شاشات مجسمة.. باللمس المتعدد

توظف فيها تقنيات الأبعاد الثلاثية واللمس

TT

لأول مرة يجري دمج أكثر تقنيتين شعبيتين سوية في شاشة واحدة، وهما تقنية الصور ثلاثية الأبعاد وتقنية الشاشات متعددة اللمس. وباتت التقنيتين شائعتان في حياتنا اليومية، بحيث إن الأفلام السينمائية المدهشة ذات الأبعاد الثلاثة شرعت تغزو شاشاتنا وأجهزتنا مثل «آي باد»، مما جعلت شاشاتنا العاملة باللمس التي تتعرف على الإيماءات أمرا شائعا. لكن الصعوبة في الأمر كانت جلب الاثنتين سوية.

إحدى العراقيل هي أن تقنيات الأبعاد الثلاثية قد صممت للمشاهدة والنظر إليها، وليس لمسها. فالصور والمشاهد في الأفلام المجسمة تبدو كأنها قادمة إليك. ولذا، فإن محاولة لمسها من شأنها تخريب هذا الوهم، لأن يديك قد تخترقه! لكن جين - بابتست دي لافير ورفاقها من شركة «إميرشين»، وهي شركة للمحاكاة الافتراضية، مركزها بوردو في فرنسا، تمكنوا حاليا، من دمج التقنيتين في شاشة تفاعلية ثلاثية الأبعاد لجهاز لوحي.

وكان المدعوون إلى مؤتمر SIGGRAPH، في لوس أنجليس الشهر الماضي للرسومات البيانية (غرافيكس) والمحاكاة بالرسوم المتحركة، قد ارتدوا نظارات استقطابية أتاحت لهم التفاعل مع مشاهد للمدينة ثلاثية الأبعاد عرضت على طاولة مغطاة بشاشة! وقد غيرت المشاهد التي شاهدوها كثيرا من نظرتهم للأمور.

والأفضل من كل ذلك، فإن قيام شخصين بالنظر إلى نموذج المدينة المجسمة ذاته في الوقت ذاته من جهتين مختلفتين، تمكنا من رؤية التأثير ثلاثي البعد بالمنظور الصحيح بالنسبة إلى موقعهما، وفقا لمجلة «نيو ساينتست» العلمية البريطانية. وهذا عائد إلى أن النظارتين موصولتان إلى مستشعرات خاصة بالموقع والاتجاه والتي تقوم بتعقب الاتجاه الذي ينظر إليه صاحب النظارة ليقوم النظام باستخدام هذه المعلومات لتغيير الصورة وفقا لذلك، في الزمن الحقيقي لكل مستخدم.

وتتضمن النظارة الاستقطابية مصراعا نشيطا يتزامن عمله مع شاشة الجهاز لدى تذبذبه بسرعة بين الصور، بغية التوافق مع منظور كل مستخدم. وتقوم النظارة بنقل الصور التي تتماشى مع منظورها وبثها، لكنها تمنع الصور التي تتماشى مع منظور الشخص الآخر.

ومن المهم الإشارة أيضا إلى أن المستخدمين يمكنهم التفاعل أيضا مع الشاشة لدى لمسها عند تكبير صورها وتقريبها، أو تدوير الأبنية والعمارات من دون إفساد تأثير، أو وهم البعد الثلاثي.

وللقيام بذلك، يقوم النظام بجعل الصور تبدو كأنها أعلى منه لدى نظر الشخص إليها، ولكن عندما يحاول المشاهد لمس الأبنية والعمارات التي تبدو ثلاثية الأبعاد، تظهر كأنها في الأسفل داخل الجهاز، كما يقول الباحثون. وتدرك الشاشة ما يحدث عندما تقترب يد منها، بفضل المستشعرات العاملة بالأشعة تحت الحمراء، بحيث تستجيب حتى قبل أن تصل أصابع المستخدم إلى سطح الشاشة وإفساد وهم العمق هذا!