مؤتمرات فيديو افتراضية.. جوالة

تظهر شبكاتها هذا العام في الهواتف والأجهزة اللوحية

TT

يرى غي ريتنهاوس، كبير الباحثين في مختبرات «بيل» الأميركية، المستقبل في مجال عقد المؤتمرات الفيديوية الإلكترونية الجوالة.. نعم الجوالة! على الشاشة. فها هو يرى أحد المديرين التنفيذيين الذين تأخروا في الوصول إلى مكاتبهم لحضور أحد الاجتماعات، وهو يوقف سيارته إلى جانب الطريق ليتصل عبر تقنيات المؤتمرات الفيديوية. فهو يركب هاتفه الجوال على لوحة القيادة في السيارة قبل أن يعدل بضعة أزرار لكي تظهر صورته للآخرين، كما لو أنه في غرفة الاجتماعات ذاتها معهم.

ثم يقوم بالحوار مع الأشخاص الظاهرين على الشاشة، قبل أن يسحب نظام «باور بوينت» الافتراضي ليقلب صور السلايدات بإيماءات حركية. ولدى انتهاء الاجتماع يعود هؤلاء الأشخاص الذين تفصلهم آلاف الأميال إلى بيئتهم الطبيعية بعدما قضوا نحو نصف الساعة، شاعرين بأنهم على بعد أقدام أحدهم عن الآخر.

وقد أضحت مثل هذه الرؤية حقيقة واقعة في مختبرات «بيل». وكان مكتب «ألكاتيل - لوسينت» للابتكارات - وهي الشركة التي تملك مختبرات «بيل» - قد كشف النقاب مؤخرا عن تطبيق يدعى «الاتصالات الغامرة» أو «اتصالات الاستغراق» (immersive communications)، التي تجمع جميع «الواقعيات» في واحد: وهي الطبيعية، والافتراضية، والمعززة. ويقصد بـ«الواقعية» هنا، الأمر الحقيقي الواقعي المعزز بالصوت والرسوم والصور البيانية (غرافيكس).

ويقول المحللون إن أولى الاستخدامات للتحكم بالإيماءات والمؤتمرات الافتراضية عبر الشبكات اللاسلكية قد تصل أواخر العام المقبل. وبالنسبة إلى «ألكاتيل – لوسينت» فإن هذا الأمر يحمل معه فرقا كبيرا. فالشركات المنافسة مثل «كريسكو» و«بوليكوم» أكثر تركيزا على تحسين الوضوح، والنقاوة والدقة في مؤتمرات الفيديو. ويدعو ريتنهاوس مسعى «ألكاتيل – لوسينت» بالواقعية الممزوجة، «أي دمج أو جمع البث الفيديوي الحي مع الافتراضي، لتنتج عن ذلك نتائج مثمرة جدا»، على حد قوله.

ومن المتوقع أن يعمل هذا التطبيق على أي جهاز قادر على إرسال واستقبال الفيديو، بما في ذلك الهواتف الجوالة، ودفاتر الملاحظات، والأجهزة اللوحية. وخارج نطاق العمل يمكن للأشخاص استخدام هذا النظام للمشاركة في الصور، والتحدث عنها، أو مراقبة الآباء والأمهات المسنين بشكل قوي وأفضل بكثير من كاميرا الشبكة «ويبكام»، وفقا لما قاله فرانسيس زاين، رئيس المشروع لمجلة «تكنولوجي ريفيو» الأميركية.

ويتحدث زاين إلى مزودي خدمات الاتصال وسائر الشركات الأخرى الكبرى حول تقديم هذه الخدمة إلى زبائنهم وموظفيهم. ولكن، يبقى تحد واحد، وهو كيفية حل معضلة وضع الفيديو المسجل مسبقا، أو المحتويات الأخرى المخزنة على الفيديو الحي. ففي التطبيق يتم تحميل الفيديوهات، أو السلايدات، بحيث يتوجب على التطبيق التعرف على المكان الذي تظهر فيه في مؤتمر الفيديو، وماذا ينبغي عليه أن يعمل؟

ويتوجب على هذه الخدمة التعرف أيضا على الإيماءات، لتمكين الشخص من تقليب السلايدات الافتراضية عن طريق حركة اليد. ولهذه الغاية جند زاين باحثين في المختبر من قسم معالجة الإشارات وتعليم الآلات، للخروج بحلول بعدما استلهم بأسلوب خبراء الأرصاد الجوية، وكيفية تفاعلهم مع الخرائط والفيديوهات أمام شاشات خضراء فارغة.

وتقليد الحديث في غرفة افتراضية يتطلب من فرق مختبرات «بيل» معالجة الكثير من الفيديوهات الواردة والتغذية الصوتية، وبالتالي معالجة الأبعاد الثلاثية السريعة جدا. ويقوم التطبيق بفحص هندسة صور الأشخاص وإعادة تجميعها وتركيبها بحيث يظهر المشاركون أنهم يشغلون الفسحة ثلاثية الأبعاد ذاتها. ويجرى تحويل الصوت إلى صوت «مكاني»، بحيث تظهر أصوات الأشخاص في يسارك الافتراضي، كما لو أنها صادرة عن الجانب اليساري فعلا.