أجهزة «أندرويد» اللوحية.. هل ستنافس «آي باد»؟

مع طرح كومبيوتر تاب من «سامسونغ»

الكومبيوتر اللوحي «آي باد» تحول إلى جهاز شعبي حول العالم (خدمة صور نيوز دوت كوم)
TT

بعد انقضاء ستة أشهر من قيام أفواج المشترين بالتجمهر أمام المحلات لشراء جهاز «آي باد» اللوحي من «أبل»، بدأ التنافس الحقيقي في سوق الأجهزة اللوحية بانطلاق الأجهزة اللوحية العاملة على نظام «أندرويد». وهناك اليوم ثلاثة أجهزة لوحية جديدة يعد مصمموها بأن تكون ذكية وكبيرة ورخيصة السعر بما فيه الكفاية لمنافسة «آي باد» الذي قام بوضع أطر هذه السوق الجديدة.

وقد طرح مؤخرا الجهاز اللوحي «سامسونغ غالاكسي تاب» (Samsung Galaxy Tab) بشاشة مقاس 7 بوصات مع توقع طرح جهازي «أدفنت فيغا» (Advent Vega)، و«توشيبا فوليو» (Toshiba Folio) الأكبر حجما في الأسابيع المقبلة التي تشغل جميعها نظام «أندرويد»، والتي ستشكل لدى دخولها سوق الإلكترونيات الاستهلاكية الحدث الأهم منذ عقد من الزمن.

كومبيوترات لوحية

* وحتى اللحظة التي طرح فيها «آي باد» في السوق كان هناك الكثير من التساؤلات حول ما إذا كانت هناك فسحة في السوق تقع بين الهواتف الذكية وأجهزة «نت بوك» تستوعب وجود جهاز آخر، وإذا كان الأمر كذلك، فما الغرض منه بالضبط؟

وكانت مبيعات «آي باد» قد أثبتت أن المشككين في نجاحه كانوا على خطأ، مع قيام المحللين برفع توقعاتهم حول سوق الأجهزة اللوحية ككل. والأكثر من ذلك فإن أجهزة «آي باد» شرعت سلفا في غزو الأعمال والمنازل معا بعد أن وجدت لها استخدامات واسعة جدا مما كان يتصور لها قبلا.

وفي ما يلي نظرة على التحديات التي تواجهها أجهزة «أندرويد»، وما إذا كانت هذه السوق الجديدة ستتسع وستأخذ بعضا من «أبل». لا يمكن أولا الحديث كثيرا عن جهاز «توشيبا» الذي لم ينضج بعد، ولا يزال بحاجة إلى بعض التعديلات قبل طرحه في الأسواق، لكن من اللمحة الأولى فإن هذه الأجهزة الجديدة ستكون أرخص من «آي باد»، وستقدم مع ذلك خدمات كافية على صعيد تصفح الشبكة والانخراط في المواقع الاجتماعية. الناحية السلبية هنا أنها تفتقر إلى التطبيقات. فهي تعمل على نظام ليس جاهزا بعد لتشغيل الأجهزة اللوحية. إذ إن «أندرويد 2.2» لا يزال نظام هاتف ذكي، ولا تسمح «غوغل» التي طورت هذا النظام بشاشات أكبر من سبع بوصات للوصول إلى سوقها الخاص بالتطبيقات. وهذا الأمر سيتغير مع قدوم النسخة الجديدة في العام المقبل.

«غالاكسي تاب»

* إلا أن «سامسونغ غالاكسي تاب» هو مسألة أخرى تماما، فهو منتج كامل مع عدد من المميزات التي لا تجدها في «آي باد». وعند التحول إلى الشبكات الاجتماعية يقترح البعض توظيفه في مهام تناسب العمل مثل: القدرة على التعليق على المستندات بالحواشي، وحفظها، وإرسالها، لتكون متناسقة ومنسجمة مع جميع الصيغ ونظم التشغيل. بيد أن الكثير من الأشخاص وجدوا أن الأجهزة اللوحية يمكنها العمل كأجهزة عمل، مما يعني أنها ستباع أيضا كأدوات لتشغيل الوسائط المتعددة مثل مشاهدة الأفلام، وقراءة الكتب، والاطلاع على الأخبار ومشاهدة فيديوهاتها.

وأفضل اختبار للاستخدام الأهم لأي جهاز لوحي هو التصفح البسيط للشبكة كالأخبار مثلا. وعند استخدام البحث الصوتي لـ«غوغل» في جهاز «تاب» هذا للوصول إلى موقع، توالت فيه الصفحات بسهولة ويسر، وأدى النقر على فيديو إلى تشغيله من دون أي مشكلة، كما يقول خبير في «بي بي سي».

