قارئات الكتب الإلكترونية.. أيها أفضل؟

تزايدت شعبيتها بعد التطويرات السريعة في تصاميمها

جهاز «نووك كولور»
TT

لا أحد كان يتوقع أن تختفي الكتب الورقية، كما اختفت الأسطوانات الفونوغرافية وكاميرات الأفلام العادية بهذه السرعة. ومع ذلك فقد شهدت السنوات الأخيرة تطورا في هذه القارئات الإلكترونية من سلعة تدعو للفضول إلى سلعة ذات مبيعات كبيرة، لا سيما في فترات العطلات والمناسبات.

وثمة الكثير من الأسباب التي جعلت هذه القارئات ذات شعبية واسعة؛ إذ يمكن معها حمل مجموعة كبيرة من الكتب والنشرات الدورية والوثائق لدى السفر والترحال، كما يمكن تغيير حجم الأحرف وألوانها، والتفتيش عن التعريفات والتوضيحات بسرعة كبيرة، والبحث عن النصوص، وأكثر من ذلك بكثير.

* قارئات شعبية

* وتوقعت شركة «غارتنر» أن تبلغ مبيعات القارئات الإلكترونية (التي تتصل بالإنترنت) حتى نهاية عام 2010، نحو 6.6 مليون وحدة على النطاق العالمي، مرتفعة بنسبة 79.8% عن عام 2009، أما ما يخص العام الجديد 2011، فمن المتوقع أن يتجاوز الرقم 11 مليون وحدة.

ويبدو أن قارئ «كيندل» من «أمازون» هو المسؤول الكبير عن نمو هذه السوق الوليدة منذ نشوئها قبل ثلاث سنوات.

ولا يزال «كيندل» يولد مثل هذا الدوي الهائل في فئة القارئات والأجهزة اللوحية، استنادا إلى موقع «زيتا إنترأكتف» الذي يقوم بمسح المدونات والمواقع على الشبكة لوضع مراتب للأثر الذي تتركه مثل هذه الأجهزة. وقد جاء «كيندل» في هذا السياق متقدما على قارئ «نوك» من «بارنس آند نوبل»، و«آي باد» من «أبل»، و«غلاكسي تاب» من «سامسونغ».

وبالطبع فإن التنافس هنا شديد جدا، كما يقول إدوارد بيغ في صحيفة «يو إس أيه توداي»، ولذا فإنه يقدم بعض الأمور التي ينبغي التفكير فيها لدى اختيار القارئ الإلكتروني.

* كومبيوتر أم قارئ؟

* الجهاز اللوحي مقابل الجهاز القارئ المكرس خصيصا لهذا الغرض؛ هل ترغب في شراء جهاز غرضه الوحيد هو إتاحة القراءة فقط.. أم ترغب في شراء جهاز آخر يتيح لك قضاء فترة من الوقت في تصفح الإنترنت، وتشغيل الموسيقى والألعاب، ومشاهدة الفيديوهات والقراءة أيضا؟ وهذا في الصميم هو الفرق بين أجهزة القراءة المكرسة لهذا الغرض، مثل «كيندل» و«سوني ريدر»، و«نوك»، وأجهزة «آي باد» والأجهزة اللوحية الأخرى.

طبعا هنالك بعض المقايضات التي تأتي مع المرونة الإضافية للأجهزة اللوحية الكاملة المزايا التي تبدأ مع السعر، فجهاز «آي باد» من المرتبة الابتدائية يكلف 499 دولارا مقارنة مع 139 دولارا من النوع الابتدائي لـ«كيندل».

وتقوم «بارنس آند نوبل» بتسويق «نوك كولور» كطراز هجين بين القارئ المكرس لهذا الغرض، والجهاز اللوحي. ولكن أولوياتها لا تزال هي القراءة بالدرجة الأولى، لكن هذا الجهاز الذي يبلغ سعره 249 دولارا له ثمانية تطبيقات، بما فيها راديو الإنترنت «باندورا»، ولعبة الكلمات المتقطعة، و«سودوكو» وشطرنج، ومشغل موسيقى، وغاليري للصور والفيديوهات، ولائحة للاتصال بأرقام الهواتف.

ويرتكز جهاز «نووك كولور» هذا على نظام تشغيل «أندرويد»، مع الوعد بالمزيد من تطبيقات «نوك» في أوائل العام 2011 الجديد، ومن المميزات «الاجتماعية» القدرة على تسليط الضوء على نص في كتاب تقرأه، ومن ثم مشاركة هذه الفقرة على «تويتر»، أو «فيس بوك».

* شاشات جيدة

* تقييم الشاشة: من شأن الألوان أن تضفي غنى على كتب الأطفال، والكتب المصورة، والصحف والمجلات. ومع «نوك كولور» تقوم «بارنس آند نوبل» بالتركيز على كتب الأطفال. ومع النسخ الأخيرة من برنامج «آي بوكس» على «آي باد»، تقوم «آي بوكس» من «أبل» بالترويج لكتب الأطفال والكتب المصورة أيضا.

