استراتيجيات وحروب مستقبلية.. في لعبة «ستاركرافت 2: أجنحة الحرية»

قصة رائعة تطرح بعد 12 عاما من الانتظار

TT

أصبح بإمكان عشاق ألعاب الحروب الاستراتيجية الخيالية الاستمتاع بلعبة «ستاركرافت 2: أجنحة الحرية» StarCraft II: Wings Of Liberty، التي طرحت مؤخرا في الأسواق، بعد مرور 12 عاما على طرح الجزء الأول منها. وقسمت الشركة المبرمجة هذه الملحمة الحربية إلى 3 إصدارات، الأول هو هذه اللعبة، مع طرح إصداري «قلب السرب» Heart Of The Swarm و«إرث الفراغ» Legacy Of The Void قريبا. وتدور أحداث اللعبة في القرن الـ26 في أطراف مجرة درب التبانة، وتتمحور حول صراع 3 أجناس، هم البشر و«زيرغ» Zerg (مخلوقات فضائية على شكل حشرات) و«بروتوس» Protoss (مخلوقات متطورة تقنيا لديها قدرات التخاطب وتحريك الأجسام عن بُعد). ويركز هذا الإصدار على قصة البشر، بينما تركز الإصدارات التالية على قصص الـ«زيرغ» والـ«بروتوس».

قصة اللعبة

* تدور أحداث اللعبة بعد مرور 4 أعوام على نهاية أحداث جزء «ستاركرافت: برود وور» StarCraft: Brood War. وسيقابل اللاعب شخصيات كانت موجودة في الأجزاء السابقة، مثل «زيراتول» و«آركتوروس منغسك» و«آرتانيس» و«سارا كيريغان» و«جيم رينور». وسيزور اللاعب مراحل من تلك الأجزاء، مثل «مار سارا» و«براكسيز»، بالإضافة لوجود عوالم جديدة، مثل غابات كوكب «بيلشير». وتسيطر «كيريغان» وقوات الـ«زيرغ» على قسم «كوبرولو» بعد إبادتها القوات المتحدة وقوات البشر وغزوها كوكب الـ«بروتوس»، ومن ثم تختفي «كيريغان» بشكل غامض بعد نهاية حرب «براد».

ويقرر «آركتوروس منغسك» إعادة بناء مجموعته، بينما أصبحت رتبة «رينور» مجرد جندي من المرتزقة بعد تهميشه إعلاميا وسياسيا. وانسحبت قوات الـ«بروتوس» إلى عالم مظلم اسمه «شاكاراس»، حيث يحاول «آرتانيس» توحيد الجهات المتضادة داخليا، التي تحولت إلى أشباه قبائل من حيث الولاء والمناوشات مع الآخرين، وذلك بسبب تعرضها لقرون طويلة من عدم الثقة المتبادلة.

وفي هذه الدوامة من الصراعات والظروف الصعبة، يشكل «رينور» مجموعة ثورية للإطاحة بحكم «آركتوروس منغسك» الذي أقنع الجميع بأن «رينور» إرهابي وتجب إبادته. ويقود «رينور» قواته في «مار سارا» عبر مجموعة من المهمات لتحرير السكان من عبودية الحكم، والبحث عن عنصر خاص لبيعه لمجموعة من الباحثين والعلماء، وذلك للحصول على التمويل اللازم لشن الحرب ضد النظام الحاكم الشرير.

وخلال قيامهم بهذه المهمات، يكتشفون أن مخلوقات الـ«زيرغ» تشن هجوما على الكثير من الكواكب بقيادة «كيريغان» (يمكن للاعب اختيار خوض بعض المهمات الجانبية التي تركز على قصص بعض شخصيات اللعبة). ويصل بعد ذلك نداء استغاثة إلى المجموعة من «آرييل هانسون» من كوكب «آغريا»، وتستجيب له المجموعة فورا وتستطيع مساعدة «هانسون» في تحديد موقع اللاجئين في الكوكب الذي تشن عليه قوات الـ«زيرغ» هجمات شرسة. وبعد الوصول إلى كوكب «هيفن»، يعثر اللاعب على مجموعة من المصابين بوباء خطير، ولكن الدكتورة «هانسون» ترى أنها تستطيع البحث عن العلاج الفعال. إلا أن مخلوقات الـ«بروتوس» تقرر التخلص من الوباء وإبادة جميع المصابين به، ويجب على اللاعب مساعدة المصابين والدكتورة «هانسون».

