الشبكات الاجتماعية.. موقع تجاري للشركات الصغيرة ومصدر للزبائن لتدقيق المعلومات

أضحت مسرحا لتسويق المنتجات وموقعا مهما للتحقق من الادعاءات

TT

الفورة الحاصلة في استخدام الوسائط الاجتماعية من قبل شركات ومكاتب الأعمال الصغيرة، تعكس التحول في كيفية قيامها بأعمالها وارتياحها المتزايد لاستخدام التقنيات المبسطة البعيدة عن التعقيد.

وقد شرع أصحاب الأعمال الصغيرة بأعداد متزايدة في اعتماد خدمات الشبكات الاجتماعية، والخدمات المحلية، و«تويتر»، وفيديو الشبكات، للترويج للمنتجات والخدمات، استنادا إلى دراسة جديدة قامت بها «ميرشينت سيركل»، وهي شبكة اجتماعية خاصة بالأعمال الصغيرة التي استطلعت آراء شريحة من أعضائها البالغين أكثر من 1.3 مليون شخص.

وتدل نتائج هذا الاستطلاع بشكل قاطع على أن الأعمال الصغيرة التي تسيطر على أكثر من 90 في المائة من أعمال جميع الشركات الأميركية، والتي تغذي الاقتصاد، شرعت تعجل في استخدام الوسائط الاجتماعية على حساب الوسائط التقليدية، كالصحف وأدلة «ييلو بيجيس» لإعلانات الشركات، والراديو. بل إنه حتى رسائل البريد الإلكتروني أصابها ما أصابها، إذ ترى الشركات الصغيرة التي لا يتعدى موظفوها خمسة موظفين، في «فيس بوك» وغيره، أسلوبا للوصول إلى المستهلكين المستهدفين، موفرة على نفسها كلفة التسويق ونفقاتها، خلال هذه الفترة الاقتصادية الصعبة، كما يقول دارين واديل نائب رئيس قسم التسويق في «ميرشينت سيركل».

توظيف الشبكات

*

* لأول مرة، أصبحت الوسائط الاجتماعية أكثر الأساليب المرئية للشركات الصغيرة لترويج منتجاتها وخدماتها. فقد ذكر أكثر من نصف العشرة آلاف شخص الذين أجابوا في الاستطلاع على نطاق الولايات المتحدة كلها، أنهم يخططون لتأسيس، أو الحفاظ على وجود في الشبكات الاجتماعية خلال الشهور الثلاثة المقبلة مقارنة بـ41 في المائة الذين قاموا بذلك خلال الشهور الثلاثة الأولى من العام الحالي. وهذا هو أعلى رقم منذ أن بدأ الاستطلاع عمله قبل سنة من الآن.

في هذا الوقت بدأ نمو الخدمات المحلية بشكل سريع، إذ يستخدم 32 في المائة من التجار «فورسكوير» التي ألفوها واعتادوا عليها، مقارنة بنسبة 25 في المائة في مارس (آذار) الماضي. ويبدو أن شبكة «تويتر» شرعت تكسب أفضلية أيضا، لأن المزيد من التجار بنسبة 8 في المائة ينوون استخدامها الآن مقارنة بالعدد الذي كان عليه خلال الشهور الثلاثة الأولى من العام الحالي. وتقول كلية سميث للاقتصاد التابعة لجامعة «ميريلاند» في أميركا إن معدلات اعتماد التقنيات الاجتماعية في الولايات المتحدة تضاعفت خلال السنة الماضية إلى نسبة 14 في المائة بعد أن كانت 12 في المائة. ومع ذلك فإن احتضان الأعمال للوسائط الاجتماعية لا يترجم بالضرورة إلى أرباح، استنادا إلى «هب شات»، وهي مجموعة لخدمات الدردشة وإرسال الرسائل مخصصة للشركات، إذ إن القليل جدا من 90 في المائة من 2000 مؤسسة للأعمال الصغيرة التي تعمل مع «هب شات»، وتستخدم الوسائط الاجتماعية، تمكنت من جني أي أرباح. وتشير دراسة من «كومبيت أونلاين شوبر إنتليجينس» إلى أن بعض المستهلكين بطيئون في قبول الوسائط الاجتماعية كمصدر للتسويق.

ومع ذلك تقوم آلاف من شركات الأعمال الصغيرة بالإعلان في «فيس بوك»، التي ارتفع عددها ثلاثة أضعاف منذ سنة مضت، كما تقول صحيفة «يو إس إيه توداي». وهناك نحو مليون شركة صغيرة تنشر نبذة عن نشاطاتها على «فيس بوك» وتوجهها إلى مئات الملايين من الزبائن. واستنادا إلى الأخيرة، استخدم العديد من مالكي الشركات الصغيرة «فيس بوك» لأغراضهم الشخصية، قبل شروعهم في استخدامها لحساب مؤسساتهم.

