تطبيق مثير جديد.. ينظم حياتك المهنية داخل الهاتف الذكي

يبحث عن الاتصالات في الشبكات الاجتماعية والبريد والمكالمات

TT

رغم أن «فيس بوك» تشجعنا على الاشتراك في شبكتها الاجتماعية التي تضم جميع الذين نعرفهم، لكنها تستحوذ فقط على جزء واحد بسيط من حياتنا الاجتماعية، لأن اتصالاتنا الاجتماعية، وأحاديثنا تمتد عبر الكثير من أشكال الاتصالات، بما فيها الدردشة وجها لوجه، والبريد الإلكتروني، والمكالمات الهاتفية، والرسائل النصية القصيرة.

ويجري نقل الكثير من هذه الاتصالات عبر جهاز واحد، ألا وهو الهاتف الذكي. وثمة تطبيق جديد منذ البداية يدعى «أرو» Aro الذي يستثمر هذه الحقيقة عن طريق إيجاز وهضم كل الأمور التي تحصل على الهاتف، ابتداء من البريد الإلكتروني، وانتهاء بتسجيل المكالمات بغية معرفة كل شيء عن اتصالاتك وأصدقائك، ومن ثم تعقب العلاقات التي تمتد إلى جميع أشكال الاتصالات. ويقول أندي هيكل، كبير التقنيين في شركة مولها بول ألين المؤسس المشارك لـ«مايكروسوفت» بـ20 مليون دولار: «إننا نقوم بتشييد الشبكة الاجتماعية الفعلية انطلاقا من جميع الخدمات الموجودة في الهاتف».

* برنامج تنظيم

* و«أرو» هو حاليا قيد التجارب المغلقة، ولا يتوافر سوى لهواتف «اندرويد»، لكن تطبيقا لهذا الغرض هو قيد التحضير في هاتف «آي فون». وحال تركيبه في الهاتف يقوم البرنامج بطلب الدخول إلى حسابك في البريد الإلكتروني، والمفكرة اليومية (التقويم)، وتسجيلات المكالمات الهاتفية، وسجل الاتصالات، والرسائل النصية المخزنة. ويقوم بعد ذلك بمسح كل شيء بحثا عن الاتصالات الاجتماعية قبل أن يحفظ موجزا لروابط الشبكة الناتجة على منصة كومبيوترية سحابية. ويضيف تطبيق «أرو» أدوات كثيرة على الهاتف يمكنها من الدخول إلى تلك المنصة على الشبكة لجعل تنفيذ المهام، كاستخدام المعلومات من البريد الإلكتروني للاتصال بالأشخاص، أو تنفيذ حدث مسجل على التقويم اليومي، عملا سهلا.

وإحدى هذه الأدوات مخصصة للبحث، فالنقر على اسم الشخص يكشف عن لائحة بجميع الاتصالات والمكالمات أو الرسائل من أي نوع التي تتلقاها من جانبك، أو تكون مرسلة إليك. وبمقدور «أرو» العثور أيضا على الرسائل المتبادلة مع الأشخاص الآخرين التي تعود إلى ذلك الشخص بالذات، حتى ولو كان ذلك تحت أسمائهم الأولى. وهذا الأمر ممكن لأن البرنامج الذي طوره هيكل ورفاقه المهندسون بمقدوره التعرف على الأشخاص والأماكن والشركات والتواريخ المذكورة في الرسائل. ومثل هذه الإمكانية تظهر أيضا في بريد «أرو» الإلكتروني، والرسائل النصية، وأدوات المفكرة اليومية (التقويم).

ويقول هيكل إن أغلب الأمثلة الناجحة تجاريا لهذا النوع من التقنية هي ذات «دلالات» تستخدم للتنقيب عن النصوص العادية جدا مثل التقارير الإخبارية. ونقلت عنه مجلة «تكنولوجي ريفيو» أن «أرو» يستخدم للدخول إلى العالم المختصر المرتبك وغير المنظم للاتصالات الشخصية بأخطائه الإملائية. واستخدم الفريق أيضا مجموعات من الرسائل من «تويتر» و«فيس بوك» لمساعدة البرنامج في كيفية التعامل مع هذا الأمر.

