هواتف جوالة جديدة.. للعروض المجسمة

ظهر أحدثها في اليابان

هاتف «وو» الياباني
TT

إذا كانت الأفلام السينمائية بالأبعاد الثلاثة تجعلك مريضا، والتلفزيون من النوع ذاته قد يبدو أمرا غير مألوف خارج هذا العالم، فلماذا لا تفكر في هاتف جوال ثلاثي الأبعاد؟ إن هذا أمر غير مستبعد، فقد قامت «نينتيندو» بإطلاق ألعابها الثلاثية الأبعاد (3DS) التي تحمل باليد، والمزودة بشاشة ثلاثية الأبعاد قياس 3.5 بوصة، التي هي بحجم شاشة الهواتف الذكية العصرية ذاتها. ومع وجود قدرات المعالجة للرسوم البيانية (غرافيكس) السريعة وتقنيات الشاشة التي تتيح توليد تأثيرات ثلاثية الأبعاد من دون حاجة مستخدميها إلى وضع أي نظارات خاصة، فقد تكون الهواتف الجوالة «الحد الأخير للبعد الثالث».

* تقنية واعدة

* إن «نسبة مائة في المائة من الشركات المنتجة للأجهزة المحمولة يدويا تقوم بتقييم تقنيات الأبعاد الثلاثة من وراء الستار، لأنها كلها راغبة في خوض هذه التجربة التي لا تحتاج إلى نظارات»، على حد قول جيمس باور رئيس «ماستر إيميج» الشركة التي تصنع الشاشات الثلاثية الأبعاد ومقرها بيربانك في كاليفورنيا. ويضيف أن الهاتف الجوال من هذا النوع قد يتوفر في الولايات المتحدة في العام المقبل.

ومع تزايد قوة معالجات الهاتف الجوال، وقيام شركات خدمات الاتصال بتقديم شبكات «4 جي» للاتصالات القادرة على نقل المزيد من البيانات، فإن الأبعاد الثلاثية قد تفتن المستهلكين الباحثين عن المزيد من التسلية والترفيه والمهام الجديدة من أجهزتهم المحمولة باليد.

وفي العام الماضي قامت الشركة اليابانية «KDDI» للخدمات اللاسلكية بالشروع في بيع أول هاتف جوال متوفر تجاريا بالأبعاد الثلاثة ويدعى «هيتاشي وو» (Hitachi Woo). وبيع منه 300 ألف في أسابيع قليلة. أما الجهاز هذا الذي يعمل بتقنية «ماستر إيميج» فيستخدم حاجز اختلاف المشهد أو المنظر، الذي هو طبقة موضوعة فوق سطح شاشة البلور السائل (إل سي دي) للمساعدة في إنتاج الشعور بالعمق عن طريق توجيه مشاهد بزوايا مختلفة قليلا لكل عين. وبذلك «يمكننا تكوين تجربة الأبعاد الثلاثة على أي شاشة، بما في ذلك شاشة إل (سي دي) و(OLED)»، كما يقول باور في حديث لمجلة «وايرد» الإلكترونية.

ويبدو أن الأفلام بالأبعاد الثلاثة مثل «أفاتار» و«أليس في بلاد العجائب» قد أثارت إعجاب المستهلكين بهذا الأسلوب من العروض. من هنا شرعت غالبية منتجي الأجهزة التلفزيونية، بما فيها «سوني»، و«إل جي»، و«باناسونيك»، و«ميتسوبيشي» ببيع التلفزيونات الثلاثية الأبعاد، في حين أطلقت محطة «ESPN» قناة ثلاثية الأبعاد بمناسبة كأس العالم بكرة القدم (المونديال). وأيضا منتجو أجهزة الكومبيوترات الشخصية «بي سي» سارعوا إلى الانضمام إلى الركب بإطلاق أجهزة كومبيوتر بشاشات ثلاثية الأبعاد.

لكن يتوقع أن تكون صور الهواة ومقاطع الفيديو، والألعاب، المشغل الرئيسي للمحتويات الثلاثية الأبعاد. وكانت «نينتيندو» قد أعلنت مؤخرا عن جهازها الجديد المحمول «نينتيندو 3DS» الذي يعرض لمستخدميه مشاهد غنية ثلاثية الأبعاد من دون الحاجة إلى استخدام أي نظارات خاصة.

