خدمات إنترنت موسعة على متن رحلات الطيران الداخلية الأميركية

توسيع نطاق الاتصالات بتقنيات «واي فاي» عبر الأقمار الصناعية

TT

على الرغم من أن عدد شركات الطيران يتقلص نتيجة اندماجها مع بعضها، فإن توفير خدمات «واي فاي» على متن الطائرات خلال الرحلات الداخلية يشهد نموا.

ويعزو المديرون التنفيذيون لبعض الشركات العاملة في هذا المجال هذا الأمر إلى سبب واحد، هو أن شركات الطيران تستعد للقيام بتعديلات طويلة الأمد، إذ إن الشركات ستكون بحاجة إلى تمييز الخدمات التي تقدمها، وذلك بتوفير خدمات «واي فاي» للاتصالات اللاسلكية.

وتعبر شركة «فيا سات»، للاتصالات الفضائية، آخر الداخلين الجدد إلى سوق خدمات «واي فاي» التي تقدم على متن الطائرات.

وقد أعلنت هذه الشركة عن اتفاق، الشهر الماضي، مع شركة «جيت بلو» لتوفير ما يسمى بخدمات الجيل المقبل من «واي فاي» على أسطول الشركة البالغ 160 طائرة من طراز «A320» «بلو إيرباص 160» وطرازات «إمبراير 190».

* إنترنت فضائي

* وقال ريتشارد إيه بلدريدج، رئيس شركة «فيا سات» والمدير التنفيذي للعمليات بها، إن خدمات «واي فاي» التي تقدمها الشركة ستزيد بقدر كبير حيز نطاق الترددات المتوفر لشركات الطيران، وتخفض من «التكلفة». وأضاف بلدريدج أن نظام «فيا سات» سيوفر للمستخدمين خدمات أكثر من الخدمات الأساسية المتوفرة حاليا، مثل تصفح الإنترنت والبريد الإلكتروني.

واستطرد قائلا إنه إذا سارت الأمور وفقا للخطة، فإن شركة «فيا سات» سوف تطلق، في العام المقبل، خدمة الإنترنت الذي يعمل عن طريق الأقمار الصناعية وبسعة 130 غيغابت التي من شأنها زيادة سعة ونطاق الإنترنت وإمداد شركة «جيت بلو» وشريكتها في تقديم خدمات الفيديو على متن الطائرات، وشركة «لايف تي في»، بخدمة «واي فاي» إعلامية غنية مزدوجة الاتجاه.

وأضاف: «إذا كنت ترغب في مشاهدة فيلم أو تريد تحميل ملف سعته 50 ميغابايت من خادم بيانات تابع لمؤسسة ما، أو تريد التفاعل مع تطبيقات وسائط إعلامية مكثفة، فإن الخدمة الجديدة ستجعل ذلك أمرا اقتصاديا».

وحتى الوقت الراهن فإن شركة «إيرسيل» هي التي تسيطر على خدمات «واي فاي» المقدمة على متن الطائرات. وتستخدم شركة «إيرسيل» هوائيات أرضية لتشغيل نظام «غوغو» Gogo الخاص بها على أكثر من 1000 طائرة تابعة لثماني شركات. وتوفر الشركة خدماتها لأسطول شركة «إيرتران» من طراز 138، وأسطول شركة «دلتا» المحلي بأكمله من طراز طائرات 534، باستثناء الطائرات التي تقوم برحلات إقليمية. فيما تقوم شركة «رو 44» المنافسة لها، بتثبيت نظامها الذي يعتمد على الأقمار الصناعية على أسطول شركة «ساوز ويست»، المكون من 550 طائرة من طراز «بوينغ 737».

ولكن حتى مع افتراض أن شركة «ساوز ويست» ستقدم عرضين مختلفتين لخدمات «واي فاي» بمجرد أن تسيطر على أسطول «إيرتران»، فإن المتشككين مثلي سوف يستمرون في التساؤل عما إذا كانت هناك سوق لبيع خدمات «واي فاي» على متن الطائرات في الوقت الذي تعود فيها المستخدمون على الحصول على هذه الخدمة مجانا على الأرض.