ويقرر «رينور» شن هجمة على مقر إخباري لبث رسالة لجميع السكان تخبرهم أن «مينغسك» هو المسؤول عن هجمات مخلوقات الـ«زيرغ»، الأمر الذي يثير فضيحة كبيرة تنجم عنها أعمال شغب وثورات كثيرة. وتشن مجموعة «رينور» هجمات متفرقة في أماكن كثيرة للحصول على العناصر الخاصة، ولكن قوات الـ«زيرغ» تهاجم مقر العلماء، الأمر الذي يجبر المجموعة على إيقاف هجماتها والدفاع عن العلماء. ويعلم «رينور» بوجود نبوءة حول جنس جديد، نصفه من الـ«زيرغ» والنصف الآخر من الـ«بروتوس»، ويستكشف كوكبين مختلفين، بحثا عن معنى للنبوءة، ويقاتل مخلوقات معدلة وراثيا (من أجل أن تصبح هجين النبوءة)، ويعلم أنه تجب عليه حماية «كيريغان». فهل سيعرف اللاعب المعنى الحقيقي للنبوءة؟ وهل سيتحالف مع «كيريغان» بعد الكثير من الحروب الشرسة بينهما؟ وما مصير العلماء ومخلوقات الـ«زيرغ» التي تريد استعباد سكان الكواكب؟ نكتفي بهذا القدر من قصة اللعبة، ونترك ما تبقى منها للاعب ليكتشفها بنفسه.

مزايا ممتعة

* تقدم اللعبة 29 مرحلة مختلفة في نمط اللعب الفردي، وعددا غير محدود من المناوشات الجماعية مع الآخرين عبر الإنترنت (لا تسمح اللعبة بالتنافس عبر الشبكات المحلية، على خلاف الإصدارات السابقة). ويجب على اللاعب بناء قاعدة له، وجمع الموارد الضرورية لبناء المزيد من المصانع وتدريب القوات القتالية وتطوير ما لديه. وتتدرج اللعبة في الصعوبة، بحيث تصبح آخر 10 مراحل تحديا جميلا، ولكن المتعة الأكبر في تحدي الآخرين ومحاولة استباق تحركاتهم واقتناص أي فرصة تسنح لمباغتتهم وشن هجوم معاكس.

وعند مقارنة هذا الإصدار بالأول، نجد أن الإصدار الجديد يركز أكثر على نواحي اللعب الجماعي، بحيث يقدم سلما جديدا للعب التنافسي، وآلية جديدة لاختيار المتنافسين تضمن وضع اللاعبين في مستويات متقاربة في معركة حامية الوطيس. هذا، وتقدم اللعبة ميزة مطورة مهمة للجميع، هي القدرة على إعادة مشاهدة المعركة التي خاضها اللاعب، وذلك لمعرفة استراتيجيات الخصم وتعلم تقنيات جديدة في تطوير منشآته وجنده وآلياته، وذلك لضمان الفوز في المعارك المقبلة.

وسيجابه اللاعب أيضا بعض المراحل الغريبة والمثيرة للاهتمام، مثل مرور حمم بركانية فوق غالبية مناطق المرحلة كل 5 دقائق، الأمر الذي يتطلب وضع قواته في أماكن مرتفعة في تلك المرحلة عند مرور الحمم، أو إجبار الخصم على البقاء في المناطق المنخفضة لتدمر قواته فورا. ومن المراحل المميزة الأخرى تلك التي تهاجمه فيها قوات الأعداء في المساء فقط.

هذا، وتقدم اللعبة برنامجا خاصا لتصميم المراحل ومشاركتها مع الآخرين، يمكن فيه استخدام وحدات ورسومات من الجزء الأول لم تستخدمها الشركة المبرمجة، مع القدرة على صنع وحدات يمكن تطويرها بشكل يشابه ذلك الموجود في لعبة «ووركرافت 3» WarCraft III، وتغيير منظور اللعب، وتخصيص واجهة التفاعل مع اللعبة. وتجدر الإشارة إلى أن الشركة المبرمجة وضعت بعض الشروط بالنسبة لتحميل الخرائط إلى الإنترنت، هي عدم تجاوز حجم 10 ميغابايت لكل خريطة، وعدم تجاوز حجم 20 ميغابايت لجميع الملفات المسموحة للاعب، البالغ عددها 5 ملفات.

