تطبيق جديد يتيح لك التجول في شوارع المدن.. زاوية زاوية

أسرع من خرائط «غوغل»

TT

برنامج جديد لالتقاط الصور على مستوى الشوارع طورته «مايكروسوفت» سيساعد الناس على العثور على الأماكن بسرعة كبيرة على الشبكة. كما سيتيح البرنامج كذلك مجالا جديدا لنشر الإعلانات على الشبكة أيضا.

وبينما تقوم خدمات مثل «غوغل ستريت فيو» و«بينغ ستريتسايد» فورا وآنيا بنقل متصفحي الشبكة إلى أي زاوية شارع من أي مدينة أميركية إلى طوكيو العاصمة اليابانية مثلا، فإن الصور البانورامية لهذه الخدمات لا تقدم إلا منظورا محدودا فقط. إذ لا يمكن التنقل بسهولة وسلاسة عبر هذا الشارع، بل عليك أن تقفز بدلا من ذلك، من «فقاعة» بانوراما إلى أخرى، وهي ليست الطريقة المثلى للتعرف على العناوين المحددة، أو اكتشاف مواقع الجيرة الجديدة.

مشهد متواصل

* لكن باحثي «مايكروسوفت» خرجوا بتعديل جيد بالنسبة إلى «بينغ ستريتسايد» يدعى «ستريت سلايد» الذي يقوم بتوحيد أجزاء من اللقطات البانورامية المتعددة لامتداد من الشارع وتحويله إلى مشهد واحد مستمر. ويمكن مشاهدة هذا المنظر من مسافة، أو لفه وكره من جهة الجوانب.

«وتقوم الخدمات الحالية بحصرك داخل مثل هذه الفقاعة في مكان معين» كما يقول مايكل كوهين كبير العلماء في مركز «مايكروسوفت للأبحاث». «أما (ستريت سلايد)، فتساعدك على الإبحار فعلا مستخدما الصور الجانبية للشوارع» على حد قوله. وكان كوهين قد طور «ستريت سلايد» مع زملائه في «مايكروسوفت»، بحيث جرى تقديم العمل في مؤتمر «سيغراف 2010 لغرافيكس الكومبيوتر» الذي عقد مؤخرا في لوس أنجليس.

والشخص الذي يستخدم النسخة الأصلية من «ستريتسايد» و«غوغل ستريت فيو» يمكنه تدوير المشهد داخل الفقاعة للنظر إليه من أي اتجاه. لكن هذا يؤمن منظرا محدودا جدا للأبنية والعمارات في الشارع، كما يشرح كوهين. «فأنت قد تحتاج إلى التراجع إلى الوراء حتى يمكنك رؤية الشارع برمته، لكنك لا تستطيع، نظرا لأن الأبنية الموجودة على الطرف الآخر تحجب المشهد، أو تقف حجر عثرة، لذا أوجدنا نقطة نظر مستخدمين الصور الملتقطة من جميع البانورامات الفقاعية الممتدة على طول الشارع»، كما نقلت عنه مجلة «تكنولوجي ريفيو».

وبإمكان أي شخص مستخدما المشاهد البانورامية لـ«ستريت سلايد» التحرك بسلاسة عبر الواجهات بحثا عن الأماكن المهمة أو السياحية، ومن ثم التكبير والتقريب رجوعا إلى منظر، أو مشهد «فقاعي» كلاسيكي في أي وقت. وبإمكان المستخدم أيضا قلب مكان المشهد لرؤية الجانب الآخر من الشارع، أو تحويل الزوايا والأركان إلى شوارع جديدة.

إعلانات إلكترونية

* والمشاهد الواسعة التي يقدمها «ستريت سلايد» تقدم مساحات فارغة على الشاشة في أسفل صورة الشارع. ويمكن استخدام هذه المساحة لعرض شعارات الشركات والمؤسسات، فضلا عن خريطة صغيرة للمنطقة. ويمكن استخدام هذه المساحة أيضا للإعلان، أو لعرض معلومات وأخبار اجتماعية، مثل مواقع الأصدقاء إذا كانوا موصولين إلى شبكات اجتماعية وفقا لكوهين.

ويقول موك أوه مؤسس «إيفري سكايب» الشركة الناشئة في مدينة كمبردج في ولاية ماساتشوستس التي تلتقط الصور البانورامية للأبنية والعمارات ابتداء من الداخل والخارج، إن «ستريت سلايد» قد تسهل على المستخدمين اكتشاف المنطقة. «فالناس الذين يستخدمون صور الشوارع من الجوانب يحاولون غالبا العمل في الخارج حيث الأعمال، أو البحث عن أشياء قد تروق لهم وتثير اهتمامهم»، وفقا لأوه.

وكان كوهين ورفاقه قد سألوا 20 شخصا العثور على مجموعة متنوعة من الأماكن في شوارع غير مألوفة لهم مستخدمين «ستريت سلايد» و«غوغل ستريت فيو»، فأثبتت الأولى أنها أسرع كثيرا بنحو 17 ثانية كمعدل عام.

«وهذا من شأنه أن يترك وقعا كبيرا على الأجهزة الجوالة، فهي توسع حس النظر لتغطية شعاع بطول عمارتين»، حسب كوهين الذي قامت مجموعته بإنتاج نسخة من «ستريت سلايد» تتطابق مع هاتف «آي فون». ومثال على ذلك يقول إن شخصا موجودا في مدينة غير مألوفة له يمكنه بسرعة مسح الشوارع القريبة بحثا عن مقهى يود زيارته. والقدرة على مسح الشوارع بالنظر مفيدة بشكل خاص في المناطق المعمورة حيث التداخل من الأبنية من شأنه أن يحد من دقة نظام «جي بي إس» في تحديد الأماكن المطلوبة، كما يقول كوهين. ويوافق على هذا القول أوه لكنه يشير إلى أن الخرائط المحسنة التي أساسها الصور من شأنها أن تستفيد من التحديد الجيد للأماكن عن طريق نظام «جي بي إس». ويضيف: «إن دقة تحديد المواقع جغرافيا هو ليس بذلك الأهمية عندما يكون الأشخاص ينظرون فقط إلى خرائطهم. ولكن عندما تنزل إلى مستوى الشارع، فقد تحتاج إلى الكثير جدا من المعلومات الدقيقة».

واليوم، فإن مواقع الكثير من الشركات والأعمال في قواعد المعلومات التي تحدد المواقع جغرافيا، والتي تستخدمها أجهزة الملاحة والخرائط على الشبكة، باتت تؤخذ في الاعتبار بأرقام الشوارع التي شرعت تنتشر بشكل متناسق عبر البنايات والعمارات.

وتقدم «إيفري سبايس» حاليا صورا بانورامية من داخل 1300 مطعم منتشر في مناطق وأحياء مدينة بوسطن عبر تطبيق طور باستخدام طقم عدة لتطوير برنامج «بينغ مابس». «فمن أجل التكامل الخالي من الأخطاء مع صور (ستريتسايد)، رغبنا في وصل صورنا الداخلية مع نقاط الدخول والأبواب، وليس فقط حيث توجد المكاتب والمقرات»، على حد قول أوه.