كومبيوتر جوال لاسلكي.. يوضع على الرأس

يصمم بتقنية الإيماءات والتعرف على الأصوات التي تدعم «بلوتوث» و«واي ـ فاي»

TT

ترغب شركة «موتورولا» في تطوير «سحابة» سلسة تقبع على رؤوس مستخدميها من شأنها أن توصل بين الهواتف الخليوية، وأجهزة المساعد الرقمي الشخصي PDA، والكومبيوترات، من دون الحاجة إلى أجهزة إضافية. وبذلك لن يكون المستخدمون بعيدين عن الاتصال مع الآخرين، أو إلى قلب المفاتيح أو النقر عليها. إلا أن واقع الحال يبدو حتى الآن، مهمة مستحيلة أكثر منها مهمة ممكنة، استنادا إلى المحلل التقني روب إنديرلي، فمع القليل من الاستثناءات «تبدو هذه الكومبيوترات التي لا تحتاج إلى استخدام اليدين إنجازا عبقريا غالي الثمن» كما يقول.

* كومبيوتر على الرأس

* هذه الفئة الجديدة من الأجهزة هي كومبيوترات جوالة تركب على شكل خوذة في الرأس أشبه بالسماعة، تتمتع بقدرات الكومبيوتر الشخصي «بي سي»، وبإمكانيات صوتية وسمعية كاملة، حاشدة قدرات نظام «كوبن» المتطور وتقنيات العرض الصغيرة لإنتاج شاشة مراقبة افتراضية قياس 15 بوصة التي تدعم برمجيات المحاكاة وبث الفيديو، وفقا للطلب مع سائر تطبيقات المشاريع التي تحتاج إلى شاشات كبيرة.

وكانت «موتورولا» قد أعلنت أخيرا أنها ستقوم بتطوير جهاز كومبيوتري لاسلكي للرأس عن طريق أخصائيين في العروض الصغيرة الدقيقة في «كوبن». وهذه خطوة تذكرنا بالمحاولات السابقة لإنتاج كومبيوترات وأجهزة اتصال يمكن ارتداؤها. ويقول توم بيانكولي المدير التجاري لـ«موتورولا» في بيان له «إننا نعتقد أن كومبيوتر الرأس سيشكل حلا لتغيير أساليب فرق العمل الجوالة».

لسنوات متواصلة ازداد الطلب على تقنيات التشغيل من دون استخدام اليدين، بدءا بالهواتف الجوالة وانتهاء بأجهزة الاستريو في السيارات. لكن الاعتماد الواسع فيما يتعلق بالكومبيوترات الافتراضية كان أمرا صعب التنفيذ، «فعلى الصعيد التاريخي لم يعجب المستخدمون بالمنتج الأخير» على حد قول إنديرلي. وتأمل «غولدن - آي بلاتفورم» «Golden-i platform،»، أي ما ترجمته «منصة العين الذهبية»، وهو الاسم المرمز لما تقدمه «كوبن/موتورولا»، في أن تغير التاريخ عن طريق تقنية الإيماءات والتعرف على الأصوات التي تدعم «بلوتوث» و«واي - فاي». ويظهر العرض الصغير لـ« غولدن - آي» على شكل شاشة افتراضية ملونة، 24 بت، قياس 15 بوصة، مشيدة حول نظام تشغيل «مايكروسوفت ويندوز» التي تتضمن نظام تشغيل CE 6.0 R2، مع معالج «تكساس إنسترومانتس OMAP 350» المزدوج الجوال.

وتقدم «غولدن - آي» رابطا، أو وصلة مشفرة بالكامل، 128 بت، تربطك بجهاز كومبيوترك «بي سي»، بحيث يمكنك فورا رؤية شاشته بحجم كامل، 18 بوصة، عن طريق عينيك، كما يقول مدير برنامج «غولدن - آي» جيف جايكبسون في حديث لمجلة «تك وورلد نيوز»، أي «يمكنك رؤية جميع التطبيقات وفتح جميع المستندات على جهاز الكومبيوتر من بعيد» كما يضيف. وقام باحثو «كوبن» باختبار «غولدن-آي» عن طريق نظام تشغيل «لينوكس»، لكنهم قرروا في النهاية استخدام «مايكروسوفت ويندوز CE 6.0» لأن الأول محدود الدعم.