على صعيد «آي باد» فقد كان تصفح صفحات الأخبار على موقع «بي بي سي» سلسا وسهلا أيضا حتى الوصول إلى الفيديو. ولكون «آي باد» لا يقوم بدعم «فلاش»، فلا يمكن تشغيله. وكان بالمستطاع استخدام تطبيق من «آي باد» خاص بهيئة الإذاعة البريطانية (بي بي سي) حيث تتوفر بعض الفيديوهات، إلا أن نظام «أندرويد» جاء في هذا الاختبار في المرتبة الأولى. وبعد التطلع بسرعة على «ريدرز هب» في «تاب» الذي يؤمن الوصول إلى شتى الصحف والمجلات، وإلى مخزن «كوبو» للكتب على الشبكة، يمكن للمستخدم أن يدرك أن هناك طريقة أسهل للحصول على كتاب. وتماما مثل «آي باد» فإن لجهاز «تاب» مميزات ومآخذ في ما يخص القارئات الإلكترونية من دون شاشات مضاءة. فهو رائع في الظلام، ولكن ليس جيدا في الأماكن المضاءة بأشعة الشمس.

سهولة «آي باد»

* على صعيد «آي باد» الأمر أسهل. فإذا كنت راضيا في الحصول على فيلم سينمائي من مخزن «آي تيونز» فإن «أبل» تقدم لك في جميع الحالات، الجيدة منها والسيئة، تجربة وسائط إعلامية لا تنقطع شرط البقاء في المجال الخاص بـ«آي تيونز». أما خارجها فالأمر ليس سلسا كما يتوجب.

وفي المقابل يوجد على «غالاكسي تاب» مخزن «سامسونغ موفي» الخاص بالأفلام الذي تطلب عملية تسجيل طويلة. كما أن الطباعة على شاشة صغيرة لم تكن عملية أسهل من الطباعة على الهاتف الذكي. ويقول الخبير إنه تخلى عن الأمر كله وتوجه إلى الكومبيوتر ليتمكن من تسجيل نفسه، وأختار أحد الأفلام، لكنه وقع في شرك عملية داخلية بحيث واظب «تاب» يطلب منه التوقيع مرة بعد مرة قبل أن يتمكن من تنزيل الفيلم. وبعد نصف ساعة تقريبا تخلى عن العملية كلها ليشاهد دعايتين لأفلام. بيد أن الشاشة جيدة وجودتها معقولة. وهكذا يبدو أن «سامسونغ» فاز باختبار مشاهدة الإنترنت وفازت «أبل» على صعيد السينما، مع التعادل على صعيد الكتب.

مزايا «تاب» المتفوقة

* لكن «غالاكسي تاب» له مميزات أخرى تفوق «آي باد»، وهي إجراء المكالمات الهاتفية، لكن من دون سماعات الرأس. وهناك كاميرا لالتقاط الصور الساكنة وإجراء مكالمات الفيديو شرط أن تجد أحدهم مزودا بالهاتف المناسب. وثمة مدخل إلى مجموعة مؤثرة من التطبيقات، إذ يمكن تركيب تطبيق «أوكادو» للتسوق مع ماسح لأشرطة الأسعار الملصقة على البضائع والحاجيات، فضلا عن خدمات «غوغل» المتنوعة الأخرى، ابتداء من البحث عن طريق الصوت، إلى الملاحة الإلكترونية.

وهناك اثنان من الشكوك التي تساور المستخدمين يتعلقان بجهاز «تاب»، وهما حجمه وسعره. فحجمه صغير بغية الطباعة عليه براحة، باستثناء رسالة قصيرة ربما، خلافا لـ«آي باد» الذي يمكن كتابة المدونات المطولة عليه. ويجري بيع «تاب» على إنه جهاز جوال أكثر رغم أن الهاتف الذكي يتمكن من القيام بغالبية مهامه. أما سعره فيبلغ من دون شريحة «سيم» نحو 529 جنيها إسترلينيا، وهو سعر عال يوازي سعر جهاز «آي باد 3 جي»، لكن الأخير رسخ نفسه جيدا في السوق.

وستكون هناك في السوق قريبا أجهزة لوحية بأسعار معقولة مثل «أدفينت» و«توشيبا» للراغبين بكومبيوترات جوالة عاملة بشاشات اللمس. وقد ننتظر إلى الربيع المقبل قبل أن نرى أن «أندرويد» قد أصبح من الذكاء الكافي والكبر والرخص كي يتغلب على «آي باد».