* أجور الخدمات

* وليس سرا أن معدلات أو نسبة الأشخاص على متن الرحلات الجوية الذين يقبلون على دفع أموال للحصول على خدمات «واي فاي» (قد تصل إلى 12.95 دولار في حال كانت الرحلة طويلة)، قد تقلصت منذ إطلاق نظام شركة «إيرسيل»، العام الماضي. وكان المسافرون في الرحلات الجوية التي تقدم على متن طائراتها خدمات شركة «إيرسيل» يتاح لهم بصورة روتينية تخفيضات كبيرة على استخدام خدمة «واي فاي»، وذلك بهدف تشجيعهم على تجربتها.

ويقر التنفيذيون في هذه الشركات بأن نحو 8 في المائة فقط من المسافرين هم الذين يستفيدون من الخدمة ويدفعون ثمنها كاملا.

لكن مع ذلك، فإن خدمات «واي فاي» أكثر استخدما خلال الرحلات الجوية الطويلة التي تحمل الكثير من مستخدمي الكومبيوتر، مثل المسافرين على متن الطائرات التي تعمل على خط سان فرانسيسكو - نيويورك.

وقال جون هاب، نائب الرئيس التنفيذي لشركة «إيرسيل»، مؤخرا في المعرض الدولي للترفيه على متن الطائرات في لونغ بيتش، بكاليفورنيا: «في الرحلات الإقليمية يمكنك أن تجد ما بين 30 إلى 40 مسافرا» يستفيدون من الخدمة ويدفعون الثمن.

لكن المؤيدين يقولون إن مجرد الرصد لمعدلات الاستخدام والاستفادة من هذه الخدمة ليس كافيا لتوضيح إمكانات السوق. وقال مايكل جي سمول، رئيس شركة «إيرسيل»: «لقد أصبح من السهل اجتذاب عدد أكبر من المسافرين إلى طيران الدراجة الأولى».

* تسلية وترفيه

* ومع تطور خدمة «غوغو»، فإنها لن تتيح فقط مجرد تصفح الإنترنت، ولكن أيضا مجموعة واسعة من وسائل الترفيه على متن الطائرات، لتمنح شركات الطيران فرص بيع جديدة وفرصا للإعلانات. ويقول التنفيذيون في هذه الشركات إنه بمجرد البدء في تحقيق أرباح من هذه الشراكات الترويجية، فإن شركات الطيران ستكون قادرة على تقديم خدمات «واي فاي» منخفضة التكاليف.

وتقول الشركات التي تقدم خدمات «واي فاي» إن إمكانات السوق الحقيقية يمكن تحديدها من خلال النمو السريع في مبيعات أجهزة الهواتف الذكية واللوحات الذكية، مثل «آي باد». وقد غدا عدد كبير ومتزايد من رجال الأعمال المسافرين يتركون وراءهم أجهزة الكومبيوتر المحمول الآن، التي يصعب استخدامها في مقعد ضيق على أي حال.

وحتى مع احتدام المنافسة بين مقدمي خدمات «واي فاي»، فإن بلدريدج من شركة «فيا سات» يقول: «إن هناك مساحة أكبر للتوسع»، بما في ذلك تقديم الخدمة على أساطيل طائرات الرحلات الإقليمية. وهذه الطائرات الصغيرة تقوم الآن بما يقرب من نصف الرحلات الداخلية.

ومع زيادة سعة نطاق الترددات، فإن الكثير منا قد يكون أكثر تحمسا لدفع التكلفة للحصول على خدمات «واي فاي» على متن الطائرات بصورة تشبه ما يحدث على الأرض.

وأضاف بلدريدج أن شركات الطيران سيكون أمامها فرص جديدة لتحقيق أرباح، بما في ذلك القدرة على عرض الكثير من الإعلانات على العملاء الأثرياء «حيث تكون عيونهم أسيرة الشاشات التي أمامهم».

* خدمة «نيويورك تايمز»