مواصفات تقنية

* رسومات اللعبة جميلة جدا، خاصة عند اختيار أعلى مستويات الرسومات من الخيارات. ويمكن للاعب مشاهدة تحركات كل آلة وجندي في المعركة، وملاحظة أدق التفاصيل، على الرغم من وجود أعداد كبيرة منها في الشاشة الواحدة. وتستخدم اللعبة عروض فيديو سينمائية بين المراحل لسرد قصتها، مع رفع مستوى العروض الموجودة داخل المعركة نفسها، وبشكل ملحوظ. وتستخدم اللعبة آليات تحوم في الهواء، وكواكب ونيازك في الخلفية، مع تطوير مستوى الرسومات بشكل ملحوظ، خاصة بالنسبة للتلال الصغيرة واللوحات الإعلانية الخاصة بعالم اللعبة. ويمكن أيضا ملاحظة استخدام القوانين الفيزيائية في الكثير من الأحيان، مثل عند تساقط حطام مركبة ما بالقرب من المنحدرات، بحيث تتساقط وتتسارع في قمة المنحدر، وتنخفض سرعتها تدريجيا عند الوصول إلى الأرض المستوية.

وأدى 58 ممثلا أصوات شخصيات اللعبة، بعضهم أدى أكثر من دور واحد، الأمر الذي يدل على حرص الشركة على تقديم أعلى مستويات الجودة لضمان انغماس اللاعب في عالم اللعبة الخيالي. أسلوب التحكم مريح وسهل، ويجب على اللاعب استخدام خليط من لوحة المفاتيح والفأرة إن أراد الحفاظ على تقدمه وضمان فوزه في المعارك.

وتجدر الإشارة إلى وجود مشكلات تقنية في بعض الحالات، تتمثل في ارتفاع درجة حرارة بطاقة الرسومات، وصلت في بعض الأحيان إلى تعطل البطاقة نهائيا عن العمل. وتعرفت الشركة المبرمجة على سبب المشكلة، وطرحت إصلاحا مؤقتا له، حيث كان السبب عدم تحديد سقف أعلى لمعدل الرسومات Frames Per Second في القوائم والشاشات ذات الرسومات منخفضة التفاصيل، الأمر الذي يجبر البطاقة على رسم الصورة نفسها مرارا وتكرارا من دون توقف، وبالتالي ارتفاع درجة حرارة البطاقة، وتعطلها في حالات نادرة. وبحثت بعض المواقع التقنية في هذه المشكلة، ووجدت أنها ليست بسبب خطأ برمجي في اللعبة، بل بسبب عدم تحديث تعريف البطاقة ووجود الكثير من الغبار عليها، ولكن اللعبة كانت العامل الذي أبرز هذه المشكلة المخفية.

مواصفات الكومبيوتر المطلوبة لعمل اللعبة

* معالج بسرعة 2.6 غيغاهيرتز (ينصح باستخدام معالج ثنائي الأنوية بسرعة 2.4 غيغاهيرتز).

* ذاكرة بحجم 1 غيغابايت لنظام التشغيل «ويندوز إكس بي»، و1.5 غيغابايت لنظام التشغيل «ويندوز فيستا»، و2 غيغابايت لنظامي التشغيل «ويندوز 7» و«ماك أو إس إكس»، (ينصح باستخدام 4 غيغابايت لنظام التشغيل «ماك أو إس إكس»).

* بطاقة رسومات «إن فيديا جي فورس 6600 جي تي» أو «إيه تي آي راديون 9800 برو» بـ128 ميغابايت من الذاكرة (ينصح باستخدام بطاقة الرسومات «إن فيديا جي فورس 8800 جي تي إكس» أو «راديون إتش دي 3870» بـ512 ميغابايت من الذاكرة).

* نظم التشغيل ويندوز «إكس بي» أو «فيستا» أو «ويندوز 7» أو «ماك أو إس إكس 10.5.8 أو 10.6.2».

* 12 غيغابايت من المساحة التخزينية على القرص الصلب.

معلومات عن اللعبة

* الشركة المبرمجة: «بليزارد إنترتينمنت» Blizzard Entertainment http://www.blizzard.com

* الشركة الناشرة: «بليزارد إنترتينمنت» Blizzard Entertainment http://www.blizzard.com

* صفحة اللعبة على الإنترنت: http://www.starcraft2.com

* نوع اللعبة: حروب استراتيجية Real - time Strategy.

* أجهزة اللعب: الكومبيوتر الشخصي بنظامي التشغيل «ويندوز» و«ماك أو إس إكس».

* تاريخ الإصدار: 07 / 2010.

* تقييم مجلس برمجيات الترفيه ESRB: للمراهقين «T».

* عدد اللاعبين: 1 – 10.