مراس وملحقات مساعدة.. لأجهزة «أبل» الجوالة

تصمم لمواكبة تطويرات «آي بود» و«آي فون» و«آي باد»

TT

في الخمسينات والستينات صنعت شركة «رييلتون إلكترونيكس» راديوهات الترانزستور، أحد أهم الأجهزة التي ينبغي الحصول عليها في ذلك العصر. لكن في السبعينات نضب منجم الذهب هذا، لتقوم الشركة في العقدين التاليين بالاستمرار والإبقاء على أشغال الإلكترونيات عن طريق صنع ساعات «تايمكس» التي كانت تباع في المحلات التجارية، وأجهزة التسلية التي تجمع أكثر من مهمة واحدة، فقد صنعت أول جهاز يجمع بين مسجل كاسيت الشرائط والراديو والساعة، وأول جهاز يجمع بين الهاتف والراديو والساعة.

وحصلت على منجم ذهبي آخر في هذا العقد عن طريق جهاز يجمع مهمات عدة، ألا وهو مكبرات صوت مع قاعدة لإرساء مشغل الموسيقى «آي بود» من «أبل». وعن طريق الدخول إلى نظم «أبل» شرعت الشركة التي تدعى حاليا «إس دي آي تكنولوجيس»، بحيث أصبحت أكبر مزود لقواعد مكبرات الصوت وساعات التنبيه. كما أنها الصانعة الرئيسية لساعات التنبيه الخاصة بالفنادق. قد يغتاظ مطورو البرمجيات من القيود والمستويات التي تفرضها «أبل» بالنسبة إلى أجهزة «آي بود» و«آي فون» و«آي باد». لكن متطلبات التصميم المتشددة لـ«أبل» من شأنها مساعدة الشركات التي تصنع مراسي مكبرات الصوت والشحن، لأن الأخيرة تدرك أن الوصلات بين هذه القواعد والأجهزة قد لا تتغير ربما من طراز «أبل» إلى آخر. كما أنها واثقة تماما بأن مبيعات منتجات «أبل» هي من القوة بحيث تؤمن سوقا واسعة للمنتجات الأخرى. في عام 2005 كانت «إس دي آي» تفكر في كيفية إعادة إحياء الشركة في العصر الرقمي. يقول عزرا أشكينازي رئيس «إس دي آي» وأحد أبناء أحد مؤسسي «رييلتون»: «سألت أحد مصممي الشركة إن كان يستطيع استبدال الأداة الخاصة بالأقراص الموسيقية الموجودة في أجهزة الراديو التي ننتجها المجهزة بساعة، وبالتالي إتاحة المجال أمام المستخدم للاستيقاظ والنوم عن طريق جهاز (آي بود) الموسيقي، أي تحويل الأخير إلى منبه»، وأضاف «عندما توجهت بسؤالي هذا تغير جو الغرفة، وفعلا طورنا الراديو بساعة التنبيه الذي يباع في المتاجر بسعر 19.99 دولار، إلى منتج آخر بسعر 100 دولار». ولتعزيز احتمالات النجاح عن طريق أول جهاز مكمل لـ«أبل»، قامت الشركة عن قصد بتقليد أسلوب «أبل» في أول تصاميمها. «كانت تعليماتنا لمصممينا هي أن تبدو كما لو أن (أبل) صممتها»، على حد قول أشكينازي. وكان المنتج الأول iH5 مشيدا ومبيتا ضمن حاوية بلاستيكية بيضاء، وموضبا في علبة بيضاء. «وكان هذا الأمر معاكسا لعلب ساعات «تايمكس، وتحديا فعليا لنا. وكنا لا نتلقى مساعدة من (أبل) سوى فيما يتعلق بالمواصفات والشروط».

وهذه الأمور غيرت هذه الشركة الخاصة التي تدار حاليا من قبل أولاد وأحفاد الأشخاص الذين أسسوها قرب نهاية شارع «فيفث أفينيو» في نيويورك. وهي تحصل على غالبية عائداتها من 20 نوعا من ملحقات أجهزة «آي بود» و«آي فون».

وبحيازتها الآن لـ20 في المائة من سوق مراسي مكبرات الصوت تحتل الشركة ضعف حصة «سوني» أقرب منافسيها، كما قزمت شركات أخرى مثل «ميموريكس»، و«آي لايف»، و«بوز».

أما «آي هوم» المتخصصة بملحقات «آي بود» فقد «قامت بعمل جيد في تعزيز أعمالها»، كما يقول روس روبن مدير التحليل الصناعي في مؤسسة الأبحاث «إن بي دي». «فقد أسست فرع مراسي الساعات وأنتجت الكثير من أنواعها المختلفة». كما «ارتكبت بعض الأخطاء، ومنها مرساة (آي بود) التي تركب على سطوح المطابخ ورفوفها، والتي فشلت في استقطاب الزبائن. وكانت كلفتها عالية، وكان يتوجب الثقب تحت الخزانة لتركيبها» كما يقول أشكينازي. لكن في سوق الفنادق استطاعت «إس دي آي» تركيب أكثر من مليوني ساعة تنبيه مع مراس لـ«آي بود» و«آي فون» في نحو 40% من غرف الفنادق التي يربو عددها في الولايات المتحدة عن 4.9 مليون. واستطاعت بمهارة أن تعطي لنفسها تميزا خاصا بها عن طريق تصميم ساعة تنبيه «آي بود» التي تدق مرة واحدة فقط، وبالتالي تعيد تنظيم ذاتها بحيث تحول دون إزعاج الضيف الآخر في الغرفة المجاورة من الاستيقاظ في الساعة 5:30 صباحا. وعندما يقوم المسافر بإرساء هاتفه «آي فون» على ساعة التنبيه بالفندق يجري الاعتماد على الترتيب الموجود على الهاتف من دون أن يكلف المسافر المتعب نفسه كيفية عمل هذا المنبه. ويقوم تطبيق الهاتف بإدخال أمر رسائل الـ«تويتر» والأخبار وحالة الطقس أيضا، التي تعرض كلها على شاشة «آي فون» لدى استيقاظ صاحبها.

وعلى الرغم من رواج مبيعات «أبل» يقول البعض إن «إس دي آي» لا تزال تغامر بالاعتماد فقط على منتجات شركة واحدة. فإذا ما انطلقت بقوة سوق هواتف «أندرويد» الذكية ستقع «إس دي آي» في أزمة حقيقية. لكن أشكينازي ليس قلقا، فهو يثق بأن منتجات «أبل» المتنوعة عصية على الأزمات.

* خدمة «نيويورك تايمز»