ويعتمد «أرو» أيضا على الشبكة الاجتماعية التي قام بالكشف عنها لتهذيب كيفية إدارة أمر الاصطلاحات التي تعرف عليها. ومثال على ذلك، إذا قام أحدهم بمناداة شخص باسم «مايك»، أو «ذلك المدير»، في بريد إلكتروني، يحاول «أرو» استخلاص معلومة «إلى من تعود هذه المناداة؟»، اعتمادا على ما يعرفه عن شبكة المستخدم والدلائل الأخرى الموجودة في الرسائل ذات الصلة.

* استدلالات البرنامج

* وأي شيء يتعرف عليه برنامج «أرو»، يجري تسليط الضوء عليه وإبرازه، مع إمكانية النقر عليه من قبل المستخدم للكشف عن لائحة بالأحداث شبيهة بالشبكة التي تشتمل على البحث عن كل ما له علاقة بالشخص المعني، والأماكن المذكور فيها، والرسائل المتبادلة معه، وما أضافه من جديد على المفكرة.

وتؤمن مثل واجهة التفاعل هذه بديلا للعملية البطيئة أو المتعثرة التي تنطوي على استخلاص المعلومات من البريد الإلكتروني، أو الرسائل النصية في الهاتف، إذ يتحتم اليوم على المستخدمين الكفاح مع عملية النسخ واللصق على واجهة تفاعل تعمل باللمس، أو تذكر معلومات، وبالتالي طباعتها على تطبيق جديد، كما يقول جون لازاروس، المدير التنفيذي لشركة «أرو»، «فالهواتف أصبحت قوية جدا، وقد تملك شاشات كبيرة حاليا، لكنها لم تعد سهلة الاستخدام لدى نقل أو تحريك المعلومات بين الرسائل أو التطبيقات»، كما يضيف.

ويقول نوفا سبيفاك الذي أسس أداة الشبكة «ويب تول تواين» للأغراض الاستدلالية في «أرو» التي حازت عليها في وقت سابق من العام الحالي شركة «إيفري»، إن «أرو» يبدو أداة عملية ومثيرة للاهتمام، وأضاف: «أواجه دوما مشكلات كثيرة عندما أحاول التنقل بين الحالات والقرائن المختلفة. فواجهة التفاعل الذي يكون موجودا لدى التفاعل مع أي بند يجري التعرف عليه في رسالة، هي أيضا أداة وصل للأجهزة التي أساسها الإيماءات».

ويشير سبيفاك إلى أن التعقيد الواضح لهذه الأداة يعني أنها ستكون من المحتمل جذابة بالنسبة إلى الأشخاص الذين يطلبون المساعدة لدى التعامل مع البريد الإلكتروني، والرسائل، والمواعيد الخاصة بحياتهم المهنية، لا حياتهم الخاصة. وقد يكون هذا الأمر سهلا إذا ما جرى إلحاق، أو دمج «أرو» في نظام تشغيل الجهاز.

ويضيف: «أعتقد أننا سنرى اعتماد مثل هذه الأداة من قبل منتج، ربما لأجهزة (اندرويد)». وقد يكون هذا الأسلوب ذاته الذي سيعتمده تطبيق «سيري» الخاص بالهواتف الجوالة الذي يعمل كمساعد شخصي قادر على إنجاز أعمال ومهمات مثل حجوزات المطاعم ردا على الأوامر الصوتية. وكانت «أبل» قد اشترت «سيري» في أبريل (نيسان) 2010 على الرغم من أن التقنية لم تظهر بعد على هاتف «آي فون»، أو أي جهاز آخر.

والترخيص لـ«أرو» للشركات الراغبة في تركيبه على أجهزتها، هو أحد النماذج التجارية الممكنة، كما يقول لازاروس، مع إمكانية تطبيق يمكن تنزيله للقيام بخدمات محددة، كالعثور على مواقع حجز تذاكر الطائرات في الشبكة لدى قيام المستخدم بإنجاز أعمال معينة. لكن تبييت «أرو» وتضمينه بإحكام في الهاتف الجوال من شأنه تأمين فوائد إضافية، «فهواتف اليوم لها خمسة نظم تراقب التحديثات الجارية على البريد الإلكتروني، والرسائل، و(فيس بوك)»، وأكثر. فإذا كان «أرو» تطبيقا واحدا يكشف عن جميعها، فإن الهاتف هذا سيستهلك إمكانات وطاقة أقل، على حد قوله.