هاتف «آي فون».. هل سيتحول إلى محفظة إلكترونية؟

مخاوف حول سلامة وأمن استخداماته المقبلة

TT

تشير مجموعة من براءات الاختراعات التي نشرت أخيرا وعروض التأجير الجديدة من «أبل» إلى أن هواتف «آي فون» المستقبلية قد تتضمن مميزات مشيدة داخلها، تتيح لها أن تحل محل بطاقات الائتمان المستخدمة على نطاق واسع في الشراء والمدفوعات.

وكانت «أبل» قد وظفت أخيرا خبراء في تقنيات الاتصالات ذات المجال القريب أو القصير (إن إف سي) NFC، وهي تقنية تمكن الأجهزة من تبادل المعلومات لاسلكيا ضمن مسافات قصيرة جدا. وهي التقنية التي روجت لها شركات بطاقات الائتمان أخيرا، بحيث إنه بدلا من وضع البطاقة في جهاز القراءة الإلكتروني يمكن التلويح بها فقط أمامها، أو التلويح بحلقة مفاتيح توجد ضمنها. وقد قام هؤلاء الخبراء في السابق بوضع وتطوير حلول حول كيفية تسديد المدفوعات بالأجهزة الجوالة لحساب موقع «باي بال» المالي، وشركة «ستاربكس».

محفظة إلكترونية

* وإضافة إلى ذلك قامت «أبل» في الشهور الأخيرة بنشر عدة تطبيقات، التي أبرزت مميزات البرامج والأجهزة التي أساسها «إن إف سي» التي تستخدم الأجهزة اليدوية الجوالة لتسديد ثمن بطاقات الدخول إلى دور السينما، والمباريات الرياضية، وتذاكر السفر بالطائرات، وغيرها.

وتقوم كثير من الشركات بالنظر في توظيف تقنيات تسديد المدفوعات عن طريق الأجهزة الجوالة، كبديل لبطاقات الائتمان. وأفاد موقع «بلومبيرغ» أوائل الشهر الحالي بأن شركات «فيريزون»، و«إيه تي آند تي»، و«تي - موبايل» تخطط للدخول في مشروع مشترك بينها لتشكيل نظام مدفوعات جوال ينافس «فيزا» و«ماستر كارد». ومن المفترض لهذه الخطوة أن تخفض الكلفة بالنسبة إلى التجار الذين تفرض عليهم نسبة 3 في المائة من سعر الشراء، عندما يسدد الزبائن ثمن مشترياتهم ببطاقات الائتمان.

ولكن إليوت فان بوسكيرك الخبير في هذا الميدان كان قد صرح قائلا إن نظام الدفع بالأجهزة الجوالة سيواجه صعوبة لدى دخوله في هذا المعترك، إذ إنه، وبغية توسيع استخدام مثل هذه المدفوعات الجوالة، يتوجب على التجار وأصحاب الأعمال شراء أجهزة قراءة جديدة يقدر ثمنها بـ200 دولار للوحدة الواحدة، مع ضرورة إقناعهم بأن عددا كبيرا من الزبائن سيميلون فعلا إلى استخدام نظام الدفع الجديد.

خروقات أمنية

* كذلك من شأن نظام الدفع الجوال الجديد هذا إثارة بعض المخاوف الأمنية، لأن أي مكان يقوم بتصريف الكثير من الصفقات اللاسلكية سيكون هدفا رئيسيا للمخربين والغشاشين. وأحد أسباب نجاح بطاقات الائتمان هو اعتمادها على الخطوط المستأجرة والشبكات المكرسة لهذا الغرض، التي تضمن الموثوقية والأمان، استنادا إلى أرون ماك فيرسون المدير الممارس للشؤون المالية في «آي دي سي» للمدفوعات والأمن. ونقلت عنه مجلة «وايرد» الإلكترونية أنه «حتى لو كنت تستخدم شبكة الهاتف الجوال، فأنت لا ترغب في أن تجد نفسك في وضع صعب لا تستطيع فيه تسديد ما يستحق عليك، لأنك موجود في مكان لا تتوفر إشارة (3 جي)، أو أن تكون شبكة الإنترنت فيه أيضا معرضة إلى هجمات منع الخدمة». وأضاف أنه «أمر غير مأمون بتاتا، فأنا لا أظن أن الوسيلتين هاتين يمكنهما التعويض عن استخدام شبكات بطاقات الائتمان».