* هاتف ياباني مجسم

* وقد اختبر خبراء مختبر «كادجيت لاب» الذين يجربون الأجهزة الحديثة العروض على هاتف «هيتاشي وو» الثلاثي الأبعاد. ويمتلك الأخير شاشة قلابة تبدو لدى فتحها أشبه بمشغل «دي في دي» صغير. وأظهرت بعض المحتويات الثلاثية الأبعاد، مثل مقتطفات من فيلم «شريك»، وفيديو عن فقاعات متطايرة في الهواء، بأنها أفضل على صعيد الأبعاد الثلاثة، مقارنة ببعض الفيديوهات الموسيقية على سبيل المثال. وإجمالا لم يكن التأثير الثلاثي البعد على شاشة «وو» قياس 3 بوصات لافتا للنظر مثلما يكون الحال عادة مع الشاشة التلفزيونية، أو الصالة السينمائية التي تحتويك أو تحتضنك تماما. لكن الأمر هنا حقيقي وعملي. وهو مناسب جدا لأنك لست بحاجة إلى نظارات لمشاهدة تأثير البعد الثلاثي. وثمة زر على لوحة المفاتيح يعيدك لدى كبسه إلى البعدين، وهو الأمر العادي الذي يتيح لك اللف صعودا ونزولا عبر واجهة التفاعل في الجهاز.

أما الجانب السلبي هنا فهو أن الفيديو يبدو مملا، ولا تملك الشاشة الحدة والبريق اللذين يتوقع المشاهد رؤيتهما، كما هو الحال مع لعبة «نيكساس وان» على شاشة هاتف «آي فون». كما أنه بعد مشاهدة المقتطفات الثلاثية الأبعاد على الجهاز بعد دقيقة أو أكثر تقل الرغبة في النظر إلى الشاشة.

* تقنية التجسيم

* وتقنية «ماستر إيميج» التي تستخدم في «وو» هي مشابهة لما قامت شركة «شارب» بصنعه لأجهزة «نينتيندو 3DS» الجوالة، فكلتاهما تستخدم مبدأ حاجز اختلاف المشهد.

ويجري وضع طبقة من مادة تحتوي على عدد من الشقوق الصغيرة المنتظمة القياس على واجهة الشاشة. وتقوم هذه الشقوق بتوجيه الضوء من كل صورة بشكل مختلف قليلا، فينتج عن ذلك «بقع واضحة» يتراوح قياسها بين 12 و20 بوصة أمام الشاشة. وعند هذه «البقع» يرى الدماغ صورتين منحرفتين قليلا يمكن استخدامهما لإنتاج تركيب ذي إحساس بالعمق. وتقول «ماستر إيميج» إن الطبقة الثلاثية الأبعاد هذه تضيف نحو 10 إلى 15 دولارا إلى السعر الإجمالي للهاتف. «لكنّ شخصا واحدا فقط هو الحامل للهاتف يمكنه رؤية هذا التأثير الثلاثي الأبعاد»، كما يقول باور الذي تابع قائلا: «لكننا تمكنا من إنتاج (بقع واضحة) جيدة بحيث لا حاجة هنالك مطلقا لمحاولة العثور على الوضع الصحيح».

ومع أن نتائج الاختبار لم تكن جيدة جدا، لكنها كافية للمرور بتجربة الأبعاد الثلاثة من دون الحاجة إلى النظارات المزعجة، أو التقنية المعقدة.

غير أن سهولة الاستخدام هذه تأتي بثمن، ألا وهو إضافة طبقة على سطح شاشة «إل سي دي»، أو من الصمامات باعثات الضوء العضوية (OLED)، مما يقلل من البريق بنحو 50 في المائة، ومن الوضوح والتحديد بالنسبة ذاتها تقريبا. لكن باور يقول إن المعلومات الإضافية التي يدركها الدماغ نتيجة العمق تساعد في تعويض بعض ذلك. «فتقنيا أنت تفقد بعض الوضوح والتحديد، لكن نفسيا أنت تكسب الكثير من المعلومات».