تلفزيونات إنترنت وكاميرات مجسمة وكومبيوترات لوحية تنافس «آي باد»

ثورة العروض المجسمة في المعرض الدولي للأجهزة الإلكترونية في برلين

كومبيوتر «غالاكسي» اللوحي من «سامسونغ» إلى جانب «آي باد» (إ.ب.أ)
TT

كومبيوترات لوحية تنافس كومبيوتر «آي باد»، وتلفزيونات هجين تتحول إلى العمل على الإنترنت، وتلفزيونات مجسمة بنظارات تصلح لكل تقنيات العروض بالأبعاد الثلاثة، وتقنيات لمشاهدة مثل هذه العروض من دون نظارات، وكاميرات مجسمة وبرامج لتحويل الصور ذات البعدين إلى صور مجسمة، عرضت لأول مرة في المعرض الدولي للأجهزة الإلكترونية (إيفا) في برلين الذي انطلق الجمعة الماضي وينتهي غدا.

في اليوم الأول من المعرض أزالت شركة السلوفينية (XpanD) عقبة أساسية أمام انتشار تقنية الصور المجسمة (3D) على المستوى العالمي، وعبدت بالتالي الطريق أمام التلفزيون الثلاثي الأبعاد لاقتحام صالات الجلوس ومخادع النوم.

وكما هو معروف في السنوات الأخيرة فإن إنتاج الصور المجسمة يعاني من أمرين، أحدهما هو تعدد تقنيات صناعة النظارات الضرورية لمشاهدة هذه الأفلام، وثانيهما هو عدم وجود أنظمة تقنية تلفزيونية موحدة لإنتاج وعرض الأفلام والصور المجسمة. وبعد الخطوة الناجحة التي قدمتها «XpanD» يبقى أن تصل صناعة التلفزيونات إلى تقنية موحدة خلال 3 - 4 سنوات، كما تنبأ بذلك خبير السوق كريستوف دي ليوفن من مجلة «بيلد».

وأتيحت الفرصة لـ«الشرق الأوسط» لتجربة النظارات في جناح الشركة في القاعة 15 فاتضح أنها دقيقة في نقل الصور المجسمة، كما أنها تصلح لمشاهدة الأفلام المعروضة بمختلف التقنيات. وذكرت ماريا كوستيريا، من «XpanD»، أن الشركة تطرح النظارات التي تعمل بتقنية «نظارات المصراع»Shutter glasses بـ12 لونا زاهيا، والسعر المتوقع لها في السوق بين 200 - 300 يورو. وتستخدم نظارة X103 بطارية أطلق المنتج عليها اسمPi Cell وتعمل لمدة 100 ساعة دون انقطاع. واعتبرت كوستيريا تقنية «XpanD» ثورة في عالم الصور الثلاثية الأبعاد ستفسح المجال أمام الهيمنة الكاملة لها على العالم خلال سنوات.

وليست تقنية نظارة «XpanD» سوى واحدة من الكثير من التقنيات الجديدة التي عرضت في «إيفا 50» الذي تحول إلى أكبر معرض من نوعه في تاريخ ألمانيا منذ انطلاقه عام 1924. إذ شاركت في المعرض هذا العام 1423 شركة، أي بزيادة 22%، عن العام الماضي، وهو رقم قياسي جديد. كما توسعت مساحة المعروضات بنسبة 11% عن العام الماضي، ويعود التوسع أساسا إلى نمو سوق الأجهزة المنزلية وخصوصا التلفزيونات المفلطحة والمجسمة التي أصبحت عنوان هذا المعرض.

* تجسيم بلا نظارات

* شاشة تغير حالتها الفيزيائية حسب عين المشاهد عند عرض الأفلام المجسمة معهد فراونهوفر الألماني المعروف طرح تقنية هذا العام تحاول التخلي عن النظارات بأكملها. وتعتمد تقنية معهد فراونهوفر للأنظمة المعلوماتية على شاشات تغير حالتها الفيزيائية باستمرار، وبتحكم كامل من عين المشاهد، بدلا من تغيير النظارات، أو نظام العرض، بهدف تحقيق أفضل صورة مجسمة لإنسان واحد أو لعدة مشاهدين. واستعرض علماء المعهد في القاعة 8.1 شاشة اسمها Free2c - Digital تتيح مشاهدة كل الصور والأفلام المجسمة دون الحاجة إلى نظارات خاصة.

