اندفاعة قوية للهواة.. لإنتاج العروض المجسمة

بسبب قلة تقديم الشركات لها لأفلام السينما أو محتويات الأقراص

TT

قد تكون الأجهزة التلفزيونية ثلاثية الأبعاد من الابتكارات الحديثة التي غزت صالات المنازل، لكن المضحك أنه في السبيل إلى هذه الثورة المنزلية هنالك القليل الذي يمكن مشاهدته على هذه الأجهزة المكلفة التي يصل ثمن الواحد منها إلى 2000 دولار.

ولا توجد إلا بضعة أفلام فقط وصلت إلى عالم السينما ثلاثية الأبعاد. والأقل من ذلك بالنسبة إلى أقراص «بلو راي» التي تحتاج أيضا إلى مشغلاتها الخاصة. وحتى الآن جرى فقط إطلاق خدمتين كابليتين وقنوات فضائية ثلاثية الأبعاد، مع واحدة إضافية ستنطلق العام المقبل في الولايات المتحدة.

إذن ماذا يتوجب على هواة المشاهد ثلاثية الأبعاد أن يفعلوه؟ هل يقومون بإنتاج محتوياتها بأنفسهم مستخدمين كاميرات معدلة لهذا الغرض؟ ومع توقع نمو مبيعات هذه المنتجات من 3.2 مليون دولار إلى 90 مليونا في العام 2014 استنادا إلى شركة الأبحاث «ديسبلاي ريسيرش» فإن الصناعة تعول على أوائل مستخدميها. وهم يراوحون بين المصورين المحترفين ومصوري الفيديو المتطلعين إلى إظهار أنفسهم على أنهم العامل الفاصل في استقطاب مثل هذه الأعمال لعشاق الفيديوهات عن طريق اللهو بكاميراتهم وكومبيوتراتهم.

* معدات التصوير المجسم

* ثمة مجموعة من العدد والأدوات الجديدة التي تسهل مثل هذه العملية، بما في ذلك أول كاميرا فيديو ثلاثية الأبعاد في العالم مخصصة للمستهلكين العالميين من إنتاج «باناسونيك»، إضافة إلى عدسات إضافية ملحقة ثلاثية الأبعاد هي الأخرى التي تناسب الكاميرا التقليدية الساكنة ذات البعدين، من إنتاج «باناسونيك» أيضا. وتقوم الشركتان «روكسيو كريتور» و«سوني فيغاس» بتقديم برمجيات لإنتاج المشاهد ثلاثية الأبعاد وتحريرها. وتتيح «كريتور» كذلك تحويل الصور ذات البعدين إلى فيديو ثلاثي الأبعاد.

والموجة الجديدة من المنتجات المصنوعة في المنازل يمكن مشاهدتها على الأجهزة التلفزيونية ثلاثية الأبعاد، أو حتى أفضل من ذلك عن طريق قناة «يوتيوب» ثلاثية الأبعاد التي أضحت أداة العرض الأساسية للمحتويات المنزلية ثلاثية الأبعاد مع توفر المزيد من البرمجيات فيها حاليا من أي شيء آخر قد تجده على التلفزيون.

وتماما مثل دور السينما، فقد يحتاج المشاهد إلى زوج من النظارات ثلاثية الأبعاد لمشاهدة الفيديوهات من هذا النوع. وهنالك فيديوهات إرشادية على موقع «يوتيوب» حول كيفية تحضير النظارات الخاصة بهذه العروض؛ بحيث يكون اللون الأحمر مخصصا لعين، والأزرق للعين الأخرى، تماما مثل النظارات التي يجري توفيرها لك في صالات السينما. وهنالك أيضا روابط تقودك إلى الأماكن التي يمكن أن تشتريها منها جاهزة.

وفيديوهات «يوتيوب» من إنتاج أشخاص من جميع أنحاء العالم، وغالبيتهم شرعوا في ذلك كنوع من التسلية وتمضية الوقت مثل مايكل توماس، 18 سنة، في لندن، الذي يقضي أمسياته في تحرير الإنتاج ثلاثي الأبعاد عن الحياة في شوارع لندن لعرضها على قناة «يوتيوب» تحت عنوان «آيوتش 3 دي». وكان هذا الشاب قد شرع في هوايته هذه بعد مشاهدته فيلم «أفاتار» ثلاثي الأبعاد في نهاية العام الماضي وأراد تجربة ذلك.

