كتب رقمية ناطقة للمعانين من صعوبة القراءة

مكتبة على الإنترنت تضم أكثر من مليون عنوان

TT

بالنسبة إلى الأشخاص المحرومين من نعمة البصر، أو الذين يعانون من صعوبة القراءة (ديسليكسيا)، ومن بعض الأمراض، مثل التصلب اللوحي المتعدد، أو من مشكلات صعوبة تقليب صفحات الكتاب، فإن قراءة آخر الكتب الشديدة الرواج وأكثرها مبيعا، باتت أمرا سهلا، بعد أن أطلق بروستير كاحلي، المتخصص في المكتبات الرقمية ومؤسس المكتبة الافتراضية التي تدعى «أرشيف الإنترنت»، حملة عالمية لمضاعفة عدد الكتب المتوفرة المخصصة لأولئك الذين لا يستطيعون التعامل مع الكتب المطبوعة.

* أرشيف الكتب الإنترنتية

* وكانت مكتبة «أرشيف الإنترنت» قد شرعت في مسح الكتب في عام 2004، وبات لديها الآن أكثر من مليون عنوان متوفرة بصيغة DAISY، أي «نظام المعلومات المتاحة رقميا»Digital Accessible Information System. وهو عبارة عن أرشفة لكتب ناطقة يمكن تنزيلها على أي من الأجهزة الإلكترونية الجوالة. وخلافا للكتب المسجلة على شرائط، فإن هذه الصيغة الرقمية تجعل من السهل على الأشخاص غير القادرين على القراءة، الإبحار خلالها، وتسريع تلاوتها أو إبطائها، أو القفز من فصل إلى آخر. ويقول كاحلي إنه يجري شهريا تنزيل نحو سبعة ملايين كتاب من «أرشيف الإنترنت» من قبل المستخدمين شهريا على نطاق العالم كله. ومع وجود 20 مركز مسح في الولايات المتحدة، وثمانية أخرى منتشرة في أقطار حول العالم، يقوم «أرشيف الإنترنت» بمسح أكثر من ألف كتاب يوميا من 150 مكتبة، بما فيها مكتبة الكونغرس الأميركي، وهي الأكبر في العالم، التي تقدم أيضا مجموعات رقمية من الكتب على الشبكة، فضلا عن المقالات والصحف، وفقا لما نقلته صحيفة «يو إس إيه توداي».

* كتب متنوعة

* وتؤمن الحكومة الأميركية والمؤسسات المختلفة والمكتبات، التمويل اللازم لـ«أرشيف الإنترنت». وللمساعدة في هذه الحملة تلقى كاحلي هبة من مدينة سان فرانسيسكو لتوظيف 100 فني في الرقميات للعمل على مسح الكتب التي يقوم الأشخاص والهيئات بالتبرع بها إلى المشروع. وجميع هؤلاء الموظفين كانوا سابقا عاطلين عن العمل، أو أنهم آباء أو أمهات يعيشون بمفردهم ويتقاضون رواتب ضئيلة.

وتحتوي هذه المكتبة الرقمية على كل العناوين من الأدب الكلاسيكي، مثل «الكبرياء والتحامل» رائعة جين أوستن، إلى كتب المال والأعمال مثل «9 خطوات نحو التحرر المالي» لسوزي أورمان، مرورا بأكثر كتب الخيال العلمي مبيعا مثل «الغسق» لستيفاني ماير. ويقول كاحلي: «إذا كان أحدهم فضوليا، وشاء أن يقرأ الكتب، فإننا نحاول جهدنا إيصالهم إلى ما يريدون». وأضاف أن «أرشيف الإنترنت» مختلف عن مسح الكتب رقميا في «غوغل»، نظرا لأن «أرشيف الإنترنت» مكتبة، بينما «غوغل» أشبه بـ«مخزن كتب» لأنها، أي «غوغل» تقدم فقط عددا محدودا منها.