«ويبدو أن الناس مرتاحون لـ(فيس بوك) ويألفونه جدا»، على حد قول تم كيندال مدير تسييل الأموال في «فيس بوك»، الذي تابع يقول: «بغض النظر عن نوعية أعمالك فإن العديد من زبائنك موجودون سلفا على (فيس بوك). فنحن نرى فورة جديدة في استخدام هذا الوسط من قبل الأعمال والشركات المحلية».

وقد شرع أصحاب الأعمال الصغيرة بالتحول إلى الشبكات الاجتماعية، لأن هذه التقنية قد تطورت، بحيث أن الجميع بغض النظر عن السن والخلفية الفنية، يمكنهم تحويل هواياتهم الخاصة إلى أعمال ناجحة مزدهرة على الشبكة.

* الزبائن يلاحقون المعلومات

* على صعيد آخر أشارت دراسة جديدة قامت بها مجموعة «إكزاكت تارغيت» للأبحاث والتسويق، إلى أن نحو 40% من المستهلكين يقومون باستشارة «فيس بوك» و«تويتر» لاستكمال معلوماتهم وتفاصيل صفقاتهم ومقارنة الأخبار التي يتلقونها من الشركات عبر التسويق بالبريد الإلكتروني. ويقول مورغان ستيوارت رئيس «إكزاكت تارغيت»، إن المستهلكين «لا يجعلون ارتباطاتهم تعتمد على قناة واحدة فقط، بل يميلون إلى الاعتماد على طبقات من قنوات التسويق واحدة فوق الأخرى لتلبية أغراضهم المختلفة.. وإن الوسائل التي تحفزهم للجوء إلى الشبكة، هي في الأساس تلك التي تملي عليهم متى وكيفية اختيارهم للارتباط بأصناف معينة، سواء كانت تلك بريدا إلكترونيا، أو موقع فيس بوك، أو تويتر».

ويبدو أن عامة الناس من المشترين راغبون في تطوير علاقات مع الشركات والأعمال، إذ إن أكثر من 90 في المائة من المستهلكين الذين هم معجبون بصنف ما موجود على «فيس بوك» يحصلون أيضا على رسالة بريدية إلكترونية تسويقية واحدة مسموح بها في اليوم، كما وجدت ذلك دراسة لـ1500 مستهلك. كما أن ثلاثة أرباع المستهلكين الذين يتابعون صنفا واحدا على الأقل على «تويتر»، يشتركون أيضا في خدمة تلقي رسالة إلكترونية واحدة تسوق لصنف واحد، وذلك استنادا إلى دراسة عن السير الاجتماعية.

ويقول تم كوب كبير موظفي التسويق في «إكزاكت تارغيت» إن «فهم ديموغرافيات مجموعة الزبائن، أي فئات الأعمار، ليس كافيا بحد ذاته. ولكن عن طريق ردم الهوة بين الديموغرافيات ودوافع المستهلكين، يقوم البحث (سوشال بروفايل /السيرة الاجتماعية) بالتعرف على الأشخاص الفريدين الذين يمنحون المسوقين مستوى جديدا تماما في تفهم سلوك المستهلكين».

ويصف ثلث المستهلكين أنفسهم بأنهم «باحثون عن المعلومات» وهم متأثرون جدا بالمراجعات الخاصة بالمنتجات والأشكال الأخرى من المحتويات التي يولدها المستخدم. وتطلق نسبة 45% من الأمهات اللاتي يعشن في المنازل مع أطفالهن على أنفسهن «الباحثات عن الصفقات»، كما هنالك كمعدل عام، معجبات بـ10 أنواع من الأصناف على «فيس بوك»، يلاحقن 10 شركات على «تويتر»، ويتلقين 14 رسالة إلكترونية مسموح بها في اليوم، كما أظهرت الدراسة. وهناك أكثر من ربع المشترين الذين تقل سنهم عن 25 سنة يطلقون على أنفسهم اسم «فراشات اجتماعية». وهؤلاء هم مستهلكون معجبون بغالبية الأصناف على «فيس بوك»، والذين هم أكثر احتمالا للقيام بالشراء من الشركات التي ترسل البريد الإلكتروني المرخص به، استنادا إلى دراسة من «إكزاكت تارغيت».

وكانت شركة «بن أند جيري» العملاقة لبيع الآيس كريم (البوظة) قد كشفت أخيرا أنها تعتمد على «فيس بوك» و«تويتر» للتواصل مع المستهلكين وإرسال نشرة واحدة سنوية لهم بالبريد الإلكتروني. وبدلا من الكشف عن سيارة «إكسبلورر 2011» الرياضية الوعرية الجديدة المتعددة الأغراض (إس يو في) في معرض للسيارات، من المتوقع أن تكشف شركة «فورد» عنها هذا الشهر على «فيس بوك»، استنادا إلى صحيفة «يو إس إيه توداي».