نسخة جديدة من «لغة الويب» تسهل تحميل عروض الإنترنت

تتسم بالسرعة والسلاسة وتنشط تصفح الشبكة

TT

استقطبت نسخة «HTML5» التالية من لغة «تأشير النص الفائق» أو «لغة النصوص التشعبية» المستخدمة في تركيب صفحات الشبكة، الكثير من الاهتمام لقدرتها على عرض الفيديوهات داخل متصفح الشبكة من دون استخدام التطبيقات المضافة مثل الوصل مع «أدوبي فلاش». لكن مميزاتها غير الظاهرة أو المعروفة سيكون لها وقع أكبر في نهاية المطاف، على كيفية اختبار المستخدمين للشبكة.

وتعتبر لغة «HTML» من أوسع اللغات استخداما في تصميم صفحات الويب. وهي ليست لغة برمجة، بل هي لغة للوصف، وتعطي برنامج تصفح الإنترنت وصفا لكيفية عرضه للمحتويات.

ويقول الخبراء إن ما تقوم به «HTML5» من وراء الستار كالاتصالات الشبكية ومميزات التخزين في المتصفح، من شأنها تحميل الصفحات بشكل أسرع، لا سيما في الأجهزة اليدوية البطيئة، وجعل تطبيقات الشبكة تعمل بشكل أكثر سلاسة، وحتى تمكين المتصفحات من قراءة صفحات الشبكة القديمة بشكل أكثر سهولة.

وتعمل كثير من مواقع الشبكة اليوم كتطبيقات لسطح المكتب، وكمجموعات إنتاجية لمكتب مقره الشبكة، وكأدوات لتحرير الصور.

لكن الكثير من المميزات المعقدة لهذه المواقع تعتمد على وصلات يقوم المطورون بإنتاجها بين تقنيات الشبكة المختلفة كـ«HTML»، ونصوص «جافا»، والصفحات المتتالية النسق (CSS)، وهي وصلات لا تعمل بشكل كامل دائما، ونتيجة لذلك قد تكون مواقع الشبكة بطيئة، وقد تعمل بشكل مختلف بين متصفح وآخر، وقد تكون معرضة إلى ثقوب أمنية.

* تسهيل التفاعل

* ويقول بروس لوسون الذي يعمل في مجال مستويات ومواصفات الشبكة المفتوحة في «أوبرا سوفتواير»، إنه لجعل المواقع تنجز مهمات لم تصمم الشبكة بالأصل لها، يتوجب على المطورين تنفيذ مهمات ترميز معقدة من شأنها بكل سهولة إدخال أخطاء وجعل التطبيقات تفشل.

ويضيف لوسون أن المجموعة العاملة على «HTML5» كلفت بالمهمة الكبيرة لجعل المواصفات أكثر تسامحا من سابقاتها، بحيث تعمل مواقع الشبكة القديمة، أو التي رمزت بطريقة غير صحيحة، أفضل من المتصفحات التي تدعم «HTML5». وترغب المجموعة أيضا في توسيع المواصفات لدعم الاتجاهات العصرية، مثل تطبيقات الإنترنت الغنية. «فقاعدة (HTML5) هي عملية جدا، ومصممة لكي تعكس ما يفعله الناس فعلا» على حد قوله.

ويشير الخبراء إلى مزية تدعى «مقابس الشبكة» Web) Sockets) كمثال للتحسينات التي يمكن لـ«HTML5» أن تقدمها. فـ«مقابس الشبكة» تؤمن موقعا بواجهة تفاعل لبرمجة التطبيقات «API» الذي يفتح وصلة مستمرة بين الصفحة والخادم، بحيث يمكن للمعلومات المرور بينهما في الزمن الفعلي، فعادة يتوجب على المتصفح أن يقدم طلبا كلما أراد تحديثا ما.