وشرح رينيه دي لاباريه، من المعهد، طريقة عمل الشاشة (النموذج الأول) فقال إن تقنية الصور المجسمة التقليدية تعتمد على صورتين، واحدة للعين البشرية اليسرى وأخرى لليمنى، تعرض على الشاشة وتتولى النظارة الخاصة جمعهما كما يفعل الدماغ. وزود المعهد شاشة Free2c - Digital بتقنية «راصد الرأس الإلكتروني» Electronic Head Tracker، التي تعمل بعدة كاميرات تلتقط بدقة حركة العينين البشريتين وتوحد صورتيهما على الشاشة. ومع كل حركة في العينين تتغير منظومة الشاشة المرنة «فيزيائيا» بما يسمح بمطابقة الصورة. وهذا مريح للعينين من النظارة، التي تسبب الصداع، وللرأس لأن النظارة التقليدية تتطلب أقل ما يمكن من تحريك الرأس كي تنطبق الصورتين بشكل كامل على الشاشة.

رئيس القسم بيرند دروكشتاين استعرض لنا شاشة أخرى أطلق عليها اسم Multimodel. وهي نموذج تجريبي أيضا وتعرض الأفلام والصور المجسمة لفرد واحد، لجماعة أو لعدة جماعات. إذ يمكن لكل مجموعة أن تشاهد فيلما مجسما من زاوية رؤيتها، ويمكن بلمسة زر تحويل الشاشة من موديل للفرد الواحد إلى موديل لعدة أفراد من عدة زوايا. والشاشة، التي بدت كالبلازما السائل، تعمل دون نظارات خاصة كما هي الحال في شاشة Free2c - Digital.

* أفلام إنترنت مجسمة

* ويعد المعهد الألماني بنقل الأفلام المجسمة مباشرة عبر الإنترنت إلى غرف النوم خلال فترة قريبة باستخدام تقنية خاصة. فمشكلة الأفلام المجسمة هي أن حجمها كبير جدا ومن الصعب جدا إيجاد جهاز لتحميلها ونقلها عبر الشبكة، لكن المعهد توصل إلى تقنية تختصر حجم الأفلام المجسمة بنسبة 40% وتجعلها صالحة للنقل والتحميل عبر الإنترنت. وأطلق دروكشتاين على التقنية اسمMultiview - Video - Coding(MVC) وقال إن بإمكانها نقل أكبر الأفلام المجسمة عبر الأقمار الصناعية إلى التلفزيون أو الهاتف الجوال.

على مستوى الإنترنت أيضا تحدث رينيه أوبرمان، رئيس «تيليكوم»، في مؤتمر صحافي عن تقنية بديلة وسريعة لتقنية «خطوط الاشتراك الرقمية» DSL الحالية في الإنترنت، وهي تقنية «التطور على المدى البعيد»Long Term Evolution(LTE) مضيفا أن عصر السرعة، مع هذه التقنية، يخلي محله لعصر السرعة الفائقة. وفتحت شركة «فودافون» الطريق أمام هذه التقنية من خلال عرض عام بتزويد من يرغب بالتقنية السريعة مقابل 40 يورو شهريا، وأعلنت «سامسونغ» عن إنتاج أول لابتوب يستخدم هذه التقنية عام 2011.

* كاميرات مجسمة

* الكاميرا الثلاثية الأبعاد من «سوني»DSE - WX5 تتغلب على مشكلات الصور المجسمة بشكل آخر، يعينها في ذلك حجمها الصغير، وسرعة انفتاح وانغلاق حاجز الضوء. فالكاميرا مزودة بنظام 3D Sweep Panorama، الذي يطابق الصور على بعضها ويقدم الصورة بثلاثة أبعاد للمصور. وتقول مصادر الشركة إن على المصور أن يلتقط الصور والكاميرا بوضع أفقي، ثم بوضع عمودي، تكون الكاميرا قد التقطت خلال ذلك 20 صورة في الثانية، تطابق أفضلها وتظهر الصورة الأساسية بشكل مجسم (السعر 330 يورو).

وما يخرج قليلا من شباك تقنية الأبعاد الثلاثة يعود ليدخل المعرض من باب الأنظمة الملحقة والأجهزة التي تتيح للإنسان تصوير وصنع الأفلام والصور الثلاثية الأبعاد، منها كاميرا الفيديو من «باناسونيك» (1400 يورو)، وكذلك برنامج StPointالذي يعين المستهلك بمساعدة الكومبيوتر، في تحويل الصور التقليدية القديمة إلى صور مجسمة (99 يورو)، ومشغل ألعاب نينتندو للألعاب بالأبعاد الثلاثية (ينزل للسوق في الربع الأول من 2011)، والإطارات، والألواح والهواتف الجوالة التي تعرض الصور المجسمة.

