممتاز، لأن عملها المسؤول هذا يصبح أفضل جودة من سيل البرامج الأخرى المقرصنة، وتكون أسهل تشغيلا أيضا من غيرها.

الحصول على المجموعة المذاعة كلها من البرامج الترفيهية قد يجعلك تواجه خيار دفع الرسوم. والأفضل هنا على صعيد عدد من الخدمات المدفوعة هنا، هو إمكانية مشاهدة العروض التلفزيونية على الهواتف الذكية وأجهزة الـ«بي سي».

«فوكس» من جهتها أنزلت الشهر الماضي خدمة BitBop.com التلفزيونية الحية التي تبث مباشرة إلى هواتف «بلاك بيري» الذكية، أو التي تجعل المستخدمين ينزلون هذه البرامج لمشاهدتها في وقت لاحق مقابل 9.99 دولار شهريا. وتقدم «إن بي سي» أيضا خدمة NBC2Go للبث إلى الهواتف الذكية عن طريق خدمة Flo التلفزيونية، فمقابل 14.99 دولار شهريا يمكن لعدد من مالكي الهواتف الذكية التي تقوم بخدمتها شركتا «إيه تي آند تي» و«فيريزون»، بث برامج «إن بي سي» وفقا للطلب.

أما «آي تيونز» من «أبل» التي تجمع عددا من الأعمال الموسيقية في مكتبة واحدة يمكن البحث فيها، فينقصها جردة تلفزيونية شاملة. والموجود فيها يكلف عادة نحو 2.99 دولار للحلقة الواحدة. و«أمازون» من جهتها لها برامجها أيضا مقابل 1.99 دولار للحلقة الواحدة. في حين أن «نيتفليكس» التي هي خدمة سينما بريدية فلها أيضا مكتبتها النامية من البرامج التلفزيونية التي يمكن بثها إلى جهاز الـ«بي سي»، أو إلى التلفزيون عن طريق «وي»، أو «إكسبوكس 360»، أو «بلاي ستيشن 3» للألعاب، أو حتى إلى مشغلات أقراص «بلو - راي». وهي تملك برامج تلفزيونية قديمة وجديدة، لكن باستثناء ما يعرض في الموسم الحالي منها.

خيارات رياضية

* أما هواة الرياضة فهم الأكثر حظا بين مشاهدي التلفزيون عندما يتعلق الأمر بخيارات الإنترنت والهواتف الذكية. إذ توفر «يونيفيجن» الشبكة الناطقة بالإسبانية جميع مباريات كأس العالم على الموقع futbol.univision.com. وقامت «إن بي سي» ببث بطولة «ويمبلدون» لكرة المضرب، وبطولة الولايات المتحدة المفتوحة للغولف عن طريق NBCSports.com.

وما يعرضه MLB.tv عن مباريات البيسبول هو استثناء، لأن جودة الفيديو أفضل مما هو معروض على «يوتيوب»، إذ يمكن رؤية الكرة بوضوح لدى انطلاقها، لكن رسم الاشتراك الشهري يكلف من 19.95 إلى 24.95 دولار، أو من 59.95 إلى 79.95 دولار سنويا، وفقا لأسلوب العرض والخيارات المتاحة لإعادة تشغيل عرض اللقطات، أو العروض خارج المنزل.

وأخيرا وليس أخرا، إذا حاولت مشاهدة التلفزيون على الإنترنت، فقد يخيب ظنك من أرشيف هوليوود غير المكتمل، إذ إن بعض الحلقات ناقصة أو غير موجودة بتاتا، حتى ولو حاولت دفع رسم مقابل ذلك. وبعض مواقع القرصنة تعرض غالبا ما يرغب فيه مشاهدو الإنترنت، لكن في الأسبوع الماضي قامت السلطات الاتحادية في أميركا بإغلاق تسعة من أكثر مواقع القرصنة شعبية، رغم أن بعض خادماتها موجودة في هولندا.

* خدمة «نيويورك تايمز»