* مقابس الشبكة

* وتأثير «مقابس الشبكة» هو كالانتقال من إدارة حديث عبر البريد الإلكتروني، إلى التراسل الآني أو الفوري، كما يقول بين غالبريث المؤسس المشارك لموقع تطوير الشبكة «Ajaxian.com» ومدير علاقات التطوير في «بالم». ففي البريد الإلكتروني يجري إرسال كل رسالة كحدث بمفرده، بينما التراسل الآني يتيح حديثا متواصلا وسلسلا. وكان مطورو الشبكة قد استنبطوا في السابق أساليب للحفاظ على المتصفحات والخادمات في اتصال ثابت بينها. لكن غالبريث يصف هذا الأسلوب بـ«العبقرية الخارقة» المعقدة التنفيذ التي لا يمكن صياغتها جيدا. وأضاف أن «مقابس الشبكة» تقدم وعدا بأسلوب سهل بالنسبة إلى المطورين لإنتاج صفحات شبكة يمكنها أن تتغير في الزمن الفعلي، وهو أمر مهم مع تكاثر وانتشار المزيد من مصادر بيانات الزمن الحقيقي، مثل التحديثات الآنية في وضع مستخدمي الشبكات الاجتماعية وحالتهم. وبمقدور المستخدمين توقع تطبيقات شبكة بتغذية في الزمن الحقيقي تعمل بسلاسة مع القليل من الأخطاء.

وقد تساعد «HTML5» أيضا في أن تعمل تطبيقات الشبكة بشكل أفضل لدى قطع اتصال الأجهزة مع الإنترنت، أو لدى اتصالها بشكل متقطع، كما هو شائع عادة مع الهواتف الذكية، كما يقول ألون سالانت المالك لـ«كاربون فايف»، وهي شركة مقرها سان فرانسيسكو متخصصة في تشييد تطبيقات الشبكة. فثمة مزية تدعى «ويب ستوريج»، أي التخزين في الشبكة التي تتيح لتطبيقات الشبكة تخزين المزيد من البيانات داخل المتصفح، واستعادتها بشكل ذكي، وبالتالي التحكم في كيفية قيام المتصفحات بحفظ أجزاء من الصفحات لأغراض إعادة التحميل بشكل سريع.

وغالبريث مهتم جدا ببعض المميزات في النسخة الجديدة من CSS المصممة للعمل مع «HTML5». ومثل هذه المميزات ستجعل صفحات الشبكة أكثر استجابة لإدخالات المستخدم والسماح لرسوم بيانية (غرافيكس) عالية النوعية، وهي أمور لا تكون صفحات الشبكة جيدة فيها. إذ تتيح «HTML5» للمطورين استيعاب نوافذ الرسوم المتحركة في صفحة، لكن غالبريث يقول إن «CSS» الجديدة تعمل بشكل أفضل.

ويقول لوسون إن المستخدمين سيرون أيضا تحسنا في الأداء من المزايا الأخرى لنسخة «HTML5» ومثال على ذلك سيقلص التحسن في الأسلوب الذي تقوم به المتصفحات، ومن ثم تسريع تحميل الصفحات، لا سيما على الأجهزة الجوالة.

ويشير كرس بليزارد مدير العمليات في «موزيلا» إلى أهمية التحليل الذي تقوم به «HTML5». إذ يقوم محلل المتصفح بقراءة لغة التواصل المستخدمة لتشييد الصفحة وتفهم كيفية عرضها. ويقول إن ذلك واحد من الأجزاء المهمة للتحديد.

ويعني ذلك جعل المتصفحات أكثر قابلية للتشغيل المتبادل، لا سيما بأسلوب التعامل مع الرموز السيئة الكتابة. فبدلا من إتاحة المجال لكل متصفح تقرير كيفية التعامل مع كل رمز غير كامل، يقوم المحلل بتحديد نوع الاستجابات وردود الفعل المطلوبة للأخطاء. وهذا ما يعطي المستخدمين المزيد من الخبرة المتناسقة بغض النظر عن نوع المتصفح الذي يستخدمونه على حد قوله.

وفي الوقت الذي يبدو أن «HTML5» ستفرض قائمة طويلة من التغيرات الكبيرة، يقول لوسون إن الغرض الرئيسي هو تأمين أساليب مبسطة للعمل، مقارنة بما كان يعمله المطورون سلفا، أي تقليل احتمالات الأخطاء. «فكلما ازدادت البساطة، تعززت المتانة، وبالتالي الخبرة الكبيرة بالنسبة إلى المستخدم في الطرف النهائي أو الأخير».