قارئات إلكترونية من الجيل الثالث

أجهزة مخصصة للقراءة تتنافس مع الأنواع المتعددة المهام

قارئ «كندل» الجديد بسعر 139 دولارا (خدمة صور «نيويورك تايمز»)
TT

القارئ الإلكتروني «كندل» من «أمازون دوت كوم» مصمم ليسمح لنا بالقيام بأمر واحد فقط وبشكل جيد، وهو القراءة. وللبقاء والاستمرار، عليه التفوق في هذا المجال، لا على صعيد الكفاح من أجل البقاء مقارنة بسائر القارئات الأخرى فحسب، بل أيضا عن طريق الحفاظ على تفوق كبير على «أبل آي باد» ومنافسيه المستقبليين. وتجدر الإشارة إلى أن بمقدور جهاز «آي باد» المتعدد الأغراض، القيام بآلاف الأمور بشكل جيد، كما يستخدم في قراءة نصوص بحجم نصوص الكتب، وقد لا يتميز في هذا الأمر كثيرا، لكنه يقوم به بشكل مقبول.

قارئات الجيل الثالث

* طرحت «أمازون» الشهر الماضي زوجا من هذه الآلات من الجيل الثالث، وهما أصغر حجما وأخف وزنا ويعرضان النصوص بوضوح أعلى، أحدهما بسعر جديد منخفض يبلغ 139 دولارا. ويقول جيفري بيز بيزوز كبير المديرين التنفيذيين في «أمازون»: «أتوقع أن يكون هناك أيضا الجيل العاشر، والجيل العشرون من (كندل) مستقبلا». وقد يبدو هذا القول في موقع الدفاع قليلا، وهذا ربما عائد إلى النجاح الفوري لـ«آي باد» المتعدد الأغراض. فقد بيع منه 3.3 مليون جهاز منذ إنزاله في الأسواق في أبريل (نيسان) الماضي. وفيما نعرف بوضوح عدد أجهزة «آي باد» التي بيعت لأن «أبل» صريحة في الإفادة عن مبيعات جميع منتجاتها. لكن «أمازون» حالة مختلفة، فنحن لا نعرف حجم مبيعاتها من «كندل» لأنها تكره الكشف عن تفاصيل عملياتها. وهي عندما تكشف عن نتائجها المالية فإنها، تقسم أعمالها إلى ثلاث فئات: «الوسائط المتعددة» التي تضم الكتب والموسيقى والفيديو، والإلكترونيات وسائر البضائع العامة الكبيرة، وغيرها.

ويقول كولن غيلز مدير «بي جي سي» للأبحاث المالية إن «أبل» أبلغتنا عندما باعت أول مليون جهاز من آي باد. وهي تبلغنا كل ثلاثة أشهر أي ربع السنة، كم باعت من جميع أصنافها. فلماذا لا تحذو «أمازون» حذوها بالنسبة إلى «كندل»؟ وتجيب «أمازون» على هذا التساؤل بالقول «نحن لا نكشف عن أرقامنا لأسباب تنافسية».

وتصف «أمازون» «كندل» بأنه جهاز صنع حسب الطلب و(تنفيذ) الغرض المطلوب منه، تاركة المجال أمام استخدامات ثانوية له، مع الاحتفاظ بالمبدأ الأساسي له، وهو أن له غرضا واحدا محددا لا غير. فهو أخف بكثير من «آي باد». وهذا ليس بالأمر الصغير لدى القراءة لفترة طويلة من الزمن، فحيثما هنالك نور الشمس، تكون القراءة عليه سهلة. كما أن بطاريته تدوم أسابيع وليس ساعات.

وبمقدور «أمازون» إضافة الألوان إلى «كندل» عن طريق لون من تقنية العرض بالحبر الإلكتروني «إي - إنك» الذي تستخدمه. لكن إضافته نقود إلى تخفيض درجة التحديد، وبالتالي تقليص متعة القراءة، «وبالنسبة إلى غالبية الكتب التي يقرأها الناس، فإن اللونين الأسود والأبيض هما مزية وليس عيبا»، كما يقول رس غراندينتي نائب رئيس «أمازون» لمحتويات «كندل».

وليس من العجب بتاتا أن الأجهزة المصنوعة لغرض واحد معين تقوم بمهمتها بشكل أفضل من غيرها. لكن السؤال هنا ماذا ستكون عليه الأمور بعد سنوات، ولنقل في عام 2020، فهل سيكون الزبائن ما يزالون راغبين في شراء جهاز لغرض واحد فقط، إضافة إلى أجهزة متعددة الأغراض لا يمكن مقاومة إغرائها.