* تلفزيون الإنترنت

* عدا عن تقنية الأبعاد الثلاثة، وتتويج التلفزيون المجسم على عرش الأجهزة الإلكترونية، فقد كان التلفزيون الهجين الرقم الثاني في تسلسل أهم نزعات المعرض. واستفتى المعرض في مجلته «إيفا ريفيو» آلاف الصحافيين الذين يغطون المعرض فمنحوا المرتبة الثالثة لنزعة الأجهزة الخضراء (البيئية) وتقليل استهلاك الطاقة، والمرتبة الرابعة لنزعة التصاميم والأجهزة المفلطحة.

ومبدأ عمل تلفزيون Hybrid Broadcast TV(Hbb TV)، أي الهجين، بسيط لأنه يتيح للمستخدم، بلمسة زر على جهاز التحكم، التحول من البث التلفزيوني إلى عرض الصفحات بلغة الإنترنت «HTML» وبالتالي العمل في الشبكة وتصفح مختلف المواقع. وعلى هذا الأساس أعلنت «سوني» قرب طرح تلفزيون سوني إنترنت (سلسلة ماركة برافيا) بالتعاون مع «غوغل» باستخدام نظام تشغيل «غوغل» (اندريود1).

وإذ عرضت شركتا «سامسونغ» و«إل جي» تلفزيونات مجسمة لا يزيد سمكها عن 8 ملم، انفردت «فيليبس» بطرح «تلفزيونها السينمائي» الذي يستخدم شاشة من أبعاد (9:21) بدلا من التلفزيونات السائدة (6:19) لعرض الأفلام والصور المجسمة. وعرضت «إل جي» أكبر تلفزيون من تقنية الصمامات الثنائية العضوية الباعثة للضوء (OLED) التي يقال إنها تملك المستقبل وسترسل تقنية «LED» إلى النفايات الإلكترونية. وللمقارنة فإن تلفزيون «إل جي» من قياس 31 بوصة (سمك 2.9 سم) في حين أن أكبر تلفزيون من هذه التقنية طرحته «سوني»، في العام الماضي، من قياس 15 بوصة.

* كومبيوتر لوحي جديد

* «سامسونغ» الكورية بدأت حملة قضم التفاحة الأميركية «أبل» من خلال طرح «سامسونغ غالاكسي» لمنافسة «آي باد». وهو كومبيوتر متنقل، هاتف، جوال، ملاح... الخ ويزايد على جهاز «أبل» بأنه يحتوي على كاميرا أيضا. والمعتقد، حسب آراء خبراء السوق، أن السعر سيقرر مستقبلا حسم التنافس لأن جهاز «غالاكسي» لا يقل كفاءة عن «آي باد» عند نزوله للسوق في أكتوبر (تشرين الأول) المقبل.

أما جهاز «E - Ink display» فعبارة عن قارئ آلي من شركة «MSI» لا يعكس الكثير من الضوء، كالورق تماما حسب مصادر الشركة، فضلا عن أنه شاشة لمس متعددة، لا يستهلك الكهرباء إلا عند تقليب الصفحات. وطرحت الشركة منافسا آخر للـ«آي باد» باسم «Win Pad» مزود بشاشة 10 بوصات، متعددة اللمس، ويتمتع بنفس المواصفات.

«توشيبا» اقتحمت عالم اللابتوب بجهاز «Libretto W100»، 17,8 بوصة، شاشة متعددة اللمس، يمكن استخدامه مطويا كلابتوب أو كلوحة واحدة كقارئ آلي. ومن «توشيبا» أيضا جهاز «AC10» الذي يستخدم «اندريود 2.1» أو 2.2 ويجمع بين اللابتوب والهاتف الذكي (10,1 بوصة، 8 غيغابايت).

وإذا كانت التلفزيونات المجسمة تشكل 10% من التلفزيونات المعروضة في «إيفا 50» فإن نسبة التلفزيونات الهجين، المرتبطة بالإنترنت، تشكل 25% منها حسب دراسة عرضتها «BitCom» بمناسبة المعرض. مع نسبة 41% من الألمان عبروا عن رغبتهم بالتحول إلى التلفزيونات المجسمة في القريب العاجل.

وعالم «إيفا 50» لا يخلو من طرافة بالطبع، إذ بدت قاعات المعرض مثل ملجأ لرعاية المكفوفين. آلاف الناس يلبسون النظارات الملونة ويتطلعون إلى الشاشات والتلفزيونات والإطارات التي تعرض الأفلام والصور المجسمة. وكان من المعتاد أن يرتطم المشاهد بالآخر أثناء المتابعة، أو بعد المشاهدة، بتأثير «الاختلاط» الذي تتركه النظارة بعد الانتهاء من التفرج.