وهم يستخدمون هنا، وكذلك غالبية منتجي مثل هذه الأفلام من الحقبة الباكرة، كاميرتين مركبتين بإحكام معا بقدر الإمكان لالتقاط صورتين، أو مشهدين في وقت واحد. وتمثل كل كاميرا عينا من العينين ليجري تحرير النتيجة عبر برنامج فيديو ليتحول إلى فيديو واحد بفارق ضئيل في الانتظام؛ بحيث ترى العين، أو الجانب الأحمر شيئا، والعين، أو الجانب الأزرق شيئا آخر. ولدى دمجهما عن طريق النظارة يصبحان واحدا. وقد يسبب هذا الأمر إجهادا للعين، وصداعا إذا ما أنجز ذلك بأسلوب خاطئ.

* قنوات تلفزيونية

* على صعيد التلفزيون، تملك محطة «دايريكت تي في» قناة «إن 3 دي» ثلاثية الأبعاد، في حين تملك محطة «إي إس بي إن» قناة ثلاثية الأبعاد فضائية، وأخرى على الكابل. في حين ستطلق كل من «سوني» و«آيماكس» و«ديسكفوري» قناة ثلاثية الأبعاد في العام المقبل.

والفيلمان الحاليان اللذان يتوفران بأقراص «بلو راي» ستنضم إليهما 6 أفلام أخرى في الشهر المقبل من «ورنر هوم فيديو»، في الوقت الذي ستطلق «ديزني»: «أليس في بلاد العجائب» مع قيام «آي ماكس» أيضا بإطلاق 4 أفلام مفضلة لديها، منها: «السياحة في غراند كانيون» و«المحيطات».

كان هذا الأمر لدى إطلاق أول العروض عالية الوضوح والتحديد، كما يقول سكوت هيتريك، محرر إحدى المدونات الخاصة بهوليوود، الذي استدرك قائلا: «إن هنالك القليل المتوافر على صعيد مثل هذه العروض، وعلينا الانتظار قليلا» وفقا لصحيفة «يو إس إيه توداي».

ويبدو أن «الاستوديوهات غير معنية بإطلاق الكثير من البرامج ثلاثية الأبعاد، نظرا لصغر السوق، ولكننا سنصل إلى هناك» على حد قوله. وقلة البرامج من هذا النوع ربما تفسر لماذا قناة «يوتيوب» ثلاثية الأبعاد هي المصدر الكبير لها حاليا، مع توافر نحو 80 فيديو ثلاثي الأبعاد في رسم المشاهدة. وقد تمت مشاهدة هذه الفيديوهات 400 ألف مرة من قبل 31700 مشترك على الموقع You Tube.com/3D.

وخلافا لقنوات «يوتيوب» العادية؛ حيث يمكن لأي شخص كان وضع فيديو لمشاهدته من قبل العالم خلال دقائق، فإن القناة ثلاثية الأبعاد تحت سيطرة المشرفين عليها وإدارتهم؛ إذ يمكن نشر الفيديوهات، إلا أن على موظفي «يوتيوب» اختيار المناسب منها «لأننا رغبنا أن تكون القناة مجموعة من الأشياء الظريفة والمسلية» كما يقول بيتر برادشو، المهندس في «غوغل» الذي قام بهذه التقنية لدى تأسيس القناة.

ويقول برادشو: إن المجموعة تتألف من «شخص يقوم برسم شخص صغير الحجم، إلى شخص أخر صور ابنته على الأرجوحة، إلى جراح يستخدم التقنية ثلاثية الأبعاد لعرض فنونه. إنها مجموعة كاملة متنوعة تماما كبقية (يوتيوب)».

ويضيف: «إذا سألت كم من الفيديوهات عالية الوضوح توقعنا مشاهدتها على هواتفنا الجوالة خلال السنتين الماضيتين، يكون الجواب عددا قليلا جدا، لكن الآن فإن غالبية الهواتف الجوالة لها قدرات عالية الوضوح. وأنا أرى أن المشاهد ثلاثية الأبعاد أخذت الاتجاه ذاته. وسواء قام الناس بقوة بشراء المعدات ثلاثية الأبعاد أم لا، فهذا أمر آخر».