وخلافا إلى كل ذلك، فقد لا تكون شاشات «إي إنك» ذات اللون الرمادي الموجودة في «كيندل»، وجهاز «نوك» من المرتبة الابتدائية. وجهاز القراءة «سوني»، والقارئ الإلكتروني اللاسلكي «كوبو»، والأجهزة الأخرى، مثيرة للاهتمام، كما هي الشاشات الملونة في «آي باد» أو «نوك كولور»، لكنها تثير ضجة واهتماما كبيرا عن طريق تقليد الورق.

وعلاوة على كل ذلك، فإن شاشات «الحبر الإلكتروني» هي ألطف على العين، وخالية من البريق والتوهج، وكريمة جدا عندما يتعلق الأمر بحياة البطارية. فقد تدوم شحنة بطارية «كيندل» الجديدة أربعة أسابيع، بينما تقاس حياة البطارية بالنسبة إلى الشاشات الملونة ليس بالأيام، بل بالأسابيع والساعات.

وشاشات البلور السائل «إل سي دي» على «آي باد» و«نوك كولور» مضاءة من الخلف، وهذا خبر جيد وسيئ في الوقت ذاته. الجيد أنه يمكن القراءة به في الظلام، بينما يتوجب بالنسبة إلى شاشات «الحبر الإلكتروني» توفير إضاءة إضافية كما هو الحال مع الكتب الفعلية. أما السيئ فإن الألوان تأتي مجددا بوهج وبريق، مع بطاريات ضعيفة، وفي بعض الحالات يشعر القارئ بالتعب والوهن.

ثمة أمر آخر ينبغي التفكير به سواء اخترت الشاشة الملونة، أو شاشة «الحبر الإلكتروني»، إذ إن أجهزة «نوك كولور»، أو «آي باد»، وقارئ «سوني»، تملك جميعها شاشات عصرية تعمل باللمس، تتيح لك تقليب الصفحات، والقيام بالمهام الأخرى عن طريق الإيماءات بالأصابع. ففي «آي باد» بشكل خاص تتجعد الصفحات، كما هو الحال عادة مع الكتب الحقيقية. كما يتوجب استخدام الأزرار اليدوية في «كيندل» التي تبدو قديمة مضى عليها الدهر، على سبيل المقارنة.

* كتب إلكترونية

* شراء الكتب: وثمة ميزة في الكثير من القارئات الإلكترونية الموجودة في السوق، بما في ذلك «كيندل» و«آي باد» و«نوك» و«سوني ريدر دايلي إديشن» وهي إنه يمكن تصفح مخازن الكتب على الشبكة، وقراءة المراجعات حولها، وتنزيل نبذ عنها. وإذا ما قررت شراء أحد الكتب يمكن إنجاز المهمة برمتها خلال دقيقة أو أقل عبر شبكة «واي - فاي»، أو شبكة «3جي» الخليوية، وأحيانا عن طريق الشبكتين وفقا للطراز. فجهاز «كيندل» الذي يبلغ سعره 139 دولارا، على سبيل المثال، مزود بتقنية «واي - فاي»، ولكن ليس بتقنية «3جي». من هنا عليك شراء «كيندل» البالغ سعره 189 دولارا المزود بالشبكتين. أما «نوك كولور» فهو بتقنية «واي - فاي» فقط.

أما أجهزة القراءة التي تفتقر إلى القدرات اللاسلكية، فتجعلك تشتري كتبا عن طريق جهاز الكومبيوتر ونقلها بعد ذلك عبر شريحة «يو إس بي»، أو بطاقات الذاكرة. وهذا أمر سهل، ويمكن تحميل جهاز القراءة بالكتب قبل السفر. لكن قد لا تحظى بمثل هذه التسهيلات إن كنت جالسا تنتظر في أحد المطارات.

وتفتخر «أمازون» باحتوائها على المزيد من الكتب في مخزن «كيندل»، مقارنة بمخازن منافسيها، على الرغم من أنه يمكن العثور على الغالبية من أفضل الكتب مبيعا في مخازن الكتب الكبرى.

* البدع الأخرى: إحدى النقاط التي تفتخر «بارنس آند نوبل» بها، هي القدرة على تسليف كتب معينة من «نوك» إلى شخص آخر. لكن هذا الأمر يأتي وفقا لقيود صارمة. إذ يمكن إعارة الكتاب لمدة أسبوعين فقط، لكن خلال هذه الفترة لا يمكنك قراءته من جهازك. كما لا تتوفر الكثير من هذه الكتب لأغراض الإعارة هذه.

وبغض النظر عن الجهاز الذي ستشتريه، فإن بالإمكان قراءة الكتب عبر الكثير من الأجهزة، سواء كان جهازا للقراءة، أو جهاز كومبيوتر «بي سي»، أو «ماك»، أو هاتفا ذكيا، أو جهازا لوحيا. ويبقى القول إن القراءة الرقمية قد لا تشعرك أنها طبيعية، كما لو كنت تقرأ كتابا ورقيا.