على ذلك يجيب غراندينتي بقوله «عندما أرغب في العدو مسافة 10 أميال أرغب في اقتناء زوج أحذية رياضية جيدة التصميم، بدلا من زوج بكعب عال ومميزات أخرى معقدة». ويسوق غراندينتي مثالا آخر بقوله: «رغم تقنية وجود كاميرا جيدة في هاتفي، لكن لدى الاحتفاء بعيد ميلاد ولدي فإنني أفضل استخدام كاميرا أحادية العدسة قياس 35 مليمترا».

منافسة قوية

* وإذا كانت «كندل» تقدم قراءة أفضل من «آي باد»، فإننا لا نتوقع سماع التالي من بعض الأشخاص الذين يملكون الجهازين. «فقد أشارت الدلائل الأولى إلى أن بعض مالكي جهاز (كندل) شرعوا يبتاعون (آي باد)، وبالتالي شرعوا في تحويل قسم من مشتريات الكتب إلى الجهاز الجديد» كما كتبت ماريان وولك المحللة في مجموعة «سسكويهانا» الدولية في تقرير رفعته للزبائن في أواخر يونيو (حزيران) الماضي. وأضافت أن مستخدمي «آي باد» شرعوا في شراء المزيد من الكتب مما كان يتوقع، بحيث تم إنزال خمسة ملايين كتاب في الأيام الـ65 الأولى، أي بمتوسط 2.5 للجهاز الواحد تقريبا، وذلك مقارنة بنحو ثلاثة كتب لجهاز «كندل» الواحد، في خلال ربع العام. ويقوم مخزن «آي بوكستور» من «أبل» بمنافسة «كندل ستور» من «أمازون» من دون أن يقود هذا إلى تدني أسعار «أمازون».

وعندما طرح جهاز «كندل» الأول في أواخر عام 2007 كان سعره 399 دولارا. لكن هل السعر الجديد البالغ 139 دولارا يعكس القرار بتجاوز، أو التخلي عن أرباح الجهاز ذاته لترويج مبيعات «كندل ستور»؟ «أمازون» تنكر ذلك.

يقول غراندينتي «إننا نؤمن بأن يكون كل من مشروعي العمل هذين مستقلا وحرا بأمره». فليس من الضروري لقراء الكتب الإلكترونية أن يكونوا من مالكي جهاز «كندل» لقراءة الكتاب الإلكتروني الخاص به. فشركته لا تؤمن بتقييد الملكية، لذلك فهي تقدم برمجيات مجانية لقراءة كتب «كندل» الإلكترونية على أجهزة «آي باد» و«آي فون» و«ماكس» و«بي سي» و«بلاك بيري» و«أندرويد».

وكان المحللون قد تحيروا حيال هوامش الربح التي تجنيها «أمازون» من تجارة أجهزة «كندل»، إذ يصعب القول إنها تجني أرباحا كثيرة لكون سعر جهازها الجديد هو 139 دولارا فقط على حد قول وولك. وتبدأ أسعار كل من الجهاز القارئ «بارنس أند نوبل»، و«نووك»، و«ريدر» من «سوني» من 149 دولارا.

ويعتقد الكثيرون أن سعر «كندل» ينبغي أن يتدنى إلى أقل من 100 دولار لتشجيع المشترين المترددين. لكن المستهلكين لا ينتظرون هذه الصفقة. فالطرازان الجديدان من «كندل» باتا بطريق الشحن للمشترين أخيرا. وجرى طلب المزيد منهما. أما الطلبات التي ستقدم اليوم فسيجري تأمينها لاحقا. لكن هذا لا يجيب على السؤال الطويل الأمد حول الشعبية الكبيرة لـ«كندل»، والأجهزة اللوحية المتعددة الأغراض التي باتت أخف وزنا وأقل كلفة.

بالتأكيد إن بمقدور «أمازون» الحديث عن جهاز «كندل» المستقبلي من الجيل العشرين، ولكن ما لم تكن شجاعة بما فيها الكفاية للكشف عن مبيعاتها الحقيقية، فإنها تبدو وكأنها تعيش في عالم غير عالمها، فمعالجات الكلمات المكرسة لهذا الغرض فقط، والآلات التي صنعت حسب الطلب ولغرض معين فقط أيضا، التي يعود تاريخها إلى عصر السبعينات، عملت بشكل جيد لمدة عشر سنوات.

* خدمة «نيويورك تايمز»