جهاز سمعي جديد.. للتسلية والترفيه على الطائرات

يستخدم مع أجهزة عرض الأفلام ويوفر متعة الاستغراق في المشاعر والأحاسيس

TT

باغتني أحد المخترعين، ويدعى شهريار أفشار المدير التنفيذي لشركة تدعى «إميريز»، بينما كنت في طريقي إلى اجتماع لإحدى الهيئات أثناء انعقاد مؤتمر الجمعية القومية لطيران رجال الأعمال هنا في أتلانتا في ولاية جورجيا في أميركا. وبادرني قائلا: «عليك بتجربة هذا الجهاز، إنه مدهش».

وسمحت له بتعليق أداة غريبة حول عنقي، لها رقعتان مسطحتان استقرتا على صدري. وقام بتسليمي سماعات للرأس، بينما أمسك هو بجهاز «آي بود» ليسمح لي بمشاهدة لقطة سينمائية.

ولا حاجة للتذكير هنا، أن مؤتمر الملاحة الجوية هذا الخاص برجال الأعمال يستقطب أشخاصا يبيعون أكثر بكثير من المنتجات الأخرى، الطائرات الخاصة برجال الأعمال. ففي هذا العام كانت هناك مجموعة واسعة من المنتجات الفاخرة مثل الغرانيت المصنع الخفيف الوزن الخاص بالحمامات، ونظم لتنقية المياه.

وفي هذا العام عرضت كذلك تجهيزات التسلية والترفيه المطورة أثناء الطيران، ابتداء من الشاشات العالية الوضوح إلى اختراعات مثل تلك التي تقدم بها أفشار، والتي دعاها KOR-fx الجهاز الخاص بتنشيط، أو تحفيز، التنبيه السمعي.

تقنيات «الاستغراق»

* وفي الواقع كانت تلك اللقطة السينمائية التي عرضت على جهازه «آي بود» تتألف من شخصيات تتبادل إطلاق النيران، وتقود السيارات السريعة، وتجري المطاردات الساخنة، وسط الانفجارات والمعارك والضجيج العالي. لكن الأصوات هذه حولت تجويف صدري إلى مكبر صوت خافت رخيم. وفجأة وجدت نفسي منسجما تماما مع أحداث الفيلم.

وأفشار هذا هو فيزيائي تحول إلى رجل أعمال بحيث إن اختراعه KOR-fx استقطب اهتمام الكثيرين خلال معرض الإلكترونيات الاستهلاكية في أوائل العام الحالي.

وعلى الرغم من أن اختراع أفشار هو آخر الاختراعات من تلك التي أضعها عادة في درجي وأنساها، لكن مكبر الصوت الذي يستقر على الصدر أدهشني فعلا لغرابته ربما، واختلافه عن الأجهزة الصوتية والمرئية العادية. وبسعره البالغ 189.99 دولار لن يكون متوفرا في الأسواق حتى فبراير (شباط) المقبل، رغم أن الشركة شرعت في تقبل الطلبات. وقد أدهشني الجهاز أيضا لكونه كان أحد المنتجات القليلة في المؤتمر من ذوات السعر المعقول.

تحفيز السمع واللمس

* وفي مركز المؤتمرات، كان أفشار وأفراد من شركته يعملون مع شركة «فلايت ديسبلاي سيستمس» التي تنتج معدات التسلية والترفيه في الطائرات، وذلك لعرض نظام KOR-fx بغية استخدامه من قبل الركاب في الطائرات النفاثة الخاصة، والطائرات الأخرى. وذكر أفشار أن شركة «إميريز» تخطط لاستخدام نسخة من هذا النظام على الطائرات التجارية.

ويعتمد نظام KOR-fx أساسا على تقنية لا تقوم بتوليد الأصوات فحسب، بل على التحفيز اللمسي أيضا للدماغ. كذلك تعمل الشركة على خطط لطرح المزيد من النسخ المطورة للنظام هذا لتوظيفها في صالات السينما وناشري الألعاب الإلكترونية.

ويقول أفشار «استخدمت شخصيا هذا النظام خفية في سفراتي إلى كل الأمكنة. وخلال رحلة إلى آسيا استغرقت 15 ساعة، استمتعت بالجهاز إلى درجة أنه عندما بلغت وجهتي أدركت أنني قد شاهدت خمسة أفلام سينمائية دفعة واحدة».

وأبلغني أفشار بقوله «إنك لم تكن تشاهد سوى فيلم قديم بأصواته العادية»، لكن الجهاز يولد اهتزازات ضئيلة جدا بحيث يصعب على المرء الإحساس بها، تحفز المسالك العصبية لتوليد نوع من الاستغراق العاطفي، سواء مع الفيديو، أو الألعاب الإلكترونية. وأضاف أن الزخم التقني موجود هناك بحيث يمكن إنتاج تأثيرات تتجاوز ما نختبره، كما يمكننا إنتاج أحاسيس بالرياح، وبقوى الجاذبية، وفقدان التوازن. ولكونه يقوم بتنشيط جزء من الدماغ الذي يتعامل مع العواطف والأحاسيس، فإنه يستطيع حتى إنتاج عواطف تنسجم مع شخصيات الفيلم، أو لعبة الفيديو، بحيث يمكنه تحفيزك حتى درجة البكاء.

ومن المعروضات الأخرى التي شاهدها الحضور من رجال الصناعة، الذين بلغ عددهم 25 ألفا، طائرة «غلفستريم» الجديدة من طراز «جي 650»، وهي طائرة مخصصة لرجال الأعمال سريعة وطويلة المدى ويبلغ سعرها 64.50 مليون دولار فقط. وتقول «غلفستريم» إنها تلقت حتى الآن 200 طلب مؤكد لشرائها. ومن كثرة الطلبات لرؤية الطائرة الجديدة ومقصورتها الفاخرة، أرغمت «غلفستريم» على إيقافها في موقع منفصل عن مكان العرض الأساسي التي عرضت فيه 100 طائرة رجال أعمال أخرى، وذلك في مطار ديكالب - بيتشتري، بغية تسهيل حركة السير، استنادا إلى جيف ميلر الناطق الرسمي للشركة.

وفي مكان العرض الأساسي جرى احتفال كبير من قبل «بومبارديه» لتقديم طائرتيها الجديدتين ذات المدى البعيد جدا «غلوبال 7000» و«8000» اللتين يبلغ ثمن كل واحدة منهما 65 مليون دولار.

* خدمة «نيويورك تايمز»