«ولسوء الحظ اكتشفنا أن «لينوكس» ليس بالبيئة التي يمكن التحكم بها جيدا، وأن غالبية تجهيزات وبرمجيات الفريق الثالث، إما بحاجة إلى تعديلها جذريا، أو أنها لا تعمل مع «لينوكس»، كما يقول جايكبسون، الذي أضاف «أن جميع شركائنا الكبار، مثل «موتورولا» و«تيكساس إنسترومنتس» كانوا سعداء جدا عندما تخلينا عن «لينوكس» وتوجهنا إلى «ويندوز CE 6.0».

وتتيح مثل هذه الخطوة لـ«غولدن - آي» دخولا إلى تقنيات وسائط «فيستا» مثل «سايد شو»، و«غادجيتس»، و«وسيلفرلايت». كما قامت الشركة بتطوير طقم «سوفتواير ديفيلومبمنت كيت» الذي يعتمد على Win32 API لتركيب تطبيقات الفريق الثالث. وبمقدور مطوري البرمجيات استغلال هذا الطقم البالغ سعره 2500 دولار الذي يشمل سماعات «كوبن» للاتصالات، وذلك ابتداء من يناير (كانون الثاني) المقبل استنادا إلى جايكبسون.

* تحكم وتشغيل

* ويقوم «غولدن - آي» بتحقيق عمليات التحكم والتشغيل عن طريق ثلاثة جيروسكوبات، وثلاثة مقاييس للتسارع (الحركة)، ونسخة عن أجهزة إلكترونية حساسة للحركة التي استخدمت في تصميم عربة «سيغواي» التي يقف عليها الراكب لجعلها في وضع قائم. وبمقدور «غولدن - آي» التقريب والتكبير والعكس أيضا، وكذلك الكر صعودا ونزولا، مع الأوامر الصوتية وحركات الرأس. ويمكن للمستخدم إزالة بعض الصور والعلامات لرؤية بقية الصورة الموسعة. ولكن لحركات الرأس عيوب التي قد تزعج مستخدميها، كما يحذر إنديرلي. وتقوم شاشة الرصد والمراقبة الافتراضية بفصل حركة العين والرأس، مما يجعل تركيز العين واستخدام اليد أمرين صعبين، على حد توضيحه.

وهكذا بتأثير من المقارنات المحتومة التي لا مفر منها مع فيلم «مهمة مستحيلة» لتوم كروز، أعلنت «موتورولا» في العام 2005 عن ما يشبه «النظارات الشمسية المستحيلة» عن طريق عقد شراكة مع «أوكلي» صانعة النظارات الشمسية، و«بيرتون» صانعة معدات التزلج على الثلج لإنتاج أجهزة اتصال يمكن ارتداؤها على الجسم. وقد روج لهذا الإجراء على أنه ابتكار رائع للمستهلكين الراغبين في تشغيل معداتهم الإلكترونية من دون استخدام اليدين، ولا إلى أسلاك توصيل. لكن يتوجب على هذه الشراكة أن تبدأ في تحقيق المزيد. فعلى موقع الشركة الإلكتروني، فإن ما تقدمه «أوكلي» محدود بجهاز «إم بي 3»، وهواتف «بلوتوث» مبيتة في نظارات شمسية. لكن معدات «بيرتون» الإلكترونية محصورة بعدد وأدوات العارفين بالتقنيات وهواتها.

في أي حال، فإن لـ«موتورولا» طموحات أعلى، لهذه الأجهزة التي توضع على الرأس لوصل الهواتف الجوالة وأجهزة PDA والكومبيوترات، من دون الحاجة إلى ملحقات إضافية. وبذلك يكون المستخدمون على اتصال دائم مع الآخرين من دون الحاجة إلى كبسة زر. غير أن هذه المهمة مستحيلة كما يبدو، كما يعتقد إنديرلي، لأنها غالية الكلفة وشاذة السلوك. «فقد استخدمتها الهيئات الطبية بنجاح لبعض أنواع العمليات التي تجري عن بعد، لكن بالنسبة إلينا فقد أثبتت أنها عملية مكلفة ومسببة للصداع»، على حد قوله!.